أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، امس الثلاثاء، استكمال تحميل الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى في براكة، في إنجاز تاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة يجعلها الأولى في العالم العربي القادرة على تشغيل محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء.
وبهذا الإنجاز انضمت دولة الإمارات إلى مجموعة محدودة العدد من الدول حول العالم والتي نجحت في تطوير منظومة معرفية وبنية تحتية تمكنها من استخدام الطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي بشكل آمن وموثوق.
وتحقق هذا الإنجاز خلال الأسبوع الحالي، بعد استكمال تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى وفق أعلى معايير السلامة والجودة، التي بدأت بعد صدور الرخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في فبراير الماضي.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، قال المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية “نمتلك فريق عمل تم تأهيله وتدريبه لعدة سنوات للوصول لهذا المستوى اليوم لتحقيق هدفنا الذي نسعى له وهو توفير كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات، واليوم نفخر جميعاً بانضمام دولة الإمارات لمجموعة الدول المنتجة للطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية، وذلك بعد أن استوفت جميع الشروط الدولية بدايةً من تطوير السياسات والبرامج والاستثمار في الكوادر البشرية، ومن خلال امتلاكها لبنية تحتية متقدمة أهلتها لأن تنضم لقطاع الطاقة النووية “.
وأضاف الحمادي “يتضاعف حجم المسؤولية على عاتقنا اليوم، حيث نواصل العمل بأمان خلال المرحلة القادمة للوصول لعملية إنتاج الكهرباء بشكل كامل في المحطة الأولى في براكة”.
وتمت عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى بأيدي فريق مدرب على أعلى مستوى يشكل الإماراتيون منه نسبة 90%، جميعهم حاصلون على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمشغلي مفاعلات نووية، حيث قام هذا الفريق بإتمام عملية تحميل 241 من حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى بداية هذا الأسبوع.
وفي هذا الإطار، علق الحمادي بقوله “ساهمت محطات براكة للطاقة النووية في تطوير القدرات والكفاءات البشرية في الدولة، من خلال الاستثمار في العنصر المواطن وتأهيله وتدريبه لقيادة قطاع الطاقة النووية، وخير دليل على ذلك هو قيادة هذا الفريق الإماراتي لعملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى في براكة”
ومع اكتمال عملية تحميل الوقود النووي في المحطة الأولى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الـ33 على مستوى العالم، التي تقوم بإدارة وتشغيل محطات للطاقة النووية السلمية.
كما أصبحت المحطة الأولى في براكة اليوم جاهزة للانتقال إلى المرحلة التالية، حيث سيبدأ مشغلو المفاعل في شركة نواة للطاقة الذراع التشغيلية لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» في عملية اختبار كافة أنظمة المحطة وصولاً إلى التشغيل الكامل وانتاج الكهرباء بشكل تجاري، لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات لعقود قادمة.
ومنذ تأسيسها عام 2009، عملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفقاً للمعايير المذكورة في وثيقة “سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتطوير برنامج للطاقة النووية السلمية” والتي صدرت في عام 2008، والتي تضمنت الالتزام بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والشفافية والحد من الانتشار النووي.
وخلال كافة مراحل تطوير البرنامج، حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على الوفاء التام بهذه الالتزامات، الأمر الذي جعل البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذجاً يُحتذى به من قبل كافة مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم.
وحتى اليوم أجرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية 255 عملية مراجعة وتقييم للتأكد من التزام محطات براكة وفرق العمل بأعلى معايير السلامة والجودة، كما أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين أكثر من 40 عملية تقييم ومراجعة، للتأكد من اتباع محطات براكة لأفضل الممارسات الدولية في قطاع الطاقة النووية.
وبدأت شركة نواة للطاقة بتحميل الوقود النووي في المحطة الأولى، بعد حصولها على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في 17 فبراير 2020، بالإضافة إلى إتمام الاختبارات اللازمة التي أكدت على أن المحطة وفرق العمل والبرامج والسياسات والإجراءات التزمت بمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، كما أنها أوفت بمتطلبات المراجعات المستقلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
يذكر أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعمل على إتمام المرحلة الأخيرة من العمليات الإنشائية للمحطات الثلاث المتبقية في براكة. حيث تجاوزت نسبة الإنجاز الكلي في المحطات الأربع 93%، ووصلت نسبة الإنجاز في المحطة الرابعة إلى أكثر من 83% والمحطة الثالثة إلى ما يزيد على 91% والثانية إلى أكثر من 95%.
وستنتج المحطات الأربع عند تشغيلها قرابة 25% من الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات، بقدرة إنتاجية تعادل 5,600 ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة، كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.
الاتحاد