أفاد تحليل حديث صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي بأن قطاع الشحن والدعم اللوجستي في دولة الإمارات أظهر قوته وصلابته في وجه التحديات التي أبرزها انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، ليمثل عامل قوة في دعم الشبكة اللوجستية العالمية لمواجهة تحديات الفيروس المستجد.
وبين التحليل أن عناصر تميز القطاع وتنافسيته العالية في الإمارات تتركز في قوة وصلابة الشحن الجوي وتوسع شبكة الشحن البحري وتشعبها بالإضافة إلى وجود شبكة واسعة من المخازن تعزز من البنية اللوجستية، مما يرسخ من مكانة الدولة للحد من تأثيرات الأزمة الحالية على حركة الشحن ونقل البضائع إلى الأسواق المحلية وأسواق المنطقة وبالتالي التخفيف من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار التحليل المبني على بيانات من الأياتا والأونكتاد إلى أن الشحن الجوي في المنطقة شهد نمواً خلال فبراير 2020، حيث إن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها مجموعة طيران الإمارات أظهرت مرونة وكفاءة عالية في التعامل مع معطيات الأزمة الحالية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا. فقد شهدت مسارات رحلات نقل البضائع بين المنطقة وكل من أمريكا الشمالية وأفريقيا، وأوروبا، وآسيا تحقيق نمو سنوي تراوح بين 2.5%-9% خلال شهر فبراير الماضي مقارنة بشهر فبراير من العام 2019. ويأتي هذا مقارنةً بنشاط شركات الشحن الدولي على مستوى العالم الذي انخفض بنسبة 0.9% خلال نفس الشهر نتيجة لضعف حركة البضائع لعدة وجهات.
كما أشار التحليل إلى أحدث البيانات الصادرة عن اتحاد النقل الجوي الدولي والتي أظهرت بأن حجم حركة الشحن الجوية الدولية المقدرة بالطن الكيلومتري الصادرة عن الشركات العاملة في الشرق الأوسط قد حقق نمواً سنوياً نسبته 4.3% خلال شهر فبراير الماضي، وذلك نتيجة خطط وضعتها هذه الشركات لزيادة طاقتها في هذا المجال بنسبة مقدارها 6% على أساس سنوي. وقد جاء هذا على الرغم من قيام الشركات في المنطقة بتقليل حجم نشاطها في مجال نقل الركاب، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، نتيجة للأزمة الراهنة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا.
وفيما يخص قطاع الشحن البحري، أوضح التحليل بأن شبكة علاقات دولة الإمارات في هذا المجال تعد عاملاً رئيسياً في ضمان وصول الإمدادات والسلع الضرورية إلى العديد من الأسواق العالمية. وبحسب مؤشر الربط البحري، أحد المؤشرات الموثوقة في قياس وصول الدول وارتباطها بحركة التجارة العالمية، فإن الإمارات تمتلك أعلى درجة ارتباط بشبكات التجارة البحرية العالمية على مستوى الشرق الأوسط والدول الأفريقية المجاورة وجنوب وغرب آسيا، مما يؤكد دور ومكانة الإمارات المتميزة في هذا المجال.
وبحسب التحليل فإن حجم التجارة البينية بين الإمارات وكل من الكويت وعمان وباكستان والسودان وتنزانيا يفوق أو يعادل حجم التجارة البينية بين كل من هذه الدول مع الصين. كما تمتلك الإمارات ثاني أكبر حجم تبادل تجاري مع كل من كينيا والسعودية، وهي تأتي في ذلك بعد الصين التي تحتل المرتبة الأولى. وتجدر الإشارة إلى أن شبكة خطوط التجارة البحرية التي تمتلكها الإمارات تعكس وجود إمكانات أكبر للشحن البحري، ومزيداً من السهولة والمرونة في حركة البضائع وتوفير الوقت ووجود أسعار شحن تنافسية مما يجعل دولة الإمارات تلعب دوراً فاعلاً إلى جانب خطوط الشحن الجوي في دفع الجهود العالمية لتخطي الأزمة الراهنة.
البيان