أكد المسؤولون المشاركون في الإحاطة الإعلامية الذي عقدتها حكومة الإمارات حول مستجدات فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” أن توافر اللقاحات يعد أحد أهم إنجازات الدولة في معركتها ضد الجائحة .. مشيرين إلى أن دولة الإمارات حققت منذ إطلاق الحملة الوطنية للقاح “كوفيد-19 أعلى معدل توزيع يومي لجرعات لقاح كوفيد 19 على مستوى العالم.

ونوه المشاركون في الإحاطة الإعلامية إلى أن تخصيص جميع مراكز التطعيم مؤقتا لاستقبال كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة جاء حرصا على صحتهم وناشدوا أهالي كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الحرص على تطعيم ذويهم.

وفي بداية الاحاطة تقدم الدكتور سيف الظاهري المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالتهنئة إلى قيادة الدولة الرشيدة وشعب الامارات والأمة العربية والاسلامية وللإنسانية جمعاء بمناسبة وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ مؤكدا أنه في ظل التحدي الحالي يسطر شعب الإمارات إنجازاته العالمية في مختلف المجالات وقال:” نفتخر جميعا بهذا الإنجاز التاريخي”.

و أشار إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة في إدارة الأزمات من خلال إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في عام 2007 والتي استهدفت رفع جاهزية مجتمع الطوارئ والأزمات والكوارث الذي يتضمن القطاعات الحيوية للدولة كافة لمواجهة مختلف أنواع الطوارئ والأزمات.

و أكد أن الدولة استجابت للظروف المفروضة على دول العالم وأثبتت مدى استعدادها وجاهزيتها من خلال خطوات استباقية بهدف الاحتواء والتقليل من التداعيات والحفاظ على المكتسبات إذ قامت بتفعيل خطة رئيسية إضافة إلى ثماني خطط داعمة للتعامل مع الطارئ الصحي.

وقال إن نجاح الجهود الوطنية التي نراها اليوم كان نتاج التناغم الوطني بين جميع القطاعات على مستوى الدولة موضحا أنه تم إعداد ونشر 110 بروتوكولات وطنية تشمل مجالات عدة وتتناسب في الوقت نفسه مع البروتوكولات والقرارات المحلية وبالتنسيق مع الجهات المعنية كافة.

و أضاف الدكتور سيف الظاهري المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث إن حصيلة النجاحات التي نراها اليوم كان أساسها البنى التحتية الصلبة ومتانة جوهرها و التي أثبتت تفوق الدولة في مجال استمرارية الأعمال وديمومة المبادرات والمشاريع التي رأت النور خلال فترة الجائحة و منها إطلاق مسبار الأمل و وصوله إلى مداره حول كوكب المريخ في موعده أمس و تشغيل أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية حول العالم.

و نوه بالجهود الإنسانية لدولة الإمارات خلال جائحة “كوفيد – 19” على مستوى الداخل و أكد أنها كانت سباقة أيضا في تقديم العون للدول المتضررة في مختلف أنحاء العالم .. فبادرت بإرسال طائرات مساعدات طبية للعديد من دول العالم في إطار التزامها بتقديم يد العون للجميع وجاءت في مقدمة دول العالم الداعمة للتوزيع العادل للقاحات كورونا على جميع شعوب العالم، والعمل على جعلها منفعة عالمية مشتركة.

و أشار إلى أن دولة الإمارات تواصل منهاجيتها الخاصة بالاستباق والاستشراف بمجال الفحوصات الهادفة إلى التقصي والحد من انتشار الوباء عبر إجراء فحوصات مكثفة لمختلف فئات المجتمع إذ تجاوز إجمالي عدد الفحوصات أكثر من 27 مليون فحص وهو إنجاز يحسب لدولة الإمارات نظرا لتبنيها نموذجا رائدا في مواجهة هذه الجائحة، وتخفيف آثارها على أفراد المجتمع.

