يدرك نجوم ومشاهير الرياضة أنهم يجب أن يكونوا في الصفوف الأولى عند مواجهة الأزمات، وأن أقل دور يمكن أن يقوموا به هو التوعية والتنبيه والتحذير من خلال حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحظى بمتابعة كثيفة من ملايين العشاق والمحبين لمهاراتهم وفنونهم، ولقصص التحدي والنجاح التي صنعوها.
وعلى ضوء الأضرار البالغة التي تعرض، وما زال يتعرض لها المجتمع في إيطاليا واسبانيا وإنجلترا وعدد كبير من دول العالم نتيجة لاتساع نطاق انتشار فيروس كورونا المستجد والذي تسبب في إيقاف المسابقات التي يشاركون فيها فقد تقدم عدد كبير من هؤلاء المشاهير ليقوموا بدورهم بأشكال مختلفة، وأدوار منها ما يستهدف دعم المصابين في علاجهم، ومنها ما يستهدف حث مختلف شرائح المجتمع على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعتمدة من قبل الجهات المعنية، لاسيما بعد إصابة عدد من المدربين واللاعبين بهذا الفيروس.
وتحت شعار “تلك المباراة نخوضها من منازلنا” بعث لاعبو نادي ريال مدريد الاسباني عدة رسائل مهمة إلى المجتمعين المحلي والدولي بما لهم من شهرة واسعة في العالم كله، يؤكدون فيها أن مواجهة فيروس كورونا مثل مباراة، وأن تلك المباراة تتطلب من الجميع ان يخوضوها من منازلهم، لحماية انفسهم ومجتمعاتهم من انتشار المرض.
وظهر كل من سيرجو راموس قائد الفريق ومنتخب اسبانيا، ومعه كل من مارسيللو وفاران وبنزيما تباعا عبر مقاطع فيديو تطالب الجميع بأهمية الوقاية من الفيروس بالتزام المنزل وعدم الاختلاط، وقام نادي ريال مدريد بنشر تلك المقاطع على منصاته الرسمية، والتي تتضمن عدة عبارات أهمها “تلك المباراة نخوضها من منازلنا”، “إنها مسؤولية الجميع”، “أنا سأبقى في البيت”.
في نفس السياق وجه ايفان راكيتيتش نجم برشلونة الاسباني رسالة توعوية لمحبيه خلال مقطع مصور من منزله يقول فيه إنه يحرص على التحدث لهم من منزله، وأن اتباع التعليمات الصحية أمر بالغ الأهمية، وأنه على الجميع أن يلتزموا البقاء في المنزل، واستغلال هذا الوقت لقضائه مع العائلة، لمساندة الجهود الحكومية لاحتواء انتشار الفيروس، وطالب الجميع بغسل أياديهم وتجنب التعامل مع الآخرين في هذه الأيام، مؤكدا ثقته الكبيرة في قدرة العالم على تجاوز تلك الأزمة بالتكاتف مختتما حديثه “سويا سنجتاز تلك المحنة”.
أما كيكي سيتين مدرب نادي برشلونة فقد أكد في رسالته أنه يقضي وقته حاليا في منزله، تنفيذا لإجراءات الحجر المنزلي الصحي لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه يشعر بالحنين كل يوم للعودة لتدريب فريقه المفضل برشلونة، إلا أنه يظن بأنه لا شيء أغلى من الحياة، وطالب الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يدركوا حجم الخطورة من انتشار الفيروس في المجتمع الاسباني، وأن كل شخص عليه دور في حماية نفسه وأسرته وعائلته ومحبيه.
وحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على استغلال بعض الأسماء الشهيرة في عالم التدريب لتوجيه بعض الرسائل المهمة للمجتمعات المحبة لكرة القدم وتم تسجيل عدة رسائل من كل من المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لتوتنهام، والمدرب الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني التاريخي السابق لأرسنال، والمدرب الأرجنتيني موريتسيو بوتشيتينيو المدرب السابق لتوتنهام، لحث الجماهير على التعامل الإيجابي مع الخطر الداهم الذي يواجه العالم.
وقال فينجر إننا دخلنا في مرحلة حرجة من مراحل مواجهة فيروس كورونا، وعلينا اتباع عدة تعليمات مهمة للنجاح في التحدي الكبير حتى نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا.
أما بوتشيتينيو فقال إن البداية يجب ان تكون مع نظافة اليدين، فعلينا ان نغسلها بشكل منتظم، ويجب تغطية الأنف بمرفقك، وفمك عند السعال، واستعمال المناديل بدل اليد عند العطس.
وقال مورينيهو: “تجنب ملامسة عينيك، وأنفك أو فمك، وابق على مسافة متر على الأقل من الآخرين، وإذا لم تشعر بانك على ما يرام ابق في منزلك، فهو أفضل أساليب الوقاية ..وختم جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم التعليمات بقوله : “كن واعيا وابق على دراية بما يدور حولك لدعم جهود منظمة الصحة العالمية في مواجهة تفشي فيروس كورونا، معاً سنفوز بهذه المباراة الصعبة”.
من ناحيته بعث انتونيو كاسانو لاعب إيطاليا المعتزل برسالة واضحة في تسجيله لبرنامج تيكي تاكا مفادها “إذا خرجتم من المنزل فمن الممكن أن تستمر مشكلة الكورونا حتى 2040، قبل أسبوعين كنت أظن أن هذا الفيروس مجرد شيء بسيط، ليس له قيمة، لكني الآن أخاف كثيراً مما يمكن أن يحدث، علينا أن نبقى جميعاً في المنزل وأن نقضي الوقت مع أطفالنا”.
وذكر تقرير نشرته صحيفة ديلي ستار الإنجليزية أن ساديو نجم ليفربول قام بدعم جهود بلاده السنغال لمكافحة فيروس كورونا من خلال تبرعه بمبلغ يُعادل 41 ألف جنيه استرليني، وسبقه لذلك عدد من النجوم من بينهم ليوناردو بونوتشي، قائد يوفنتوس الإيطالي، الذي تبرع بمبلغ 120 ألف يورو لأحد المجمعات الطبية الرئيسية في تورينو، وذلك لشراء جهازين محمولين للأشعة فوق الصوتية، و50 قناعا للمُساعدة في جهود التعامل مع المرضى في ذلك الوقت العصيب الذي يمر به العالم.
وام