حذرت الدكتورة مها غانم، أستاذ الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية في كلية الطب بجامعة الإسكندرية في مصر، مدير مركز السموم السابق، من تناول نوع معين من الأسماك تسمى سمكة القراض، ويطلق عليها البعض سمكة «الأرنب»، مؤكدة أنها تصيب الإنسان بـ14 مرضا.
وقالت «غانم»، في تصريحات نشرتها صحيفة المصري اليوم، إن سمكة الأرنب توجد في المناطقِ الساحلية بالبحرين الأحمر والأبيض وخليج السويس، وهي سمكة خطيرة غير عدائية تنفخ نفسها عند الشعور بالخطر استعداداً للهجوم، كما يطلق على السمكة أيضاً اسم «السمكة النفيخة» لأنها تنتفخ كالبالون في الماء عندما يقترب منها أي جسم غريب وعندما تريد افتراس طريدته.
وأشارت إلى أن مكان تواجد السم في السمكة يكمن في الكبد والأمعاء والجلد والخياشيم ولا توجد في اللحم وتحمل نوعا من السموم يسمى بـ«tetrodotoxin»، فيما لا يوجد هذا النوع من السم في اللحوم، لافتة إلى أن أعراض التسمم تتمثل في أنه يمكن أن يسبب استهلاك الأجزاء السامة على حدوث أعراض تؤثر على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي، ويتم إنتاج السم من أنواع مختلفة من البكتيريا، وتمتصه الأسماك وتتراكم عبر السلسلة الغذائية.
وأوضحت أن سمكة الأرنب تصيب الإنسان بـ14 مرضا، تتمثل في الصداع، والتعرق، والتنميل، وصعوبة الكلام، وعسر البلع، والغثيان، والتقيؤ، وآلام البطن، والشعور بالضيق العام، والضعف، وفي الحالات الأكثر شدة، انخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وشلل العضلات، ويمكن أن تحدث الوفاة في معظم الحالات الحرجة بسبب فشل الجهاز التنفسي وانهيار القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر يصل إلى 17 دقيقة بعد الابتلاع.
وقالت «غانم» إنه للأسف لا يوجد ترياق متاح للاستخدام السريري للمصاب، وتصل نسبة الجرعة السامة للبشر إلى أقل من واحد ميللي جرام؛ وبهذا يعتبر هذا السم من أشد أنواع السموم فتكا، كما أنه لا يتأثر بالطبخ.
ولفتت إلى أن السمكة موجودة بكثرة في خليج السويس ويطلع منها الكثير في شباك الصيادين وسناراتهم وكل رويسة المراكب في البحر الأحمر يعرفون كيف يتعاملون مع هذه السمكة بسلخ الجلد والتخلص من الرأس والأحشاء واستخلاص لحمها فقط، وتختلف اعراض التسمم من شخص إلى آخر على حسب الكمية التي تناولها وتبدأ بالرغبة في النوم العميق الذي قد يصل إلى أكثر من 6 ساعات أو حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين بالإضافة إلى حالات الإسهال والقيء والدوخة وتصل في أحيان كثيرة إلى حد توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة.
البيان