أعلنت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء الهيئة اليوم بأنها بدأت بتركيب منظومة متكاملة للعدادات الذكية ثنائية المرحلة لتكون بذلك الجهة الأولى على مستوى المنطقة في تطوير هذا النوع من مشاريع البنية التحتية.

وتركز المنظومة الجديدة على الارتقاء بتجربة المتعاملين عبر تحقيق تحسن كمي في قياس معدلات استهلاك الطاقة، وذلك من خلال اعتمادها على أحدث تقنيات البنية التحتية والرقمية. وتعمل الهيئة على إنجاز هذا المشروع عبر عدة مراحل تستهدف تركيب أكثر من 600,000 عداد ذكي في الإمارات الشمالية بالتعاون بين الهيئة وشركة البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الألمانية “ساب”.

وتتكون منظومة العدادات الذكية ثنائية المرحلة من نظام استقبال وبث رئيسي (HES) ونظام إدارة بيانات العدادات (MDMS)، وتتميز بتوفير مجموعة من الخصائص لكل من مزودي الطاقة والمستهلكين النهائيين أهمها عدم الحاجة لحضور موظفي الهيئة لقراءة العدادات، مما يمنع حدوث الأخطاء البشرية. وتتيح هذه المنظومة توفير الوقت والموارد؛ بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى حضور الموظفين لقطع وإعادة الخدمة، فهي تتيح للمتعاملين الآن تحديد خيارات مؤتمتة مثل تفعيل الخدمة/ براءة الذمة ويتم إعداد فاتورة نهائية إلكترونياً وإرسالها لهم على الفور.

وتسهم المنظومة المتطورة في تحسين إدارة الموارد، وهي تتيح الكشف عن أي مخالفات بشكل فوري من خلال النظام الذكي. كما شهدت إدارة العمليات تحسناً ملحوظاً، فالنظام قادر على الكشف عن الاستخدام غير الطبيعي الذي يمكن أن يشير إلى حدوث تسريب محتمل وتقديم إشعار مبكر للمتعامل بهذا الخصوص، مما يسهم في توفير المال. بالإضافة إلى ذلك، يسهم النظام في رفع كفاءة معدلات الحفاظ على الطاقة، حيث يتيح للمتعامل متابعة الاستهلاك الفعلي الآني، والتعرف على سلوكه الاستهلاكي، مما يسمح له بإجراء تعديلات تساعد في ترشيد استهلاك موارد الكهرباء والماء.

وفي هذا الصددـ قال معالي سهيل محمد فرج المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: “ملتزمون بتطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة وفق أفضل الممارسات العالمية بما يسهم في تعزيز استدامة وأمن الطاقة والمياه والموارد الطبيعية. ويأتي البدء بتركيب هذه الأنظمة الذكية، تماشياً مع إعلان القيادة الرشيدة عام 2020 عام الاستعداد للخمسين، والتأكيد على ضرورة تحقيق قفزات كبيرة في جميع القطاعات الرئيسية ومن ضمنها قطاع الطاقة. ونحن على ثقة بأن هذه الجهود ستسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات بين مصاف أفضل دول العالم ضمن مجموعة من المؤشرات خلال العقود الخمسة القادمة”.

وأكد معاليه أن الأنظمة الجديدة ترسم مستقبل نقلة نوعية على مستوى البنية التحتية لقطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وستساهم في دعم رفاهية وسعادة أكثر من 600,000 متعامل في شمال الإمارات.

وقد بدأت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء مؤخراً بالمرحلة الأولى من عمليات تطوير البنية التحتية الخاصة بمنظومة العدادات الذكية والتي شملت تركيب 30.000 عداد ذكي عبر منطقة جغرافية واسعة تغطي فئات مختلفة من المتعاملين. وبذلك أصبحت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء الجهة الأولى على المستوى الإقليمي في التي تطبق هذه المنظومة الذكية وتطور البنية التحتية اللازمة لها، والتي تجمع بين الابتكار التكنولوجي عبر أجهزة الاستشعار، والعدادات الذكية، وجمع البيانات، وتحليل البيانات الضخمة.

وتمكن التقنية الجديدة الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء ومتعامليها من مراقبة الوقت الحقيقي لاستهلاك الكهرباء والمياه، والحصول على تحليلات لاتجاهات الاستهلاك، وتسهيل الصيانة الاستباقية للبنية التحتية. وفي الوقت الحاضر، تبحث الهيئة انطلاقاً من حرصها على توفير تجربة متميزة للمواطنين والمقيمين في الإمارات الشمالية، إمكانية دعم البنية التحتية المتقدمة للقياس لتشمل خدمات تخدم توجهاتها المستقبلية مثل محطات شحن السيارات الكهربائية، وتغذية شبكة الطاقة الشمسية من لوحات الخلايا الشمسية الكهروضوئية.

ومن جهته، قال محمد محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: “ستساهم هذه المنظومة الذكية المتكاملة في دعم جهودنا نحو إحداث نقلة نوعية على مستوى تجربة المتعاملين، حيث سنوفر لهم إمكانية المراقبة الذاتية للوقت الفعلي لاستخدام المرافق، والحصول على الفوترة الكاملة والدقيقة عبر الإنترنت، ودعم الخدمات المستقبلية.”

وأضاف صالح: “وتخدم هذه المبادرة توجهات الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء في توظيف التحول الرقمي لتقليل التكاليف والارتقاء بقدرات الموظفين وإدارة تحصيل الإيرادات. وتعكس هذه الخطوة حجم الجهود المستمرة التي نبذلها لتزويد عملائنا بأفضل تجربة ذكية ممكنة، وتحقيق التوجهات الوطنية بتوفير الخدمات وفق أعلى المعايير العالمية للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة الظروف والأحوال”.

وبدوره قال ستيف تزيكاكيس، رئيس “ساب” لمناطق أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا: “في ظل تطور قطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، قدمت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء نموذجاً ناجحاً حول مستقبل تقديم وإدارة الخدمات، وذلك من خلال حرصها على التعاون مع الشركات العاملة في قطاع البيانات لهندسة عملياتها وتطوير تجارب المتعاملين. إن شراكاتنا المستمرة مع الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء ستساهم في دعم جهودها وتعزيز مكانتها بين أفضل الشركات الذكية الرائدة في المنطقة في قطاع المرافق الذي يشهد تحقيق معدلات نمو متسارعة”.

البيان