التدخّل العدواني التركي في الشمال السوري مستمر لاستثماره في اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نفس طريقة الاستثمار في اللاجئين السوريين الذين ألقى بعشرات الآلاف منهم على حدود اليونان باتجاه أوروبا، وهو ينامون في العراء، ويتعرضون للبرد والغاز المسيل للدموع.
فيما أسقطت مقاتلة سورية، وعمد الإرهابيون المدعومون من أنقرة إلى التمثيل بجثّة الطيار، وتباهوا بما فعلوه من خلال نشره في فيديو. الإرهابيون الذين توظّفهم أنقرة في أطماعها قطعوا أذن الطيار وأنفه وشوهوا وجهه بطريقة بشعة. وسمع صوت أحد الإرهابيين وهو يشمت بالقتيل على وقع صيحات التكبير، وينعته بنعوت نابية.
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» نقلت عن مصدر عسكري قوله إنه «في تمام الساعة 11.03 (صباح أمس) وأثناء تنفيذ إحدى طائراتنا الحربية مهمة في جنوب إدلب ضد التنظيمات الإرهابية المسلّحة تعرضت لإصابة بصاروخ أطلقه طيران قوات النظام التركي ما أدى لسقوطها في المنطقة شمال غرب معرة النعمان».
إسقاط مُسيّرة
وأسقط الجيش السوري طائرتين مسيرتين للقوات التركية، وفقاً لما ذكرته وكالة سانا السورية، ليصل عدد الطائرات المسيرة التي أسقطها الجيش السوري إلى سبعة خلال يومين، وهي من النوع المتطور.
وأسقط الجيش الطائرة الأولى من غير طيار في محيط سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
فيما أسقط طائرة مسيرة ثانية، شرق بلدة خان السبل، في ريف إدلب. ووسع الجيش السوري نطاق عملياته إلى الجنوب الغربي من مدينة «سراقب»، منتزعاً السيطرة على بلدتي «داديخ» و«كفر بطيخ» بريف المدينة الجنوبي الغربي، بعد معارك طاحنة مع مسلحي «جبهة النصرة» وتنظيمات أخرى مدعومة من الجيش التركي، وفق مراسل وكالة «سبوتنيك» الروسية في إدلب.
ونقل المراسل عن مصدر ميداني، قوله إن تمهيداً نارياً كثيفاً سبق عملية تقدم وحدات الجيش السوري باتجاه البلدتين، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مسلحي «جبهة النصرة» و«أجناد القوقاز» و«الجبهة الوطنية للتحرير» أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 60 مسلحاً وفرار من بقي منهم حياً نحو معاقل «جبهة النصرة» في بلدات «مجدليا» و«منطف» على أطراف مدينة «أريحا».
وانتهت العملية بسيطرة الجيش السوري على البلدتين. وأكد المصدر، أن العمليات العسكرية للجيش السوري مستمرة لتأمين كامل محيط مدينة سراقب من الاتجاهات الأربعة.
تنظيف الصنمين
كما أحكم الجيش السوري سيطرته أمس، على مدينة الصنمين في محافظة درعا بعد قيامه بعملية عسكرية لملاحقة فلول المسلّحين في المنطقة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن المجموعات المسلّحة في المدينة تتوافد على مركز التسوية في الثانوية الشرعية بهدف تسليم السلاح الذي بحوزتهم بحضور الجهات المختصة وحشد من الأهالي وذلك بعد عودة الأمن والاستقرار إلى المدينة.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وصول قافلة للمسلحين من درعا إلى منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، متوجهة إلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية أو إلى محافظة إدلب، وحسب «المرصد» تضم القافلة 21 مسلحاً من مدينة الصنمين ممن رفضوا التسوية.
وأضاف «المرصد» أن القافلة انطلقت نحو الشمال السوري بموجب اتفاق برعاية روسية، بينما يتم إجراء تسوية خلال اليوم للذين فضلوا البقاء.
موقف روسي
قال نائب وزير الخارجية الروسية، أوليغ سيرومولوتوف، في مقابلة خاصة مع وكالة «سبوتنيك»، إن وجود جيوب إرهابية في إدلب السورية أمر غير مقبول. وقال سيرومولوتوف: «الكل يدرك أن وجود جيوب إرهابية هناك أمر غير مقبول».
وأضاف: «في الصحافة تظهر تقارير إعلامية تروج أن «جبهة النصرة» ليست جماعة إرهابية بل معارضة تحارب بشار الأسد، وكان هذا التوجه بدأ منذ زمن بعيد، وهو ما يعتبر خطوة أخرى لتبرير الإرهاب والجماعات الإرهابية».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح، في وقت سابق أمس، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو في هلسنكي، أن موسكو لن تكف عن محاربة الإرهاب في إدلب، من أجل حل أزمة الهجرة في أوروبا.
وقال: «نحن نتفهم تماماً تعقيد مشكلة المهاجرين بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ولدينا حوار حول الهجرة بين روسيا وخارجية الاتحاد الأوروبي، وسنواصله، وسنسعى جاهدين للمساهمة في حل هذه المشكلة، لكننا لا نستطيع المساعدة في حل مشكلات الهجرة بوقف الحرب ضد الإرهاب».
سلاح أمريكي
المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا جيمس جيفري أعلن أمس، أن واشنطن مستعدة لتزويد تركيا بالذخيرة في عدوانها بإدلب.
جاءت تصريحات جيفري خلال زيارته ومندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، إلى لواء الإسكندرون جنوبي تركيا. وأفادت وكالة «الأناضول» بأن الوفد الأمريكي زار المركز اللوجستي التابع للأمم المتحدة في قضاء ريحانلي، واطلع على عمل المركز من مارك لوكوك، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأضافت الوكالة التركية أن الزيارة جاءت للاطلاع على سير «عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين السوريين الفارين من محافظة إدلب شمال غربي سوريا».
وأشارت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، إلى أهمية تسليم المساعدات الإنسانية في هذا الوضع للنازحين السوريين، مؤكدة على ضرورة العمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وأضافت أن بلادها خصصت 180 مليون دولار كمساعدات إضافية للسوريين، داعية الدول الأخرى لزيادة مساعداتها، وكالعادة، حملت دمشق مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.
البيان