وذكر أن التوسع في نطاق الفحوصات اليومية و التي تجاوزت 150 ألف فحص كل 24 ساعة والاستجابة الواسعة للحملة الوطنية للتطعيم في مختلف إمارات الدولة حتى تجاوز عدد الجرعات التي تم تقديمها 4 ملايين جرعة للوصول إلى مستوى المناعة المكتسبة جميعها تمثل إنجازات كبيرة لدولة الإمارات التي أثبتت بالفعل أنها صاحبة تجربة تحتذى في الاستعداد والجاهزية المسبقة للتعامل مع هذه النوعية من الأزمات.

و أكد الدكتور سيف الظاهري المتحدث الرسمي عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أن توافر اللقاحات أحد أهم إنجازات الدولة في معركتها ضد الجائحة وهي متوفرة للجميع مجانا في مختلف المراكز التي تعمل بأقصى طاقتها الأمر الذي يفرض على الجميع التكاتف والتعاون والمبادرة إلى أخذ اللقاح لتحقيق الهدف المنشود وهو إعطاء اللقاح لأكثر من نصف سكان الدولة في الربع الأول من العام الحالي.

و لفت إلى أن نهج الشفافية الذي تتبعه الأجهزة المعنية بإدارة الأزمة أسهم بلا شك في تعزيز ثقة المجتمع في الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتخذها الحكومة في هذا الشأن فمنذ بداية هذه الجائحة وهناك حرص دائم على الشفافية والصراحة وعدم إخفاء المعلومات عن المجتمع من منطلق أنه شريك في تحمل المسئولية وعليه دور رئيسي في مواجهتها.

و أكد أهمية الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية والوقائية وذلك لضمان سلامة وصحة مجتمعنا والحفاظ على المكتسبات إذ تقوم جميع الأجهزة المعنية على مستوى الدولة برصد وتتبع المخالفات للإجراءات المعلن عنها مسبقا مشيرا إلى أنه منذ بداية العام تم رصد أكثر من 30 ألف مخالفة على مستوى الدولة كان أبرزها عدم الالتزام بارتداء الكمامة وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في المنشآت التجارية إضافة إلى عدم الالتزام بالتباعد الجسدي في الأماكن العامة وعدم التقيد بعدد الأشخاص في السيارة وأخيرا رصد التجمعات العشوائية.

من جانبها قالت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة إن دولة الإمارات تمتلك منظومة صحية متطورة مكنتها من مواجهة جائحة وباء كورونا .. فقد نجحت في تأسيس وتأهيل المستشفيات ودور الرعاية الصحية وتزويدها بجميع الإمكانيات التي تساعدها على التعامل مع أية حالات إصابة محتملة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لأكبر عدد من السكان.

و أكدت أنه مع الإعلان عن ظهور سلالات جديدة لفيروس كورونا حول العالم تم تطوير نظام الرصد وآلية الفحوصات في الدولة لضمان رصد هذه الحالات وأهابت بأفراد المجتمع اتباع الإجراءات الاحترازية الوقائية حرصا على سلامتهم.

و ذكرت أنه مع هذا الارتفاع في عدد حالات الإصابة يتعين على أفراد المجتمع توخي المزيد من الحرص وارتداء الكمامة وتجنب الأماكن المزدحمة والتقيد بالإرشادات الخاصة بإقامة المناسبات الاجتماعية والتجمعات العائلية.

و أضافت الدكتورة فريدة الحوسني أنه تماشيا مع خطة وزارة الصحة ووقاية المجتمع توفير لقاح كوفيد-19 والوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم أعلنت الوزارة تخصيص جميع مراكز التطعيم مؤقتا لاستقبال كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة حرصا على صحتهم مع ازدياد أعداد الإصابات والوفيات في الأسابيع الماضية خاصة فئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وهذه الفئة ضعيفة وواجبنا حمايتهم وتجنب نقل العدوى لهم وهذا واجب قانوني وإنساني حيث إن العدوى تنتقل لهم من الأشخاص الأصغر سنا و الذين يتهاونون في الإجراءات الاحترازية.. وناشدت أهالي كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الحرص على تطعيم ذويهم للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

و أكدت أن الإجراءات الطبية التي ترقى إلى أعلى المعايير العالمية أسهمت في الحد من انتشار الوباء وزيادة معدلات الشفاء في الإمارات بدرجة عالية فضلا عن تقليل نسب الوفيات بصورة واضحة حيث تصنف الإمارات ضمن أقل دول العالم في عدد الوفيات الناجمة عن كورونا، وهذا بالتأكيد نتاج جاهزية القطاع الصحي وكفاءة الكوادر الطبية العاملة فيه.

