حذّرت شرطة دبي من ألعاب إلكترونية مجانية يعتمد تحميلها على جمع المعلومات الشخصية واستغلالها بشكل ينتهك مستخدميها.
وقال مصدر في شرطة دبي لـ«الإمارات اليوم» إن الدوريات الإلكترونية رصدت مخاطر عدة لبعض الألعاب الإلكترونية مثل اختراق الحسابات الشخصية وسرقة المعلومات، وتهديد الأطفال.
وأضاف أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية توصلت إلى أن مزودي ألعاب بعينها يتيحون تحميلها مجاناً، ما يغري الآلاف بتنزيلها، خصوصاً في ظل اضطرار أغلبية أفراد المجتمع إلى البقاء في المنزل لفترات طويلة، دون إدراك أن هناك فائدة خفية وراء هذه الهبة التي تبدو مجانية، وهي جمع البيانات الشخصية ومن ثم استغلالها في انتهاك خصوصية المستخدم.
وأشار إلى أن الأطفال يقضون معظم وقتهم في المنزل التزاماً بالإجراءات الاحترازية من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ولا يجد الآباء بديلاً عن السماح بالإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية حتى لا يشعر أبناؤهم بالملل، وهذا قد يزيد من المخاطر التي تحدق بهم من هذه الألعاب.
وأوصى المصدر بحل بديل للمنع، وهو مشاركة الأبناء في ألعابهم الإلكترونية، لضمان توفير نوع من الرقابة الذكية، فمن جهة يمكن للأب الإشراف على نشاط الابن والتعرف إلى الأشخاص الذين يلعب معهم، ورصد أي مخاطر أو ثغرات يمكن أن يتعرض لها أطفاله، ومن جهة أخرى وسيلة للتقارب معهم.
وأوضح أن هناك آباءً يريدون التخلص من صداع الأبناء بأي طريقة كانت، خصوصاً في ظل حالة التوتر المصاحبة لتداعيات انتشار فيروس كورونا وتأثيراتها النفسية على أفراد المجتمع، لكن هذا ليس التصرف المناسب على الإطلاق، فهناك على الجانب الآخر مجرمون يمارسون أنشطتهم عبر الفضاء الإلكتروني مستغلين قضاء ضحاياهم ساعات طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية أو تصفح الإنترنت بشكل عام.
ولفت إلى أن الدراسات الحديثة توصلت إلى أن الإدمان على الألعاب الإلكترونية يؤدي إلى صعوبة تأقلم الطفل مع الحياة الطبيعية لاعتياده على نمط الحركة السريعة في تلك الألعاب، ما يصيبه بحالة من الفراغ النفسي والشعور بالوحدة سواء في منزله أو مدرسته، فضلاً عن أن الشخصيات الافتراضية التي يتعامل معها تفصله كلياً عن واقعه ما يولد لديه كثيراً من التحدي والعنف والصراع الدائم مع محيطه المختلف.
وأكدت الدراسات أن الأطفال الذين يدمنون تلك الألعاب يفقدون تدريجياً مهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على إقامة العلاقات والصداقات ولا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، كما تجعل من الطفل شخصاً أنانياً لا يفكر سوى في إشباع حاجاته من الألعاب فقط دون أن ينتبه إلى وجود من يشاركه اللعب لذا نجد مشكلات بين الأشقاء على اللعب على عكس الألعاب الجماعية، بالإضافة إلى أنها تعلمهم الاحتيال على الأهل للحصول على نقود يستطيعون الإنفاق بها على هذه الألعاب.
الامارات اليوم