أظهرت دراسة أجرتها إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة خلال شهر أبريل الماضي بالتعاون مع جامعة الشارقة بمشاركة 2060 شخصا من مختلف شرائح المجتمع في دولة الإمارات أن 39% من المدخنين انخفض معدل التدخين لديهم مع انتشار فيروس “كورونا”.
وأشارت النتائج الأولية للدراسة العلمية التي أجريت من خلال تصميم استبيان إلكتروني باللغتين العربية والإنكليزية عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف رصد التغيرات التغذوية ونمط الحياة أثناء الحجر الصحي المنزلي، إلى أن 29.4% من أفراد المجتمع أكدوا أن وزنهم ازداد خلال نفس الفترة و32% ارتفعت كميات تناول الطعام لديهم.
وأوضحت الدراسة التي بنيت على 3 محاور رئيسية هي الصحة والنشاط البدني، والعادات الغذائية، وأسلوب الحياة المتبع، أن 98% من المجتمع يؤمنون بأن الحجر المنزلي وسيلة فعالة لحماية العائلة ووقف انتشار الأمراض المعدية وأن 83 % يحرصون على ارتداء القفازات والكمامات عند الخروج من المنزل ما يدل على مدى الوعي الذي عززته الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة.
وعمل على إعداد الدراسة كل من إيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والدكتورة هادية رضوان أستاذ مساعد بكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، والدكتور حيدر حسن أستاذ مساعد بكلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، ومهرة خلفان الكتبي ماجستير الصحة العامة مدير شعبة إدارة المعرفة والأداء بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والدكتورة فرح نجا أستاذ مشارك في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومروة الهلالي أخصائية التغذية في مستشفى القاسمي.
وأكدت سعادة إيمان راشد سيف، أن إطلاق هذا الاستبيان العلمي بالتعاون مع جامعة الشارقة يهدف إلى دعم الجهود الوطنية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، من خلال قياس مستوى الوعي المجتمعي لإعداد دراسة علمية تستند على النتائج المستخلصة، لطرح الحلول والمقترحات التي من شأنها تعزيز صحة الأفراد في المجتمع ووعيهم بالسلوكيات الواجب اتباعها لمواجهة هذا الوباء.
ولفتت إلى أن الاستبيان يهدف أيضا إلى معرفة الأنماط والعادات الصحية ومدى التزام المجتمع بها مثل النشاط البدني وتناول الغذاء الصحي، للإلمام بأهم الخطوات التي يمكن تفعيلها مستقبلا للمساهمة في تحسين جودة حياة الناس، انسجاما مع رؤى وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الرامية إلى تشجيع أفراد المجتمع على اتباع عادات صحية تحافظ على سلامتهم.
ونوهت إلى أن نتائج الدراسة الأولية أفضت إلى مجموعة من النتائج المبشرة بزيادة معدل الوعي لدى أفراد المجتمع، حيث بينت النتائج أن 79%من الشريحة التي خضعت للاستبيان تحرص على تعقيم المواد الغذائية بعد شرائها خلال فترة الحجر، وأن 84% من الذين لديهم أطفال في المنزل يشجعونهم على ممارسة النشاط البدني منهم 25٪ بشكل يومي.
من جانبها أشارت الدكتورة هادية رضوان، إلى أن أهمية هذه الدراسة تكمن في خصوصيتها وتوقيتها وشمولية البيانات التي تم جمعها، فنتائجها ستعكس ممارسات الأفراد في الإمارات خلال الجائحة والحجر المنزلي، الأمر الذي سيكون له انعكاسات مهمة على صحة الأفراد والمجتمع ككل، فتعديل أنماط الحياة والممارسات الصحية وتناول الغذاء الصحي، يعزز من قوة الجهاز المناعي ويحسن من أدائه لمواجهة الفيروسات إلى حد كبير.
وأشارت إلى أن هذه الدراسة تأتي تعزيزا لأهداف جامعة الشارقة ولما توليه من دعم وتشجيع على إجراء البحوث العلمية وبالأخص التي تخدم مجتمع الإمارات وتطويره، مؤكدة أن نتائج هذه الدراسة ستمكننا من مقارنة بيانتها بالبيانات العالمية من الناحية التغذوية والصحية كما ستشكل لبنة أساسية لدراسات مستقبلية معمقة.
وبينت نتائج الدراسة التي استطلعت 2060 مشاركا من مختلف شرائح المجتمع في دولة الإمارات أن 66.7% منهم إما مصابين بالسمنة أو وزنهم زائد، و56.6% كانوا يمارسون النشاط البدني قبل الحجر منهم 30% قل نشاطهم بعد الحجر، وزادت نسبة الأفراد الذين يقضون أكثر من 7 ساعات من النوم منذ بدأ الحجر بنسبة من 63% إلى 70%.
وفيما يتعلق بمحور العادات الغذائية أن 62% زادت نسبة استهلاكهم للحمضيات مثل البرتقال والليمون، و50.2% ازدادت معدلات شرب المياه لديهم، و38.4% بدأوا بشرب شاي الأعشاب منذ بداية الجائحة، بالإضافة إلى أن 94% يعتقدون أن تناول المزيد من الفيتامينات والمعادن يمكن أن يقوي الجسم ضد كوفيد 19.
كما أوضحت النتائج المتعلقة بمحور أسلوب الحياة المرتبط بالحجر المنزلي أن 67.2% يشعرون بالضغوطات و 42% من المجتمع يشعرون بنوبات من الغضب أكثر عن حياتهم قبل الحجر، بالإضافة إلى أن أغلبية أفراد المجتمع يعتقدون بأن أسلوب حياتهم الصحي سيتغير للأفضل بعد الأزمة بنسبة 55%.
البيان