قالت الدكتورة آمنة الضحاك، المتحدث الرسمي عن حكومة الإمارات، خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدتها مساء اليوم السبت للوقوف على آخر المستجدات وأهم الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد: “إننا ما زلنا في مرحلة مهمة من مراحل احتواء الفيروس والتي تتطلب استمرار تعاوننا والتزامنا جميعاً، وإجراء مزيد من الفحوصات على مستوى الدولة للتوسع في الشرائح التي تشملها هذه الفحوصات”.

وأوضحت أنه تم خلال الأسبوعين الماضين إجراء فحوصات فيروس كورونا المستجد على مستوى دولة الإمارات بمتوسط 29 ألف فحص في اليوم الواحد، وإجراء 36,266 فحص إضافي جديد، وتسجيل 561 حالة إصابة جديدة تخضع جميعها للعلاج، وبذلك يصل إجمالي الإصابات المسجلة في الدولة إلى 13,599 حالة،  وشفاء 121 حالة جديدة ليصل إجمالي حالات الشفاء في الدولة إلى 2664 حالة.

كما أعلنت عن وفاة 8 أشخاص من جنسيات مختلفة من المصابين نتيجة مضاعفات ارتبطت بأمراض مزمنة، وبذلك يصل إجمالي الوفيات في الدولة إلى 119 شخص.

وأشارت د. آمنة إلى أن حكومة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بفئة أصحاب الهمم، وتم إطلاق البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم بهدف تخصيص فرق طبية مستعدة ومدربة على التعامل معهم وزيارتهم، وإجراء فحوصات فيروس كورونا المستجد بكل سهولة لهم في منازلهم، حيث بدأ البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم منذ أسبوعين، وساهمت نتائج الفحوصات إلى الآن في الكشف عن 22 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بين أصحاب الهمم.

ودعت الدكتورة آمنة الآباء والأمهات وأسر أصحاب الهمم إلى الاستفادة من هذه الخدمة الريادية، والتجاوب مع فريق البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم حفاظاً على صحة وسلامة هذه الفئة الغالية على قلوبنا، حيث يمكنهم الحصول على خدمة الفحص المنزلي لأصحاب الهمم من خلال التواصل على الرقم 02-5968689 من الساعة 9 صباحاً لغاية الساعة 4 عصراً.

العلاج الداعم من خلال الخلايا الجذعية

و أوضحت الدكتورة فاطمة الكعبي، رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مدينة الشيخ خليفة الطبية وباحث مساعد بمشروع الخلايا الجذعية، خلال الإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات بعض تفاصيل الإعلان الأخير لدولة الإمارات عن علاج داعم و مبتكر لفيروس كورونا المستجد الذي طوره مركز أبوظبي للخلايا الجذعية مع ظهور نتائج واعدة لتجاربه على بعض الحالات المرتبطة بكوفيد19.

وقالت الدكتورة فاطمة: “إن ذلك جاء استجابةً لتوجيهات قيادات دولتنا بتسخير الإمكانيات العلمية كافة والقدرات البشرية والتكنولوجية، للتعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما نعتبره واجبا تجاه وطننا وأهلنا..

نفخر بمركز أبوظبي للخلايا الجذعية بالعمل على تطوير علاج داعم للمصابين بفيروس كورونا المستجد و يخضع هذا العلاج الجديد لتجارب سريرية لأول مرة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهو ما يعد إنجازا وطنيا”.

علاج داعم للتغلب على الأعراض وليس الفيروس نفسه

و أوضحت الدكتورة فاطمة أنه من المهم إيضاح أن هذا العلاج هو علاج داعم و ليس شافيا للمرض فهو يساعد المرضى على التغلب على الأعراض التي يسببها الفايروس لكنه لن يقضي على الفيروس بحد ذاته، وقد عمل على هذا الإنجاز 28 باحثا ومتخصصا ضمن فريق واحد عمل و كثف الأبحاث والتجارب، للوصول إلى نتيجة واعدة وإنجاز وطني مشرف.

و شرحت الكعبي بعض جوانب العلاج الداعم و أوضحت أن الخلايا الجذعية، هي نوع خاص من الخلايا الموجودة في جميع أنحاء جسم الإنسان، وتتميز بخصائص متعددة، وواحدة من هذه الخصائص هي قدرتها على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا والتكاثر إلى ما لا نهاية لإنتاج المزيد من نفس الخلايا الجذعية، وتعمل علاجاتها على تسخير هذه الخصائص الفريدة لتجديد الخلايا التي لا تجدد من تلقاء نفسها.

وقالت الكعبي: “استخدمت الخلايا الجذعية كعلاجات داعمة في العديد من الحالات منها سرطان الدم واضطرابات نقص المناعة لأكثر من 30 عاماً، وهذا يقودني إلى الحديث عن العلاج الداعم الذي طورناه في المركز حيث قمنا بعزل نوع من الخلايا الجذعية البدائية التي تدعى الخلايا الجذعية الجنينية /الصغيرة جداً / التي يعتقد الباحثون أنها تحمل إمكانات تجديدية ونعتقد أنها قادرة على تجديد الخلايا التالفة وتعديل استجابتها المناعية لتقلل من الالتهاب في أنسجة الرئة الناجمة عن الإصابة بفيروس /كوفيد-19/ والمساهمة في تجديد هذه الخلايا التالفة من تلقاء نفسها”.

