اختتم في دولة الإمارات اليوم، شهر القراءة، في الوقت الذي باتت فيه الكتب الرقمية الصديق المفضل لدى القارئ في ظل “التباعد الاجتماعي” نتيجة الأوضاع التي يشهدها العالم مع انتشار وباء “كوفيد 19”.

وأطلقت مؤسسات إماراتية مبادرات تشجع على القراءة الرقمية كبديل عن الفعاليات والأنشطة المصاحبة لهذه المناسبة، والتي تم إيقافها في سياق الإجراءات الوقائية.

وأسهمت تلك المبادرات في توفير أكبر قدر من المحتوى المعرفي الإلكتروني وجعلت الكتاب في متناول الجميع على مدار الساعة، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من مختلف الشرائح الاجتماعية.

وأطلقت “مكتبة اتحاد الإمارات” في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، خلال شهر القراءة، حزمة من الخدمات التي تتيح الفرصة لكل الباحثين والراغبين في الوصول إلى المعلومات عن بعد من خلال البوابة الإلكترونية للمكتبة.

وتضم البوابة أكثر من خمسة ملايين مصدر رقمي متنوع وذلك لتعزيز مستويات الاستفادة من هذا المحتوى الضخم مجاناً لكل الراغبين في الوصول إلى المراجع والكتب باللغتين العربية والإنجليزية، وفي شتى الموضوعات وتسهم هذه الخدمات المعرفية في تلقي الطلبة والباحثين معارفهم وعلومهم وتغذية دراساتهم ببيانات مرجعية تعزز من رصانتها العلمية والأكاديمية بما يوفر للباحثين منصة لاستقاء المعرفة من منابعها.

بدورها، أعلنت إدارة “مكتبات الشارقة العامة” التابعة لهيئة الشارقة للكتاب عن فتح مكتبتها الإلكترونية مجاناً لجميع الأفراد والفئات العمرية في مختلف أنحاء العالم لمدة ثلاثة أشهر مقدمة ستة ملايين كتاب ومصدر معرفي إلكتروني بأكثر من عشر لغات مختلفة.

وتتيح مكتبات الشارقة للقارئ الوصول إلى 21 ألف محتوى علمي وأكثر من 30 ألف مكتبة فيديو في شتى المجالات والتخصصات إلى جانب 160 ألف كتاب إلكتروني وخمسة ملايين رسالة جامعية عالمية إلى جانب عدد من المخطوطات والكتب النادرة والكتب الإلكترونية والصوتية.

من جهتها، أطلقت لجنة الأدباء والقراءة بشرطة أبوظبي، مبادرة “بلمسة نقرأ” ضمن مبادراتها التي تهدف إلى ترسيخ العلم والمعرفة وتعزيز ثقافة القراءة بين فئات المجتمع كممارسة مستدامة.

وتتيح المبادرة للقارئ الاستفادة من ملخصات مجموعة قيمة من الكتب في مجالات متنوعة بطريقة مبتكرة عبر مشاهدة مقاطع فيديو لفترة زمنية بسيطة من خلال مسح QR Code  في التصميم بالهاتف الذكي والمتوافر في أماكن مختلفة منها أسطح المكتب لأجهزة الحاسب الآلي على الشبكة الداخلية وسيتم توزيعها في أماكن مختلفة مثل المصاعد والاستراحات والمكتبات المتوافرة في المراكز الشرطية.

وأظهر استمرار عملية التحصيل العلمي والمعرفي في دولة الامارات خلال الظروف الراهنة أهمية سياستها الاستشرافية المبكرة لمستقبل قطاع الثقافة المعرفة الذي عملت على رقمنة محتواه وإتاحته للجميع في مختلف الظروف.

وكانت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة قد أطلقت منذ سنوات مبادرة بوابة الإمارات الوطنية للمكتبات والتي تتمثل في إيجاد منصة إلكترونية وطنية تسعى إلى الارتقاء بمجال المكتبات والمعلومات في الإمارات، لتعزيز دورها في الحياة الثقافية والمعرفية من خلال تقديم خدمات مكتبية ومعرفية متميزة.

ويندرج تحت مشروع البوابة سبعة مشاريع فرعية متاحة على شبكة الإنترنت ضمن الموقع الإلكتروني للبوابة، وهي: فهرس الإمارات الوطني للمكتبات، وبرنامج الإمارات الوطني لإدارة المكتبات، ودليل الإمارات الوطني للمكتبات،

ومكتبة الإمارات الرقمية، والببليوجرافية الوطنية لدولة الإمارات، وبنك الكتاب، والمكتبة الذكية.

يشار إلى أن دولة الإمارات تعد الأولى على مستوى العالم في إصدار قانون خاص للقراءة يضع أطراً تشريعية وبرامج تنفيذية ومسؤوليات حكومية محددة لترسيخ قيمة القراءة في الدولة بشكل مستدام.

وام