و أشارت إلى أن دولة الإمارات حققت منذ إطلاق الحملة الوطنية للقاح “كوفيد-19، أعلى معدل توزيع يومي لجرعات لقاح كوفيد 19 على مستوى العالم بلغ 1.43 جرعة لكل 100 شخص وذلك خلال الأيام السبعة الأخيرة ومازالت الدولة في المرتبة الثانية على مستوى العالم على صعيد معدل توزيع اللقاح لكل 100 شخص على مستوى العالم والذي بلغ 47.37 جرعة.

من جهته أكد حميد المهيري مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الاقتصاد أن اقتصاد دولة الإمارات أثبت قدرته على تجاوز الأزمات على مر العقود الماضية بفضل تنوعه وتنافسيته وتطور البنية التحتية المادية والرقمية للدولة وكذلك الريادة التي يتمتع بها القطاع الخاص الإماراتي وقدرته على التكيف وتطوير آليات العمل لتجاوز التحديات الاقتصادية في فترات زمنية قياسية.

وقال إنه منذ بداية الجائحة وبفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة كانت دولة الإمارات من أسرع دول المنطقة في تبني استجابة منهجية متكاملة لحماية ودعم اقتصاد الدولة.

و نوه إلى أن مجموعة الحزم والخطط والإجراءات التي اتخذتها الدولة استهدفت تخفيف آثار الأزمة خاصة في القطاع الخاص وضمان استمرارية الأعمال ومواصلة الإنتاج، وتسريع الانتقال نحو نموذج أكثر مرونة وتطورا واستدامة في العمل الاقتصادي.

و أشار إلى أنه تم تأطير برامج ومبادرات التعافي ضمن “الخطة الاقتصادية للتعافي والنهوض” المكونة من ثلاث مراحل تستمر حتى نهاية العام الجاري وتستهدف خلق بيئة اقتصادية مستدامة وتوفير فرص جديدة وبناء نموذج اقتصادي متطور ومرن، وتم الانتهاء من 53 في المائة من مبادرات المرحلة الأولى.

و أكد حميد المهيري مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الاقتصاد أن دولة الإمارات قطعت شوطا كبيرا حتى اليوم في مسيرة التعافي، وبلغت قيمة إجمالي حزم ومبادرات الدعم الاقتصادي المقدمة من الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية منذ بداية الجائحة حتى اليوم حوالي 395 مليار درهم إماراتي وهناك ثقة لدى القطاع الخاص وأصحاب الأعمال بالدولة ولدى الشركاء الخارجيين والمجتمع الاقتصادي العالمي بكفاءة السياسات الحكومية وقدرتها على الاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد-19.

و كشف أنه على الرغم من الآثار السلبية للجائحة على معظم اقتصادات العالم يتوقع أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات نموا بنسبة 3.6 في المائة مع نهاية العام الجاري 2021، وذلك حسب التقديرات الأولية لمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.

وأكد أن دولة الإمارات تبوأت في شهر أكتوبر 2020 المركز الأول عربيا في مؤشر التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19، الذي أصدرت نتائجه مجموعة هورايزون البحثية، والمكونة من هيئة خبراء من الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي.

وقال حميد المهيري مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الاقتصاد :” حققت صادرات الدولة في عام 2020 نموا بنسبة 11.3 في المائة مقارنة بعام 2019 وزاد عدد الشركات الجديدة المسجلة في الدولة خلال عام 2020 بنسبة 4 في المائة مقارنة بالعام 2019 فيا جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا في مؤشر سرعة استجابة الحكومة للإغلاق الناجم عن انتشار جائحة كوفيد-19 عالميا وأثره على قطاع ريادة الأعمال، وذلك وفق تقرير المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2020 الصادر مؤخرا.

