حدد متخصصون تربويون خمس آليات رئيسة لتمكين الطلبة المستجدين في مرحلة رياض الأطفال من الانخراط في نظام «التعليم عن بُعد»، في ظل ظروف جائحة «كورونا».

مشددين على دور الأسرة في تمكين الطفل من تجاوز مسألة الاندماج بسلاسة، عبر تقديم معلومات دقيقة عن «كوفيد 19»، تمكنه من فهمه دون خوف، ما يساعده على مواجهة أي آثار ثانوية أخرى، علاوة على ضرره، وارتداء الطفل للزي المخصص أثناء التعلم عن بعد، ما يوحي بوجوده داخل الفصل، وأن المعلمة تشاهده، ما يجعله متحمساً للتعليم.

وطالبوا بضرورة تنظيم جولات افتراضية داخل الحرم المدرسي، كي يتعرف الطفل إلى المبنى التعليمي عن كثب، وكذلك زملائه ومعلميه، كما نصحوا بتخصيص مكان مناسب داخل المنزل، ليتلقى الطفل دروسه، مع توفير أجواء هادئة بعيداً عن التشويش والإلهاء، إضافة إلى توفير وجبات غذائية، ووضعها في حافظة الطعام الخاصة به، ما يعطي إحساساً بأنه داخل الفصل.

وحذروا من مغبة التعامل بنوع من التساهل في هذه المرحلة، كونها حاسمة في تكوين الانطباع الأولي، والذي يرسخ في ذهن ووجدان الطالب المقبل على التعلم إلى الأبد، داعين إلى ضرورة بث الروح الإيجابية ورفع المعنويات، معتبرين دور أولياء الأمور محورياً، من خلال قيامهم بخلق أجواء تعليمية مبهجة ومحفزة.

من جانبها، قالت راية المحرزي مرشد أكاديمي ومهني، إن هذا الوقت الاستثنائي يحتاج إلى أن يبتكر أولياء الأمور وسائل تعزز استمرارية الطفل في الرغبة في الانخراط في التعليم، حتى لو كان عن بعد، في بداية مشواره الدراسي.

وأوضحت أن مفاجأة الطفل بأن المدرسة أصبحت في المنزل لفترة معينة، ومن ثم الذهاب إلى المدرسة، يحتاج إلى 4 مرتكزات، أبرزها إدارة حوار كامل مع الطفل حول هذا العام الدراسي الاستثنائي، وعن بسبب تأخر دخوله إلى مقاعد الدراسة، والتي كانت جائحة «كورونا» سبباً فيها.

وقالت المحرزي: إن مرحلة تهيئة الأطفال للعودة للمدارس، وبخاصة الأطفال الذين سيبدؤون عامهم الأول في المدرسة، يجب أن تسبق بداية الدراسة بفترة من الزمن، وعلى أولياء الأمور أن يقوموا بتوفير مكان مخصص للطفل، من مكتب دراسي بمناسبة العام الدراسي، وتوفير حقيبة جديدة ووجبة غذائية، كما هو معمول في المدرسة، حتى يشعر الطفل بشيء مختلف عن المألوف، ويتقبل فكرة الدراسة عن بعد في عامة الأول.

وأوضحت الدكتورة نورية العبدلي المستشارة التربوية، هذا العام يشهد عاماً دراسياً استثنائياً، يحمل في طياته نظاماً تعليمياً مميزاً، يرتكز على التعلم الذكي والذاتي والمباشر، ويمنح الطلبة المزيد من الخيارات التعليمية، وفق إمكاناتهم واحتياجاتهم التعليمية.

ولكن يصعب على طلبة المرحلة الثانوية المنتقلين من مرحلة إلى أخرى، تقبل عدم انخراطهم في الحياة الجامعية، التي كانوا يطمحون بها وينتظرونها بالاختلاط والحضور المباشر، وبسبب جائحة «كوفيد 19»، بات حضورهم للحرم الجامعي عبر منصات التعلم عن بعد، حفاظاً على سلامتهم.

وأوضحت أن الجانب النفسي يلعب دوراً كبيراً لدى الطلبة الذين يرغبون بدخول مرحلة تتمتع بالاستقلالية، وخوض تجربة التعليم الجامعي، أما بالنسبة لأطفال الروضة، يصعب عليهم تقبل فكرة التعلم عن بعد، وخاصة إذا كان الطفل له إخوة أكبر منه، وينخرطون في التعليم المباشر، ولكن يبقى التعليم الذكي سهلاً على الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بشكل مستمر.

وأكد المستشار التربوي الدكتور محمد مصطفى، أن الجولة الافتراضية للمبنى المدرسي، يمكن أن تشجع الطفل على الانخراط في التعلم عن بعد.

مشيراً إلى أن تلك الجولة الافتراضية، تعمل على تسكين شعوره لفترة، وهذا ما يمنحه الدافعية في تقبل التعليم المنزلي. وأوضح أن كل مدرسة لديها موقع إلكتروني، تنشر عليه نشاطاتها، أو صوراً لمبنى المدرسة وصفوفها، يمكن أن يطلعوا الطفل عليها، وأن يتحدثوا معه عنها، ما يزيد نسبة تقبل الطفل لها.

واقترحت التربوية أمل زيد، التحدث مع الأطفال حول «كورونا»، وسبب تحول التعلم إلى تعليم منزلي، من خلال سردها على شكل قصة، علاوة على محادثتهم وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم ومشاعرهم، وتعويدهم على استخدام العادات الصحية، حيث يسهم ذلك في تقبل الطفل للواقع الحالي، بعيداً عن مشاعر الإحباط، كونه كان يتوقع عالماً آخر داخل الحرم التعليمي.

 

 

البيان