منحت وزارة التربية والتعليم إدارات المدارس الخاصة في الإمارات الشمالية (عجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة)، حرية تطبيق سيناريو «التعليم» المناسب، بالتشاور مع ذوي الطلبة، كأحد السيناريوهات المطروحة لاستمرار العملية التعليمية في ظل الظروف الصحية الراهنة.

وذكرت إدارات مدرسية أن اختيار «التعليم عن بُعد»، لن يقلل رسوم الدراسة، لافتة إلى أن الكلفة التي يتطلبها تنفيذ هذا السيناريو لا تقلّ عن كلفة التعليم التقليدي.

وتفصيلاً، أكدت الوزارة في ردها على «الإمارات اليوم»، حرصها على استمرارية العملية التعليمية، مع الأخذ في الاعتبار الإجراءات الاحترازية اللازمة للحفاظ على سلامة الطلبة والعاملين في الميدان التربوي.

وقالت إنها تركت للمدارس الخاصة اختيار نظام التعليم الذي ينسجم مع إمكاناتها، بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة آراء الطلبة وذويهم.

من جانب آخر، أبلغت إدارات مدارس خاصة «الإمارات اليوم»، بأنها تواصلت مع ذوي طلبتها بشأن اختيار النظام التعليمي المناسب لأبنائهم خلال الفصل الدراسي الأول.

وأفاد مدير مؤسسة الشعلة التعليمية، إبراهيم بركة، بأن إدارتي المدرستين التابعتين للمؤسسة في كل من الشارقة وعجمان، ناقشتا مع ذوي طلبتهما النظام التعليم الأنسب، مشيراً إلى أن 60% من الأسر اختارت «التعليم المدرسي المباشر»، فيما فضل 40% التعليم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الأول.

وأكد بركة أن المدرسة ستعمل على استيعاب الطلبة الراغبين في الدوام المدرسي الكلي، في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، مشيراً إلى أنه في حال زاد عدد الراغبين في الدوام المدرسي على الحد المسموح به لتحقيق التباعد الجسدي، كأحد الإجراءات الاحترازية، فسيتم تقسيمهم إلى مجموعتين، بحيث يداوم طلبة كل مجموعة أسبوعاً، ويتلقون تعليماً افتراضياً أسبوعاً آخر.

وأشار إلى أن المدرسة بصدد تركيب شاشات ذكية كبيرة في كل فصل دراسي، وربطها بشبكة الإنترنت، تمهيداً لتطبيق النقل المباشر للحصص الدراسية من الفصل إلى أجهزة الطلبة في المنازل، حتى يرى الطالب الفصل الدراسي بشكل كامل من طلبة ومعلمين، ويشارك في إجابة الأسئلة، ويتفاعل مع زملائه كأنه معهم.

ولفت إلى أن الرسوم المدرسية لن تتأثر باختيار النظام التعليمي، سواء في المدرسة أو «عن بُعد»، عازياً ذلك إلى أن النفقات التي تتكبدها المدرسة في حال اعتمادها نظام التعليم الافتراضي، تماثل النفقات المطلوبة في التعليم المدرسي المباشر، بل تزيد عليها في بعض الأحيان.

وقالت نائب مدير مدرسة ابن خلدون الخاصة، فاتن سعيد، إن نظام التعليم الهجين يُعد أفضل سيناريو يمكن تطبيقه، خصوصاً في ظل المتغيرات الناتجة عن جائحة «كورونا»، إذ يتيح هذا النظام الفرصة المطلوبة لتفاعل الطلبة معاً داخل الصف. وهو ضروري لتدريس بعض المواد، خصوصاً التي تحتاج إلى إجراء تجارب واستخدام وسائل تعليمية وإيضاحية. كما أن التعليم الهجين يؤهل الطلبة للتعامل بشكل جيد مع التقنية من خلال التعليم عن بُعد.

ولفتت إلى أن المدرسة ناقشت نظام التعليم للعام الدراسي المقبل مع ذوي طلبتها، وكانت النتيجة أن 50% منهم يرغبون في التعليم المدرسي المباشر لأبنائهم، فيما فضل 50% التعليم عن بُعد، حرصاً على سلامة أبنائهم.

وبين مدير مدرسة خاصة في عجمان، فضل عدم ذكر اسمه، أن المدرسة ستقسم الطلبة إلى مجموعتين، على أن تدرس المجموعة الأولى داخل الصف الدراسي، فيما تتلقى الثانية التعليم افتراضياً، بالتزامن مع الحصة الدراسية داخل الصف، مؤكداً أن «التعليم الهجين» الذي يجمع بين التعليم الافتراضي والمدرسي، يعدّ الأفضل للطلبة، لأنه يضمن السلامة لهم، إضافة إلى تحقيق التفاعل الاجتماعي بينهم، ودراسة المواد العلمية بشكل عملي، داخل المختبر المدرسي.

في المقابل، قالت والدة طالبة في إحدى المدارس الخاصة في عجمان، إن المدرسة اشترطت على الطلبة الراغبين في الدراسة المباشرة داخل الصف المدرسي، الإسراع في سداد الرسوم. وجعلت أولوية حجز المقعد للطالب الذي تدفع أسرته الرسوم أولاً.

ولفتت إلى أن عدداً كبيراً من أفراد الأسر يفضلون الدراسة في المدرسة، لأن أغلبيتهم موظفون، والتعليم عن بُعد يتطلب متابعة للطالب داخل البيت من أحد والديه.

 

 

الإمارات اليوم