توقع وكلاء لاعبين انخفاضاً كبيراً في القيمة المالية للاعبين الأجانب والمواطنين، خلال بورصة الانتقالات الصيفية، بسبب جائحة «كورونا».

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن القيمة السوقية للاعبين متوقع أن تنخفض بنسبة تراوح بين 20 و35% من أسعارهم، مقارنة بفترة قبل توقف النشاط الكروي، منتصف مارس الماضي.

وأوصوا الأندية بعدم التفكير حالياً في إبرام صفقات جديدة على مستوى اللاعبين المحترفين، وانتظار فتح باب الانتقالات الصيفية، حتى لا يتعرضوا لخسائر مالية كبيرة، لأن قيمة الأجانب ستهبط بصورة كبيرة في الأشهر المقبلة.

وأكد وكيل اللاعبين، وليد الشامسي، أن الهزة الاقتصادية التي تعرض لها العالم بعد جائحة «كورونا»، لن توثر فقط في الأندية، بل إنها أثرت في كيانات كبرى وفي دول عدة.

وقال: «طبيعي في ظل هذه التغيرات أن تتأثر ميزانيات الأندية وتحديداً أنديتنا، وهذا الواقع بدأنا نلمسه من الآن، وسيزداد صعوبة مع الموسم المقبل، فالمؤكد أن النادي الذي كان ينفق 100 مليون درهم على كرة القدم، لن يتمكن من تدبير هذا المبلغ بُحكم التأثير المالي، الذي حدث للملاك والرعاة وغيرهما من مصادر الإنفاق على الأندية».

وأضاف: «في ظل هذه التغيرات سيقل الإنفاق على التعاقدات، ولن تكون بالقيمة نفسها التي كانت عليها في المواسم السابقة، وهو ما سيؤثر بلاشك في عقود اللاعبين المواطنين أو الأجانب في الموسم المقبل تحديداً، وعلى اللاعبين أن يكونوا مهيأين لهذا الأمر من الآن، وأن الملايين التي كانوا يحصلون عليها لن يتمكنوا من تحقيقها مستقبلاً».

وأشار: «ما سيخدم الأندية أن هناك انخفاضاً مؤكداً سيحدث في أسعار اللاعبين، لكنه سيختلف على حسب جودة اللاعبين، وأتوقع أن يكون تراجع قيمة اللاعبين ما بين 20 و35% على أقصى تقدير، وهذا وضع طبيعي، خصوصاً أن هناك أندية في العالم خفضت عقود لاعبيها بعد أزمة «كورونا»، ووصلت في بعض الأندية إلى 70%، فكل هذه الأمور تعطي مؤشراً واضحاً إلى أن تخفيض العقود آتٍ ولن يستطيع أحد أن يقاومه، خصوصاً بعد أن أعطي (فيفا) الأندية الضوء الأخضر لتخفيض عقود اللاعبين، وكأنه ضوء أخضر للتغيرات المقبلة المتوقعة لرواتب اللاعبين».

بدوره قال وكيل اللاعبين، عادل العامري، إنه لا يوجد مسؤول رياضي في العالم سيستطيع أن يقاوم تأثير أزمة «كورونا» التي ستحدث مستقبلاً.

وأضاف: «هناك مسؤولون في أنديتنا أعلنوا بالفعل أن ميزانيتهم ستنخفض بنسبة كبيرة، قياساً بما كانت عليه هذا الموسم، وتلك المستجدات سيكون لها تأثير في صفقات الأجانب على وجه الخصوص، والمؤشرات تؤكد أن أرقام الملايين التي كنا نسمع عنها في السابق لن تبقى على ما هي عليه في الموسم المقبل».

وأشار: «المستجدات التي حدثت بعد أزمة (كورونا)، ومطالبة الأندية بإلغاء سقف رواتب اللاعبين هو تصحيح لمسار خاطئ تسبّب في رفع قيمة العقود في الدوري المحلي بصورة مبالغ فيها، وفتح باب التعاقدات من دون قيود سيخفض رواتب اللاعبين، ولن يضع مجالاً ليفرض أي لاعب على النادي شروطاً مالية، وسيترك المقابل المادي على حسب العرض والطلب، وهذا من وجهة نظري التأثير الحقيقي الذي سيحدث مستقبلاً في عقود اللاعبين أكثر من تأثيرات (كورونا)، التي يجب أن نكون على قناعة بأنها ستكون مرحلة وستنتهي عما قريب».

وأكمل: «بصرف النظر عن أزمة (كورونا) أو توابعها، فإن إلغاء سقف رواتب اللاعبين سيهبط بقيمة عقود اللاعبين من 20 إلى 35% وهذا سيساعد الأندية على أن تكون موازناتها المالية متواكبة مع التغيرات المؤكد حدوثها».

من جانبه، نصح وكيل اللاعبين، محمد إبراهيم، إدارات أندية دوري الخليج العربي، بعدم التسرع في التعاقد مع اللاعبين الأجانب، قبل أن تتضح الصورة في ما يخص بورصة الانتقالات الصيفية.

وأضاف: «فترة التوقف الطويلة ستؤثر في المستوى الفني لأي لاعب، وبالتالي ستنخفض قيمته المالية في بورصة اللاعبين، وهذا الأمر قد حدث بالفعل مع لاعبي النخبة في العالم، الذين تراجعت أسعارهم بالملايين، وهذا الأمر ستكون له توابع على لاعبي الصفين الثاني والثالث في العالم».

وأكمل محمد إبراهيم: «معنى قيام أي نادٍ محلي بإبرام صفقات مع لاعبين أجانب في هذه الفترة، أنه سيتعاقد مع القيمة السوقية قبل انتشار فيروس (كورونا)، وهذا ما سيمثل خسارة كبيرة لأنديتنا، ودفعني إلى تقديم النصيحة لها بعدم الاستعجال في هذا الأمر».

وزاد: «من المؤكد أن موازنة الأندية في العالم ستتراجع نتيجة حالة الركود التي أصبحت عليها بعد توقف النشاط الكروي، وستكون لديها مرونة كبيرة في قبول العروض التي ستصلها، وهذا ما لمسته من خلال طبيعة عملي مع الأندية واللاعبين البرازيليين».

الامارات اليوم