وأضافت الكعبي :”أن ميزة استخدام هذه الخلايا أيضاً هو أن جمعها لا يتطلب إجراء عملية جراحية كما هو الحال بالنسبة لأنواع أخرى من الخلايا الجذعية، بل يتم فقط بأخذ عينة الدم من المرضى و إدخال العلاج إلى الرئتين من دون الحاجة إلى تدخل جراحي بل فقط من خلال استنشاق العلاج بواسطة رذاذ ناعم وبعد أخذ عينة الدم واستخراج الخلايا منها تخضع لعملية كيميائية حيوية حيث يتم استخدام الصفائح الدموية المسؤولة عن النمو الخاصة بالمريض لتنشيط هذه الخلايا، ومن ثم يمكننا إعادة إدخالها إلى الرئتين”.

وقالت الكعبي : “إلى وقتنا هذا وصل عدد مرضى فيروس كوفيد-19 الذين خضعوا للعلاج الداعم بالخلايا الجذعية إلى 73 مريضا ممن صنفت إصابتهم بين المتوسطة والشديدة الأعراض، وكان منهم 25% في الرعاية المكثفة، وقد بدأنا تنفيذ أولى التجارب مع أول حالة مصابة بفيروس كوفيد -19، وذلك في 4 أبريل 2020، ونقارب حالياً على الانتهاء من جمع البيانات لإجراء مزيد من التجارب المقارنة، وبزيادة عدد المرضى القادرين على خوض هذه التجارب نستطيع معرفة مدى فعالية هذا العلاج الداعم بصورة أسرع، ومقارنة حال المرضى بعد تلقيهم العلاج الداعم بحال المرضى الآخرين الذين لم يتلقوا العلاج الداعم مع مراعاة الخصائص نفسها، وهذا ما نفعله، إذ نعمل حالياً على ترسيخ الصحة والسلامة، وسوف تكون الخطوة التالية أكثر نحو الفعالية والتطبيق على نطاق أوسع”.

مستجدات الأبحاث العلمية في دولة الإمارات

و استعرض الدكتور علوي الشيخ علي، عضو مجلس علماء الإمارات والمتحدث الرسمي عن قطاع العلوم المتقدمة في الدولة مستجدات الأبحاث العلمية في مواجهة كوفيد19 في الدولة وبعض النتائج التي توصلت إليها.

و عرض الدكتور شرحا حول عملية إصابة الإنسان بهذا الفيروس، والسؤال المتعلق بتعرض بعض الفئات للإصابة بالفيروس أكثر عن غيرهم، وقال “تحتوي أسطح خلايا جسم الإنسان على مستقبلات وهذه المستقبلات هي كالأبواب للخلايا تسمح لمن تشاء بالدخول، توجد في خلايا الجهاز التنفسي مستقبلات تسمى بACE2 وهي التي تسمح للفيروس بالدخول فحين يدخل الفيروس في مجرى التنفس لدى الإنسان ويصل إلى خلايا الجهاز التنفسي في الأنف أو الرئة، يتصل غشاؤه بمستقبل الخلية ويُدخل مواده الجينية فيها، وهنا يستولي الفيروس على وظائف الخلية كإنتاج البروتينات ومضاعفة الحمض النووي فتصبح الخلية كمصنع لإنتاج الفيروسات ومضاعفتها في جسم الإنسان، ولذلك فإن وجود مستقبلات أكثر في جسم الإنسان يعني انتاج فيروسات أكثر، وهذا يعني أن الجهاز المناعي سيبذل جهداً أكبر لمحاربتها مما سيؤدي إلى زيادة حدة المرض على الإنسان وازدياد مدته، ويعمل اليوم فريق من الباحثين من كلية الطب ومعهد البحوث الطبية في جامعة الشارقة وبالتعاون مع الفريق الطبي من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بالبحث في هذا الموضوع”.

وأوضح علوي أن “الدراسة تركز على البحث في أسباب ضعف انتشار فيروس كورونا المستجد عند الأطفال إضافةً إلى ضعف حدة الأعراض مقارنة بكبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة .. ووجدت هذه الدراسة أن هناك مستقبِلات أقل في أنسجة وخلايا الرئة والأنف عند لأطفال مقارنةً بالكبار وقد استنتج الباحثون أن قلة وجود هذه المستقبِلات في الخلايا قد يحد من انتشار المرض بينهم بالإضافة إلى ظهور أعراض خفيفة عليهم إذا أصيبوا بالمرض”.

و اكتشفت هذه الدراسة أيضاً أن عدد هذه المستقبلات يزداد عند المدخنين والمصابين بأمراض تخص الجهاز التنفسي وتحديداً مرضى الربو ومرضى الانسداد الرئوي المزمن ومرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي.

فهم مستوى الخطر وتأثير الفيروس على المصابين بالسمنة

كما أوضح الدكتور علوي أن هناك دراسة أخرى يقوم فريق الباحثين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال بالتعاون مع جامعة الشارقة والتي تركز على فهم مستوى الخطر وتأثير الفيروس على المصابين بالسمنة، وقد وجدت هذه الدراسة أيضاً أن زيادة عدد المستقبلات موجود عند المصابين بالسمنة كذلك.

دراسة لرصد الوجود الفيروسي في مياه الصرف الصحي

و أفاد الدكتور علوي أن جامعة خليفة تقوم بالتعاون مع الجهات المعنية بالعمل على مشروع يهدف إلى رصد الوجود الفيروسي في مياه الصرف الصحي، وذلك كوسيلة للكشف والتتبع المبكر للفيروس لدى جميع الأفراد وبما يساهم في دعم الجهود البحثية لتقدير نسب واتجاهات انتشاره في الدولة، ويعزز في الوقت نفسه من دور الدولة في مجال الأبحاث والدراسات في هذا المجال، مؤكداً أن هذه المخرجات والأدلة العلمية تؤكد مرة أخرى أهمية الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة ودعا إلى تجنب التجمعات عند كبار المواطنين والمقيمين والمصابين بالأمراض المزمنة وترك مسافة كافية بينهم وبينكم.

البيان