شهدت المملكة المتحدة اليوم الأحد “إشارات مشجعة” مع تسجيل تراجع كبير في عدد الوفيات من جراء كوفيد-19، عشية استئناف رئيس الحكومة بوريس جونسون قيادة حكومته التي تواجه ضغوطاً وانتقادات.
وعقب شهر من الحجر، ينتظر الرأي العام ان يكشف رئيس الحكومة المحافظ، استراتيجيته في التعامل مع الأزمة، بين دعوات لاستئناف النشاط الاقتصادي بأسرع وقت وخشية ضياع المكاسب التي تحققت حتى الآن في حال تخفيف تدابير الحجر.
وبتسجيلها 20732 وفاة في المستشفيات لمصابين بفيروس كورونا المستجد، تعد بريطانيا إحدى أكثر الدول تأثراً في أوروبا.
وترتفع الحصيلة بإضافة الوفيات في دور المسنين التي تعد بالآلاف وفق ممثلين لهذا القطاع.
لكن شهدت حصيلة الوفيات الأحد، تراجعاً كبيراً بإحصاء 413 وفاة في المستشفيات، وهو الرقم الأدنى منذ نهاية مارس الماضي.
وتحدث وزير البيئة جون أوستيس خلال المؤتمر الصحافي اليومي من داونينغ ستريت عن “إشارات مشجّعة”.
وأشار ستيفن بويس، أحد المسؤولين في القطاع الصحي، إلى انخفاض عدد المرضى الذين يتم ايداعهم المستشفيات والعناية المركزة.
مع ذلك، استبعدت الحكومة أي تخفيف متسرع في التدابير القائمة، خشية ظهور موجة عدوى جديدة.
ومنذ خروجه من المستشفى في 12 أبريل الجاري، يمضي رئيس الحكومة المحافظ البالغ من العمر 55 عاماً فترة نقاهة في تشيكرز المقر الريفي لرؤساء الوزراء البريطانيين، بينما يواجه فريقه انتقادات على إدارته لأزمة طويلة الأمد.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب الذي ناب عنه خلال غيابه، إن جونسون “في حالة جيدة” و”يتطلع لاستئناف العمل الاثنين”.
أخطاء
وأوحت مؤشرات عدة مثل اتصال رئيس الوزراء المحافظ هاتفياً خلال الأسبوع المنصرم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بأنه سيعود إلى عمله قريباً.
وقال ترامب إن جونسون “بدا رائعاً (…) بوريس الذي نعهده… طاقة هائلة وحيوية هائلة”.
في المستشفى، أدخل جونسون العناية المركزة لثلاثة أيام. وأكد أن “الأمور كانت ستأخذ أي منحى”. وأشاد بعمل طاقم خدمة الصحة العامة (ان اتش اس) البريطانية، مؤكداً أنه “مدين له بحياته”.
وجدد زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر انتقاده في رسالة وجهها لجونسون، مشيراً إلى أنه “يتطلع” للتباحث معه.
ويرى الرئيس الجديد لحزب العمال أن جونسون ارتكب “أخطاء” وكانت الحكومة “بطيئة للغاية”، سواء في العزل أو الفحص أو معدات الوقاية التي يفتقر إليها العاملون في الرعاية الطبية أو دور المسنين على حد سواء.
وحل محله وزير الخارجية في حكومته دومينيك راب الذي ترأس عدداً من اجتماعات الأزمة المتتالية. لكنه يحتاج إلى موافقة جميع أعضاء الحكومة التي تقول الصحف إنها منقسمة، لاتخاذ أي قرار كبير.
وتقاسم وزير الخارجية أعباء المهمة مع مايكل غوف، مساعد جونسون ومات هانكوك خلال هذه الفترة التي تزامنت بحسب السلطات مع ذروة الوباء.
أما في ما يتعلق بانعكاسات الوباء على الاقتصاد، فحذر بنك انكلترا الخميس من أن البلاد قد تواجه أسوأ ركود “منذ عدة قرون”.
ويؤيد الرأي العام العزل، لكن كبار مسؤولي الحكومة واجهوا في غياب جونسون انتقادات متزايدة. فاتهم ستارمر السلطات بالبطء سواء في ما يتعلق بإجراءات العزل أو كشف المرض أو تأمين معدات الوقاية التي تحتاج إليها فرق الرعاية الصحية بشدة وكذلك بشأن دور المسنين.
ورفضت الحكومة حتى الآن تحديد أي موعد لتخفيف إجراءات العزل، مؤكدة أنها تخشى تزايداً في عدد الإصابات وأنها تنتظر رأي العلماء.
وأثار حضور دومينيك كامينغز مستشار جونسون، كما كشفت صحيفة “ذي غادريان”، عدداً من اجتماعات اللجنة العلمية المكلفة توضيح الوضع للحكومة بينها اجتماع 23 مارس الماضي، تاريخ اليوم الذي فرض فيه العزل، شكوكاً في استقلالية هذه الهيئة.
وأكدت رئاسة الحكومة أن المستشارين السياسيين “لا يؤدون أي دور” في اللجنة، منتقدة بالمناسبة وسائل الإعلام. لكن المعارضة العمالية تعتبر أن ذلك يهز ثقة البريطانيين.
وعززت رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستورجن الضغط بإعلان استراتيجيتها التي تقضي خصوصا بإعادة فتح بعض الشركات والمدارس تدريجيا.
في إيرلندا الشمالية، لمحت رئيسة الوزراء أرلين فوستر إلى أنها قد ترفع القيود قبل أن تقوم إنجلترا بذلك.
البيان