قال الدكتور سهيل محمد عبد الله الركن استشاري الأعصاب في مستشفى راشد ورئيس شعبة الإمارات للأعصاب في جمعية الإمارات الطبية، أن المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي أو الصداع التوتري ترتفع لديهم حدوث نوبات الصداع بأكثر من 50% خلال شهر رمضان، مما يؤثر على طبيعة حياتهم اليومية، لافتا إلى أن هيئة الصحة أدخلت أحدث العلاجات العالمية وهي عبارة إبرة شهرية تحقن تحت الجلد تدعى “سي جي آر بي” تقلل من حدوث نوبات الصداع بنسبة تصل إلى 80% وبدون مضاعفات كما أنها لا تحدث أي تفاعلات مع الادوية الأخرى التي يتناولها المريض.

وأوضح الدكتور الركن أن أسباب ارتفاع نسبة حدوث النوبات لمرضى الصداع النصفي او الصداع التوتري في رمضان تعود لخمسة أسباب أهمها اضطرابات النوم، وتعود الناس على السهر لفترات قد تصل إلى ما بعد أذان الفجر، وهو ما يؤثر على عمل وتصرفات الشخص حيث يبدوا متوترا وعصبيا، وقلة تناول السوائل في الفترة النهارية والانقطاع المفاجئ عن تناول القهوة وعدم استطاعة المريض تناول الأدوية طيلة فترة الصيام، كما ان ارتفاع درجات الحرارة يؤدي الى زيادة حدوث نوبات الصداع.

وقال الدكتور الركن، للتقليل من حدوث نوبات الصداع النصفي ننصح دائما بتعديل ساعات النوم، بمعدل بين 7-8 ساعات يوميا والإكثار من السوائل خاصة قبل موعد السحور مع ضرورة البدء بتقليل شرب القهوة أو المشروبات، التي تحتوي على الكافيين قبل أسبوعين من دخول رمضان، لتجنب الأعراض الانسحابية مع أهمية تناول الأدوية قبل تناول وجبتي الإفطار والسحور، وفقا لإرشادات وتعليمات الطبيب المعالج.

وأشار إلى أن هناك حوالي 800 ألف شخص تقريباً في الدولة يعانون من الصداع النصفي بأنواعه المختلفة، وهو تعبير عن أي ألم موجود في الرأس، فإذا كان الشخص يعاني من الجيوب الأنفية أو تسوس في أحد الأسنان أو مرض الجلوكوما ينتج عنه صداع يسمى الصداع الثانوي، أما أنواع الصداع الرئيسة فهي التي يدخل فيها الصداع النصفي (الشقيقة) ويصيب حوالي 15 إلى17% من النساء على مستوى العالم، أما نسبة الإصابة لدى الرجال فتتراوح بين 10-12%.

وأضاف: يعتقد أيضا أن الصداع النصفي يصيب البالغين أو الكبار، وهذا شيء خاطئ، لأن الصداع النصفي من الممكن أن يصيب الأطفال من 4-6 سنوات بالآلام المجهولة التي لا يستطيع الطفل التعبير عنها، ولكن يأتي بالآلام الشديدة في البطن التي تسمى آلام البطن المتتالية كل شهر أو شهرين، وقد تستمر لمدة يومين أو ثلاثة بدون إسهال أو حرارة، أو عدم التوازن، وهذا يطلق علية صداع عدم التوازن، وهذا الطفل معرض للإصابة بالصداع النصفي عندما يكبر، وهذه كلها من علامات الصداع النصفي.

وبيّن الدكتور سهيل الركن استشاري طب الأعصاب في مستشفى راشد، أن 80% من المصابين بالصداع النصفي لديهم تاريخ عائلي، فهناك بعض الجينات أو المورثات تنتقل بين أفراد العائلة تسبب الصداع النصفي.

 

 

البيان