توفي في العاصمة اللبنانية بيروت، فجر أمس، الصحافي غسان الحبال (25 أبريل 1950 – 31 مايو 2020) بعد مسيرة صحافية وإعلامية حافلة توزعت بين لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وعمل خلالها لأربع سنوات ضمن أسرة «البيان».

وفور ذيوع خبر الوفاة، انهالت تدوينات الرثاء والتعازي من محبي الراحل وأصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّروا فيها عن حزنهم، ومشاعرهم تجاه الفقيد وسيرته الطيبة إنسانياً ومهنياً. ونشر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري تغريدة عبر «تويتر» جاء فيها: غسان الحبال صحافي يختزل الآدمية بكل معانيها، يرحل عنا في هذه الأيام الصعبة، ويبقى عمله الطيب وسمو أخلاقه في وجدان زملائه الذين رافقوه في مهنة البحث عن المتاعب.. أحر التعازي لأهله ورفاق عمره في «المستقبل».

وكان الفقيد قد خاض في مهنة المتاعب منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي، مستهلاً عمله في صحيفة «السفير» منذ تأسيسها، ثم عمل بعدها في مديرية الأخبار في تلفزيون «المستقبل»، وكاتباً في صحيفة «المستقبل»، لينتقل بعد ذلك إلى دولة الإمارات، حيث عمل مديراً للتحرير في عدد من الدوريات والمطبوعات، منها «أحوال»، و«المرأة اليوم»، و«العالم»، ليستقر بعدها في مؤسسة «البيان»، حيث عمل منذ العام 2004 حتى 2008 مديراً للتحرير في مجلة «الأسرة العصرية»، ثم رئيساً لقسم الثقافة والمنوعات، وكاتباً محللاً بصفحات «قضايا وآراء» في «البيان»، ليختم محطاته المهنية بالإمارات مديراً لتلفزيون الفجيرة، ثم يعود إلى وطنه لبنان.

من جهتها، نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية الزميل غسان الحبال «الذي مضى إلى ملاقاة ربه راضياً مرضياً، بعد معاناة قاسية مع المرض، انتهت بتسليم أمره إلى رحمة الله التي استحقها، وهو الصحافي المقتدر والمجتهد الذي لم يخرج عن مدار الحق طوال ممارسته الطويلة للمهنة».

وفي يوم وداعه، قال نقيب المحررين جوزف القصيفي: «بغياب غسان الحبال تنطوي واحدة من الصفحات المشرقة للصحافي الذي كان شديد الوفاء لمهنته، والتي أطل عليها من مشارف الثقافة، وتجذر فيها محترفاً، وملتزماً قواعد السلوك السوي مع زملائه في أي موقع عمل فيه، سواء في جريدة «السفير» أو جريدة «المستقبل» أو الصحف الخليجية التي ساهم فيها مديراً وكاتباً، ومحللاً، ومحرراً».

وتابع القصيفي: «إنه من رعيل الصحافيين الذين يأكلون خبزهم بعرق أقلامهم، ويعطون أكثر مما يجنون … يمضي غسان الحبال ليعانق التراب الذي أطلعه، في عاصمة الجنوب صيدا، وزاده حصاد وفير من عطاء لا يمكن لأي منصف إنكاره، وهو صاحب القلم الذي ما خطّ سطراً، إلا وكانت أحرف النبل والصدق والحق، انبسطت بسلاسة مطواعة لحبر- مداد يؤبجد ملحمة الصحافة اللبنانية الصابرة الصامدة، التي تصفع بحضورها الجحود والإهمال».

وختم نقيب محرري الصحافة اللبنانية بالقول: «رحم الله غسان الحبال رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته صحبة الصالحين من عباده، وألهم عائلته وعارفيه من زملاء وأصدقاء، جميل الصبر والعزاء».

يغيب غسان الحبال الصحافي الخبير والمتمرس والإنسان الخلوق والطيب عن دنيانا، لكن سيرته النموذجية ستبقى حية في قلوب زملائه الذين عمل وإياهم في «البيان» و«الأسرة العصرية»، وفي سائر محطات مسيرته المهنية.

 

 

البيان