و أضاف: ” إنه كان للإجراءات الصحية والوقائية التي اتخذتها الإمارات للحد من انتشار الوباء، والحملة الوطنية للتطعيم المجاني لجميع سكانها من مواطنين ومقيمين، أثرها الإيجابي في تعزيز مكانتها بوصفها وجهة سياحية آمنة وجاذبة للملايين حول العالم، خاصة في ظل تفضيل السياح للوجهات الأكثر توفيرا للقاح “كورونا” لسكانها، وهو ما يجعل الإمارات المكان الأمثل للسياحة الآمنة التي يقصدها الزوار من مختلف جنسيات العالم.

بدورها أكدت منى خليل، مديرة إدارة الاتصال الحكومي بوزارة تنمية المجتمع أن تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية يمثل أهم محاور الإدارة الحكومية الفاعلة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد مشيرة إلى أن دولة الإمارات قدمت نموذجا رائدا لهذا التكامل الذي كان له دوره الحيوي في الحد من تأثيراتها السلبية، على نحو حظي بإشادة واسعة من قبل العديد من الدول والحكومات والمنظمات المعنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقالت إنه في بداية جائحة كوفيد- 19، تم إطلاق الحملة الوطنية “الإمارات تتطوع ” التي تعد أكبر حملة من نوعها على مستوى الدولة، والتي تطرح لأول مرة نوعين من التطوع “الميداني” وهو التقليدي، و”الافتراضي” أي عن بعد، والذي يعد سابقة تتفرد بها دولة الإمارات في التطوع من أجل سلامة وسعادة المجتمع.

وأضافت: ” كما دربت وزارة الصحة ووقاية المجتمع المتطوعين لدعم المنظومة الطبية في دولة الإمارات وأطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب عدة مبادرات وطنية لرفع جاهزية الشباب الإماراتي في التعامل مع الأوبئة..

كما أطلقت المؤسسة بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع الدليل الإرشادي للاعتناء بكبار المواطنين أثناء انتشار الأوبئة”.

وأكدت منى خليل، مديرة إدارة الاتصال الحكومي بوزارة تنمية المجتمع أن الإمارات لم تنجح فقط في الحد من انتشار هذا الوباء بل عملت على تخفيف آثاره على المجتمع وذلك اتباعا لنهج قيادتنا الرشيدة في ظل هذه الجائحة وايمانا منا بأن سلامة وصحة المجتمع في مقدمة أولوياتنا.

و ذكرت أن هناك العديد من المبادرات المجتمعية لتعزيز هذه الرؤية السامية من بينها الدعم اللازم لعلاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس “كوفيد-19” عن طريق الخلايا الجذعية وقامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية أسر المتوفين كافة بسبب “كوفيد-19” من جميع الجنسيات في الدولة كما أطلقت حملة الـ 10 ملايين وجبة لدعم الأفراد والأسر المحتاجة الأكثر تضررا في الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفشي الفيروس كما قامت الدولة بمراجعة جميع فئات المجتمع لضمان تلبية المتطلبات الخاصة بكل فئة.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات أطلقت أيضا “البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم” من المواطنين والمقيمين استكمالا لجهودها الهادفة إلى تعزيز السلامة والصحة العامة في المجتمع موضحة أن البرنامج يستهدف الفئات المجتمعية من أصحاب الهمم غير القادرين على الوصول بسهولة إلى مراكز الفحص.

وذكرت منى خليل، مديرة إدارة الاتصال الحكومي بوزارة تنمية المجتمع أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل إجراءات المسح الوقائي والوصول إلى فئات المجتمع كافة بما فيهم أصحاب الهمم وهم محور هذا البرنامج الأول من نوعه في العالم.

ونوهت إلى أنه إضافة إلى ذلك تم تطوير العديد من البرامج المتخصصة من قبل الجهات المعنية بهدف توفير الدعم النفسي لمختلف فئات المجتمع إيمانا بأهمية الصحة النفسية.

وأكدت أن دولة الإمارات أظهرت جاهزية نوعية في التصدي لهذه الأزمة من خلال إدارة أكبر منظومة تطوعية تشاركية دعمت الجهود الميدانية لأبطال خط دفاعنا الأول وعززت ثقافة التطوع الافتراضي لمساعدة جميع فئات المجتمع ما ساهم في تحقيق جملة من الأهداف التنموية والمجتمعية وحتى اليوم لا يزال التطوع يؤدي مهام وطنية وتنموية تعود بالنفع على الجميع.

وام