عبّر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن ثقته بأن تخرج شركتا «طيران الإمارات» و«دناتا» من هذه الفترة الصعبة قويتين وجاهزتين لاستعادة مكانتيهما، قائدتين عالميتين في تشكيل مستقبل صناعة الطيران والسفر والسياحة، ومواصلة تقديم خدمات متميزة للناس والعالم.
وقال سموّه في كلمة افتتاحية للتقرير السنوي الخاص بـ«مجموعة الإمارات»، إن «(مجموعة الإمارات) ستستمر في لعب دور رئيس، من خلال ربط دبي بالعالم، وجمع العالم من خلال دبي».
تحديات غير مسبوقة
وتفصيلاً، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في كلمة افتتح بها التقرير السنوي لـ«مجموعة الإمارات»: «بينما أكتب هذه الرسالة، يواجه العالم تحديات غير مسبوقة، فرضها وباء (كوفيد-19)، الذي أثر في الصناعات والمجتمعات، في جميع أنحاء العالم بسرعة وشدة، وعلى نطاق لم يكن بوسع أحد أن يتوقع ذلك». وأضاف سموّه: «بينما يتسابق العلماء لفك شيفرة الفيروس وتطوير لقاح له، تعمل الحكومات والشركات جاهدة لإيجاد أفضل نهج لحماية الأرواح، مع توفير الحماية لسبل العيش».
وأكد سموّه أن «السفر والطيران على الصعيد العالمي، يُعدان من بين الصناعات الأكثر تأثراً، إذ تغلق البلدان الحدود، وتوقف الرحلات الجوية، وتفرض قيوداً صارمة على السفر، جزءاً من تدابير احتواء الوباء».
دعم إماراتي
وتابع سموّه: «غالباً ما تُبرز الأزمات أفضل ما في الناس، إذ تعمل كمحفزات للعطاء دون التفكير في الذات، والتعاون عبر الحدود. وفي هذا الصدد، تواصل دولة الإمارات بذل قصارى جهدها لدعم المجتمع الدولي في حربه ضد وباء (كوفيد-19)»، لافتاً سموّه إلى تبرع دولة الإمارات، حتى أبريل 2020، بأكثر من 450 طناً من المساعدات إلى 27 دولة في أوروبا وإفريقيا وآسيا والأميركتين.
تعاون الدول
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «طالما اعتبرنا أنفسنا في دولة الإمارات جزءاً من مجتمع عالمي. ونحن بلد يرحب بالجميع للزيارة، أو العيش، أو العمل، أو الدراسة، أو التعاون في المشروعات التي تسهم في تقدم الإنسانية. ونحن نؤمن إيماناً راسخاً بأنه عندما تجتمع الدول والمؤسسات ذات التفكير المتشابه، يمكننا تحقيق نتائج استثنائية».
ما بعد «كوفيد-19»
وتابع سموّه: «حياتنا ستكون مختلفة بعد جائحة (كوفيد-19)، ولا نعرف بعد المدى الكامل للتغيير، ولكن من الواضح أن العالم قد أُعيد تشكيله بدرجات متفاوتة. وهذه فرصة لنا، بشكل جماعي، لإرساء الأساس لضمان مستقبل أفضل. وستكون الشراكات بين الحكومة والمواطنين، وبين القطاعين العام والخاص أساسية لتحقيق المرونة الاقتصادية والاجتماعية، وضمان التنمية المستدامة».
مدينة مزدهرة
وأكد سموّه أن «هدف دبي هو إنشاء مدينة مزدهرة للأجيال المقبلة، حيث يمكن للجميع تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، والإسهام بمواهبهم وابتكاراتهم، والوصول إلى الفرص الاقتصادية، والتمتع بنوعية حياة جيدة.. لقد عرضنا هذه الرؤية في (وثيقة الخمسين)، وكل عام نحدد مبادرات رئيسة لتحقيق أهدافنا».
«مجموعة الإمارات»
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إنه من خلال ربط دبي بالعالم، وجمع العالم من خلال دبي، ستستمر (مجموعة الإمارات) في لعب دور رئيس، في وقت نسعى فيه إلى تحقيق رؤيتنا».
وأضاف سموّه: «أنا واثق بأن (طيران الإمارات)، و(دناتا) ستخرجان من هذه الفترة الصعبة قويتين وجاهزتين لاستعادة مكانتيهما، كقائدتين عالميتين في تشكيل مستقبل صناعة الطيران والسفر والسياحة، ومواصلة تقديم خدمات متميزة للناس والعالم».
مزيد من تعزيز السيولة
اتخذت «طيران الإمارات» إجراءات عدة للمحافظة على تدفقاتها النقدية، وذلك من خلال تدابير لضبط التكاليف، والحدّ من النفقات المالية غير العاجلة، والعمل بالتعاون مع الشركاء لتطوير بيئة العمل. كما قامت بوقف جزئي لبعض خطوط الائتمان القائمة قبل 31 مارس. وتعمل حالياً على تأمين خطوط إضافية لمزيد من تعزيز السيولة.
