رصدت «الإمارات اليوم» رسائل نصية موجهة من صالونات حلاقة ومراكز تجميل، إلى الزبائن، عبر تطبيق «واتس أب»، تفصح فيها عن إمكان طلب خدمة حلاق، أو كوافيرة، إلى منازلهم، بعد إرسال عنوان الراغبين منهم في «الحصول على الخدمة» عبر التطبيق نفسه.

وانتشرت الظاهرة تحت مسمى حلاق «دليفري» للرجال وكوافيرة «دليفري» للنساء، بعد قرار إغلاق الصالونات ومراكز التجميل، احترازياً، لمكافحة فيروس «كورونا».

وحذر طبيبان من خطورة انتقال الفيروس إلى داخل المنازل في حال توجه الحلاق أو الكوافيرة إليها، لافتين إلى تزايد احتمالات حدوث الإصابة في حال اختلاطهما مع أكثر من زبون.

كما حذرت محامية من أن «هذه النوعية من العروض تعتبر مخالفة لقرارات الدولة، وتعتبر تحريضاً على عدم الانقياد للقوانين، أو تحسّن أمراً يعد جريمة».

وتفصيلاً، أكد أخصائي علم الأمراض المعدية والمناعة، ومدير مختبر العناية الطبي، الدكتور جهاد سعادة، خطورة انتقال فيروس «كورونا» في حال لم تستخدم الوسائل الوقائية من الفيروس، ومنها ارتداء الكمامات والقفازات للعاملين وللزبائن.

وأضاف أن التنفس القريب، وتحدث العاملين مع الزبائن دون كمامات، يزيدان احتمالات الإصابة.

وشرح أن «الزبون المصاب بالفيروس يضطر إلى إزالة الكمامة لحلق لحيته، كما تضطر الزبونة لخلع كمامتها لتجميل وجهها، وقد يؤدي ذلك إلى إصابة الحلاق أو الكوافيرة بالفيروس، ونقله إلى زملائهما، أو إلى زبائن آخرين».

وأشار إلى أن «الفيروس قد ينتقل عبر الهواء من خلال استخدام الحلاق أو الكوافيرة المصابة مجفف الشعر (السيشوار)، وهو ما يسهل نقله إلى الزبون بشكل مباشر».

من جانبها، قالت الطبيبة العامة، مريم الحمادي، إن القوانين التي تفرضها الدولة ضرورية لمواجهة خطر انتشار فيروس «كورونا».

وحذرت من أن تجاهل القوانين والإجراءات المتبعة ستعقبه نتائج سلبية، مشيرةً إلى أن طرق انتقال العدوى تجعل صالونات الحلاقة الرجالية ومراكز التجميل النسائية ميداناً لالتقاط الفيروس، ونشره، بسبب ما تتطلبه عملية الحلاقة من مسافات ضيقة بين الحلاق والزبون، حتى في حال ارتداء القفازات والكمامات الواقية، فضلاً عن استخدام أدوات الحلاقة نفسها مع مختلف الزبائن.

وأشارت إلى أن إحضار الحلاقين للمنازل يعتبر مخاطرة بصحة العائلة كلها، إذ لا يمكن معرفة عدد الأشخاص الذين خالطهم الحلاق قبل أن يأتي إلى منزل الزبون، كما أنه لا يمكن معرفة ما إذا كان الحلاق مصاباً بالفيروس من عدمه.

وأكدت أن الخطورة الأكبر تكمن في الأدوات التي يستخدمها الحلاقون في الحلاقة للزبائن، فمعظمها لا يتغير، مثل ماكينة الحلاقة والمشط، كما أن تعقيمها لا يضمن نظافتها بشكل كامل، إذ إنها تنتقل بسرعة لا يتصورها الشخص.

وتابعت أن مثل هذه السلوكيات قد تتسبب بنقل العدوى من الحلاق إلى الأب، ومنه إلى العائلة، ويصعب في هذه الحال تشخيص المصابين منهم بسبب مخالطتهم الحلاق بسرية.

من جهتها، أشارت المحامية حنان البايض إلى أن قرار إغلاق الصالونات الرجالية والنسائية للوقاية من فيروس «كورونا» لا يعني الذهاب إلى منازل الزبائن لإجراء الحلاقة للرجال والتجميل للنساء.

ولفتت إلى أن أي مخالفة للقوانين ستؤدي إلى تطبيق قانون الأمراض السارية ولائحة العقوبات التي أصدرها النائب العام في الدولة وقانون العقوبات الاتحادي، لمخالفة أي شخص يرتكب جريمة مخالفة للقانون عن قصد.

وأوضحت أن ذهاب العاملين في الصالونات الرجالية والنسائية إلى منازل الزبائن، يعتبر مخالفاً لقانون العقوبات الاتحادي، لأنهم يعرضون أنفسهم والآخرين للخطر.

كما أن الزبائن معرضون للمساءلة القانونية، لتعريض حياتهم للخطر، والتحريض على قانون الدولة ومخالفته.

وأضافت أن المادة (197) من قانون العقوبات الاتحادي تنص على معاقبة كل من حرض غيره على عدم الانقياد للقوانين، أو حسّن أمراً يعد جريمة، بالحبس وغرامة لا تقل عن 100 ألف درهم ولا تتجاوز 500 ألف درهم.

وتابعت أن المادة (348) من القانون تنص على أنه يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بإحدى العقوبتين من ارتكب عمداً فعلاً من شأنه تعريض حياة الناس أو صحتهم أو أمنهم أو حرياتهم للخطر.

استخفاف بالإجراءات

أكدت بلديتا الفجيرة ودبا الفجيرة أنهما ستتعاملان بحزم مع مخالفي قرار إغلاق الصالونات الرجالية ومراكز التجميل النسائية، التي تروج لتقديم خدماتها خلال فترة التعقيم الوطني.

وأوضحتا أن تجاهل قرار الإغلاق ينطوي على شعور بانعدام المسؤولية، والاستخفاف بالإجراءات المتبعة لسلامة المجتمع والصحة العامة.

 

الإمارات اليوم