أشاد متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في تصريحات لـ«البيان» بالمبادرة الإنسانية لدولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مدينة «ووهان» الصينية إلى أرض الوطن واستضافتهم في المدينة الإنسانية للتأكد من سلامتهم وخلوهم من فيروس كورونا «كوفيد – 19» وتقديم العلاجات لهم.

ووصف المتحدث الدعم الذي تقدمه الإمارات للدول الأخرى مع اتباع توصيات وإرشادات منظمة الصحة العالمية بالخطوة الإيجابية جداً. وأضاف: تتقدم منظمة الصحة العالمية إلى حكومة دولة الإمارات بخالص الامتنان لتقديمها طائرة مخصصة لمساعدتنا على نقل طواقمنا والمعدات الطبية إلى إيران خلال أيام قليلة.

دور محوري

وأوضح المتحدث أن دبي لعبت دوراً محورياً في دعم التجاوب الإقليمي والعالمي، وأنها شكلت المركز الرئيس لنقل إمدادات المنظمة من معدات الفحص المخبري لدول المنطقة والعالم لتمكينها من مكافحة الفيروس، حيث قدم المركز اللوجيستي للمنظمة في دبي إمدادات معدات الفحص المخبري لـ77 دولة منها 13 دولة بالمنطقة.

وفي إطار الإجراءات العامة التي تم اتخاذها في مواجهة فيروس كورونا، أوضح المتحدث أن المعلومات حول الحالات المشتبه بها والإصابات المؤكدة في المنطقة يتم مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية عملاً بأنظمة الصحة الدولية. وقد قامت الدول بتطوير وتنفيذ خط للتعامل والجهوزية على المستوى المحلي في كل منها مع تفعيل تدابير وخطوات مكثفة وإجراءات تشغيلية معيارية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

آليات تنسيق

وتشمل الإجراءات المحلية في الدول تفعيل آليات تنسيق متعددة القطاعات، وتفعيل المراقبة والمسح في نقاط الدخول، وتدريب مزودي خدمات الرعاية الصحية على تتبع حالات الاحتكاك وتعريف حالات الاشتباه والإصابة المؤكدة.

إضافة إلى إدارة الحالات والعدوى وإجراءات التحكم والوقاية وتوزيع أجهزة وقاية للأفراد على المنشآت الصحية ونقاط الدخول للتعامل مع حالات الاشتباه والإصابات المؤكدة، كما تشمل هذه الإجراءات تفعيل وتنبيه فرق الاستجابة المستعجلة، وتوزيع معلومات التوعية ومستلزمات التواصل لرفع الوعي العام والتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة.

وأوضحت المنظمة أنه وفي جميع الدول التي سجلت إصابات مؤكدة، يتم عزل المصابين، وفقاً لإرشادات التحكم والوقاية من العدوى، ويتم إجراء تتبع للاحتكاك لضمان تشخيص ومعالجة الذين يتعاملون عن قرب مع الحالات المؤكدة.

معايير

وكانت مدينة الإمارات الإنسانية التي وفرتها الإمارات لرعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم، جهزّت وفق أرقى المعايير التي تراعي في تصميمها الخصوصية، وتوفر وسائل الترفيه للأطفال والكبار في الساحات الخارجية التي تكتسي الأخضر والأماكن الداخلية المجهزة بوسائل الترفيه، فيما تلبي المدينة أفضل معايير الأمن والسلامة.

وذلك لضمان راحة الأشقاء والأصدقاء في وطنهم الثاني الإمارات عنوان الإنسانية. وتضم الساحات الخارجية لمدينة الإمارات الإنسانية العديد من الملاعب ووسائل الترفيه المخصصة للأطفال والكبار فيما تم تجهيز المدينة من الداخل وفرشها بالأثاث، إضافة إلى تأسيس مركز للصحة الوقائية، وتوفير كل الوسائل اللازمة للإعاشة من الدواء والغذاء، وغيرها من المستلزمات المعيشية الضرورية.

وتكاتفت كل الجهود الوطنية المشتركة والجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات لإنجاز هذه المبادرة الإنسانية في زمن قياسي، ما يجسد نهج الإمارات الراسخ في العطاء والتلاحم والتآزر لخدمة الإنسانية، والوقوف إلى جوار الأشقاء والأصدقاء والتضامن معهم في الظروف الصعبة.

نماذج

وشارك في تجهيز المدينة نماذج مضيئة من المتطوعين من شباب وشابات الإمارات، ليرسموا لوحة إنسانية فريدة مضمونها أن أبناء زايد الخير نبراس للعطاء ورموز ملهمون للتضامن مع الأشقاء والعمل الإنساني دون انتظار مردود أو مقابل.

تم تجهيز مدينة الإمارات الإنسانية بالكامل بسواعد إماراتية من شباب وشابات الوطن الذين هبوا لإنجاز هذه المبادرة الإنسانية، لمساعدة الأشقاء والأصدقاء على تجاوز هذه الظروف الطارئة، ليعكسوا قيم ومبادئ مجتمع الإمارات القائمة على السلام والتسامح والمحبة والتآزر والتضامن في أوقات المحن، وليجسدوا الأخوة الإنسانية في أسمى صورها في الإمارات وطن وعنوان الإنسانية.

وتستوعب المدينة مئات الأسر بكل الوسائل لاستقبال الأشقاء والأصدقاء والتعامل مع جميع الفئات العمرية وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم الشخصية والعامة، إذ تم تجهيزها وفق أرقى المعايير التي تراعي في تصميمها الخصوصية، وتوفر وسائل الترفيه للأطفال والكبار والأمن والسلامة.

البيان