وفي الربع الرابع من السنة المالية 2019-2020، نجحت «طيران الإمارات» في جمع سيولة إضافية، من خلال قروض وائتمانات وتسهيلات تجارية قصيرة المدى بنحو 4.4 مليارات درهم (1.2 مليار دولار). وستواصل الاستفادة من البنوك لجمع سيولة إضافية في الربع الأول من السنة المالية الجارية 2020-2021، لتوفير مظلة أمان ضد تأثيرات «كوفيد-19» على تدفقاتها المالية في المدى القصير.
93 ىمليون وجبة طعام
حملت شركة «دناتا لتموين الطائرات» أكثر من 93 مليون وجبة طعام إلى المتعاملين من شركات الخطوط الجوية بنمو نسبته 32%، ويعود ذلك بصورة كبيرة إلى سنة كاملة من عمليات «كوانتاس للتموين» في أستراليا، التي استحوذت «دناتا» عليها في السنة الماضية. وخلال السنة المالية 2019-2020، أطلقت «دناتا» أولى عملياتها للتموين في كندا بمطار فانكوفر، كما افتتحت عمليات تموين في هيوستن، وبوسطن، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو، معززةً بذلك وجودها وقدراتها في أميركا الشمالية.
وأصبحت «دناتا» المالك الوحيد لشركة «ألفاAlfa LSG»، التي تعدّ أكبر شركة في المملكة المتحدة لتموين الطائرات، ومبيعات التجزئة على الطائرات واللوجستيات.
«دناتا».. خدمات مناولة لـ 188 ألف طائرة في الإمارات
انخفضت أعداد الطائرات التي قدمت لها «دناتا» خدمات المناولة في دولة الإمارات بنسبة 11%، لتصل إلى 188 ألف طائرة، نتيجة لإغلاق مدرج مطار دبي الدولي للصيانة، خلال شهري أبريل ومايو 2019، وتعليق الرحلات في مطار دبي الدولي، ومطار آل مكتوم الدولي، نتيجة جائحة «كوفيد-19» في مارس 2020. وسجلت كميات الشحن التي تعاملت معها «دناتا» انخفاضاً بنسبة 4% إلى 698 ألف طن، نتيجة تباطؤ الطلب في سوق الشحن الجوي عالمياً، وإغلاق مدرج مطار دبي الدولي لمدة 45 يوماً في الربع الأول.
وأنجزت «دناتا» خلال السنة المالية أول عملية مناولة بيئية بالكامل في دولة الإمارات، وكانت لإحدى طائرات «فلاي دبي» في مطار دبي الدولي، وذلك بفضل استثمارها مسبقاً في معدات لا تصدر انبعاثات ضارة. كما افتتحت «مرحبا» لخدمات المطار التابعة لـ«دناتا» صالة جديدة في مطار دبي الدولي، ووسعت شبكتها العالمية بافتتاح صالتين في مطار شانغي الدولي بسنغافورة.
وعزّزت «دناتا» مكانتها في صناعة لوجستيات الشحن في دولة الإمارات والمنطقة، من خلال تعاونها مع «وولينبورن ترانسبورت»، التي تعدّ أكبر شركة في أوروبا للنقل بالشاحنات وتزويد صناعة الشحن الجوي. وستسهم هذه الشراكة في تطوير منتجات وخدمات جديدة، وكذلك في دخول أسواق جديدة.
وجهات واتفاقات «إنترلاين»
أطلقت «طيران الإمارات»، خلال السنة المالية، خدمات ركاب إلى ثلاث وجهات جديدة هي: بورتو (البرتغال)، ومكسيكو سيتي (المكسيك)، وخدمة «بانكوك-بنوم بنه». كما عزّزت نمو شبكتها بتوقيع اتفاقية مشاركة في الرموز مع «سبايس جيت»، ما وفر للمتعاملين خيارات إضافية للسفر من مزيد من المدن الهندية.
ووسّعت «طيران الإمارات» قدراتها على تحقيق مزيد من الربط والتواصل للمتعاملين عبر العالم، من خلال اتفاقات «إنترلاين» مع الناقلة الأوروبية «فيولينج Vueling»، ما أضاف رحلات ربط إلى أكثر من 100 وجهة في القارة عبر كل من برشلونة، ومدريد، وروما، وميلانو. ومع الناقلة التركية «بيغاسوس إيرلاينز»، لتوفر لمتعاملين معها إمكانية مواصلة سفرهم إلى وجهات مختارة ضمن شبكة خطوط «بيغاسوس». وكذلك مع «إنترجيت إيرلاينز»، ما يفتح خطوطاً جديدة أمام المسافرين بين المكسيك ومنطقة الخليج والشرق الأوسط وما بعدهما.
تمويلات ووفورات مستقبلية
نجحت «طيران الإمارات» في تأمين تمويل مدعوم بضمان وكالة تمويل الصادرات الفرنسية Bpifrance، إضافة إلى قرض تجاري من مستثمرين كوريين لتمويل الطائرات الست التي تسلمتها الناقلة خلال السنة المالية 2019-2020.
وفي إطار مبادراتها لخفض النفقات، والاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة العالمية، أعادت «طيران الإمارات» تمويل وتسعير أكثر من 5.5 مليارات درهم (1.5 مليار دولار) خلال السنة المالية 2019-2020، ما أدى إلى تحقيق وفورات مستقبلية تقدر بما يزيد على 110 ملايين درهم (30 مليون دولار).
الامارات اليوم