أطلقت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ”، في شراكة مع “موانئ دبي العالمية”، المزود الرائد للخدمات اللوجستية الذكية المتكاملة، أول خط ملاحي مباشر يربط بين مينائي جبل علي في دبي والسخنة في جمهورية مصر العربية، عبر ميناء جدة الإسلامي.

وتمثل تلك الخطوة التي تم الإعلان عنها رسمياً اليوم بداية عهد جديد في قطاع الشحن البحري في المنطقة، إذ يهدف الخط الملاحي الجديد، الذي يُعد الرابع من نوعه الذي تطلقه “موانئ” السعودية خلال عام 2020، إلى تقديم الخدمات البحرية على ساحل البحر الأحمر، تحت إشراف ومتابعة معالي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، وزير النقل السعودي، وذلك في إطار رؤية وزارة النقل التي تستهدف ربط المملكة بجيرانها عبر البحر والبر والجو، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي الفريد من خلال وسائل النقل المتعددة، وكذلك بقارتي أوروبا وأفريقيا لتصبح جسرًا مهمًا لتوليد العديد من الفرص في المستقبل.

وكانت “موانئ دبي العالمية” قد حصلت في ديسمبر الماضي على امتياز بنظام البناء والتشغيل ونقل الملكية /BOT/ مدته 30 عامًا من الهيئة العامة للموانئ السعودية، بهدف إدارة وتطوير محطة الحاويات الجنوبية في ميناء جدة الإسلامي الذي يقدم خدمات متنوعة، وبموجب الامتياز، تقوم “موانئ دبي العالمية” باستثمار نحو 500 مليون دولار أمريكي لتحسين وتحديث ميناء جدة الإسلامي، بما في ذلك تطوير البنية التحتية الأساسية للميناء، من أجل تمكينه من تقديم خدماته لناقلات الحاويات العملاقة المعروفة اختصارًا بـ /ULCC/ والتي تعد أضخم سفن الحاويات في العالم.

وقال سعادة المهندس سعد بن عبدالعزيز الخلب، رئيس الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ”: الخط الملاحي الجديد يُعد جزءًا من مبادرات “موانئ” الطموحة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في إطار برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية /ندلب/، خاصةً فيما يتعلق بدعم النمو الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات، والمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 بتحويل المملكة إلى مركز عالمي للخدمات اللوجستية.

وأضاف: سيربط هذا الخط المباشر ميناء جدة الإسلامي بالمزيد من الموانئ العالمية في الشرق والغرب، وسيعزز مكانة المملكة كمركز رائد للخدمات اللوجستية، كما سيساعد على تسهيل حركة التجارة عبر كامل سلسلة التوريد العالمية، وزيادة أعداد الحاويات التي تشحن بين عدة موانئ، والفوز بعدد أكبر من السفن المارة بساحل البحر الأحمر، ما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للموانئ السعودية وتحسين كفاءة العمليات والخدمات التي تقدمها، بالإضافة إلى خلق فرص استثمارية جديدة في هذا القطاع الحيوي.

من جهته، قال سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة “موانئ دبي العالمية”: تشعر “موانئ دبي العالمية” بالفخر والسعادة لكون شراكتها مع الهيئة العامة للموانئ السعودية تنتقل من نجاح إلى آخر، وذلك بفضل الدعم المستمر من معالي وزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر؛ فهذا الخط الملاحي المباشر الذي يربط بين موانئ جبل علي وجدة والسخنة سيغير موازين قطاع الشحن البحري بالمنطقة وسيعزز حجم التجارة البينية بين دول المنطقة، وهو ما تحتاجه المنطقة بصورة ملحّة.

وأضاف ابن سليم: لا يمكن أن نغفل الدور الكبير لسعادة المهندس سعد بن عبدالعزيز الخلب، رئيس الهيئة العامة للموانئ السعودية، ومن المتوقع أن تستفيد الأسواق الثلاث الكبرى في المنطقة العربية بشكل مباشر من الخط الجديد، فنحن ملتزمون بتقديم أعلى مستوى من الكفاءة والإنتاجية من خلال استخدام الحلول التكنولوجية الذكية في مجال الخدمات اللوجستية، ومما لا شك فيه أن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الموانئ السعودية سيعزز من تدفق حركة التجارة عبر الطريق البحري الحيوي الذي يربط بين أوروبا وآسيا، مؤكدا أن شركة “موانئ دبي العالمية” في جدة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام الإيكولوجي للموانئ السعودية، وتساعد في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة، بما يتماشى مع مرتكزات رؤية المملكة 2030 للنمو الاقتصادي.

يذكر أن إمارة دبي تتمتع بروابط تجارية وثيقة مع المملكة العربية السعودية التي تعد الشريك التجاري الأول للإمارة على الصعيد العربي والشريك الخامس عالمياً بإجمالي تبادلات تجارية بلغت 56 مليار درهم وذلك وفق إحصاءات تجارة دبي الخارجية عن العام 2019، فيما يمثل ميناء جبل علي أحد المعابر الرئيسية للتدفقات التجارية بين الجانبين.

وام