حدّد مختصون بقطاعات اقتصادية وتقنية 10 فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية للتوسع في «العمل عن بُعْد»، من أبرزها خفض الكلفة التشغيلية للشركات على المدى الطويل، وسرعة إنجاز الأعمال، وزيادة الإنتاجية، ودعم التحول العملي للأنماط الرقمية الذكية.وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى فوائد بيئية تتمثل في تراجع الانبعاثات الكربونية من حركة المركبات، إضافة إلى فوائد اجتماعية تتعلق بزيادة التواصل داخل الأسرة.
واعتبروا «العمل عن بُعْد» تحوّلاً مستقبلياً لأنماط الأعمال، وضرورياً، ويمكن الاعتماد عليه حتى بعد انتهاء الجائحة.
فوائد اقتصادية
وتفصيلاً، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أسامة سويدان، إن لتجربة «العمل عن بُعْد» العديد من الفوائد الاقتصادية، من أبرزها خفض التكاليف التشغيلية للشركات على المدى الطويل، وزيادة إنتاجية الموظفين عبر الاستفادة من الدوام المرن، وتقبل القيام بمهام مختلفة مقارنة بحالة العمل التقليدية.
وأضاف أن من الفوائد، كذلك، تطوير مهارات الموظفين من خلال الاستفادة بوقت الفراغ المتاح ودمجهم بدورات تدريبية «عن بُعْد».
ولفت سويدان إلى فوائد تتعلق بتوفير نفقات وقود المركبة في رحلة العمل اليومية، ما يعني إعادة توجيه تلك النفقات لاستخدامها في مسارات أخرى.
تحوّل مستقبلي
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي المدير العام لـ«شركة تروث للاستشارات الاقتصادية»، رضا مسلّم، إن للعمل عن بُعْد العديد من الفوائد الاقتصادية التي تعد بمثابة تحوّل مستقبلي لأنماط الأعمال، وبشكل ينعكس على إعادة هيكلة بنسب كبيرة في سوق العمل.
وأضاف أن أبرز الفوائد الاقتصادية، عموماً، التخلص من مظاهر التكدس والاختناق المروري، إذ تنعكس انسيابية الحركة المرورية إيجاباً على قطاعات الأعمال، إضافة إلى توفير أكبر للكلفة الاقتصادية الناجمة عن حوادث السيارات، مع انخفاض فرص وقوعها.
وأشار مسلّم إلى المرونة في أنظمة العمل، والتي تسمح بسرعة إنجاز الأعمال مع إتاحة تنفيذها من أي مكان، فضلاً عن زيادة الإنتاجية للموظفين، وتقليل الكلفة التشغيلية للشركات، وبنود الإنفاق في الميزانية المالية للموظفين.
تطوير المهارات
في السياق نفسه، أكد خبير إدارة الأعمال، الدكتور سهيل البستكي، أن تجربة التوسع في العمل عن بُعْد التي فرضتها جائحة «كوفيدـ19» أثبتت أنه تحوّل مستقبلي ضروري في قطاعات الأعمال، يمكن الاعتماد عليه حتى بعد انتهاء الجائحة.
واتفق البستكي في وجود فوائد اقتصادية تتعلق بزيادة إنتاجية الموظفين، وتوفير المرونة في أداء الأعمال وتقبل الموظفين لمهام إضافية أكبر، فضلاً عن إتاحة المجال وبشكل أكبر لتطوير مهارات الموظفين وتدريبهم، عبر استغلال الوقت المتاح من «العمل عن بُعْد».
وأشار البستكي إلى سرعة إنجاز الأعمال، مع زيادة مهارات الموظفين بالتقنيات الذكية الداعمة للعمل عن بُعْد، متفقاً كذلك مع الفوائد الناتجة عن انسيابية الحركة المرورية، والفوائد البيئية الناجمة عن خفض عدد السيارات، والفوائد الاجتماعية المتعلقة بتعزيز التواصل بين الأسرة.
تحول ذكي
أما خبير أنظمة تكنولوجيا المعلومات، الدكتور معتز كوكش، فقال إن التوسع في العمل عن بُعْد، عزز التحول الفعلي لأنماط العمل الرقمية والذكية، ورفع نشاط التجارة الإلكترونية وتحول عدد من الشركات للعمل في القطاع. وأشار إلى زيادة مهارات الموظفين في قطاعات مختلفة حول استخدام البرامج الجديدة والحلول الذكية الداعمة للعمل عن بُعْد، والذي ينعكس إيجاباً على الشركات في تقليل تكاليف عملها.
الامارات اليوم