تمكن مجموعة من العلماء من تطوير اختبار دم يمكن من خلاله الكشف بدقة عالية عن أكثر من 50 نوع من أنواع السرطان، وذلك حتى قبل أن تظهر الأعراض على المريض، وهو ما يمكن أن يحدث طفرة حقيقية في علاج ومكافحة مرض السرطان الذي يُجمع الأطباء على أن الكشف المبكر عنه يشكل عاملاً مهماً في التغلب عليه ومنع انتشاره.
ووصفت جريدة “ذا صن” البريطانية التي أوردت الخبر هذا الابتكار بأنه “عمل رائد” من شأنه أن يحدث تغييراً كبيراً في عمليات علاج مرضى السرطان والتعامل معهم.
ونقلت الصحيفة في التقرير الذي اطلعت عليه “العربية نت” عن العلماء قولهم إن هذا الفحص يتميز بدقته العالية جداً، حيث أن نسبة الخطأ فيه لا تتجاوز 0.7%، أي أن أقل من 1% من الأشخاص الذين يخضعون لهذا العلاج سيتم تشخيصهم على أنهم مرضى سرطان ثم يتبين أنهم ليسوا كذلك، مشيرة الى أن نسبة الخطأ الحالية في تشخيص مرض “سرطان الثدي” على سبيل المثال تزيد عن 10% ببريطانيا.
وبحسب العلماء الذين طوروا هذا الفحص فإنه من الممكن عبر هذا الاختبار أيضاً التنبؤ بالأنسجة التي تقوم بتطوير الورم السرطاني وبنسبة دقة تصل إلى 93%، ما يعني أن الفحص يجعل الأطباء قادرين على اكتشاف السرطان وتحديد موضعه داخل الجسم.
وقال مدير الفريق البحثي الذي توصل إلى هذا الاختبار الدكتور مايكل سيدين إن “القدرة على التقاط عدة أنواع من مرض السرطان القاتل عبر اختبار واحد فقط وبنسبة خطأ متدنية جداً، والقدرة على تحديد أين يقع الورم السرطاني داخل الجسم بدقة عالية سوف يساعد مزودي خدمات الرعاية الصحية على اتخاذ الخطوات اللازمة مباشرة والتعامل مع المرض وتقديم العناية اللازمة”.
وأضاف سيدين: “إذا أخذنا بعين الاعتبار العبء الذي يشكله السرطان لمجتمعنا فمن المهم أن نواصل استكشاف قدرة هذا الاختبار على اعتراض مرض السرطان في مرحلة مبكرة، وتبعاً لذلك نُخفض الوفيات بهذا المرض”.
وأكد سيدين أن هذه الدراسة التي انتهت إلى هذا الاختبار هي الأكبر من نوعها من حيث عدد المشاركين، سواء من بين المصابين أو غيرهم، الذين شاركوا من أجل التوصل إلى تطوير الفحص الذي يؤدي إلى الكشف المبكر عن السرطان”.
العربية.نت