شدد أطباء مختصون على ضرورة اتباع مرضى السكري إجراءات محددة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، أو للحدّ من مخاطره في حال الإصابة به، مؤكدين أن أكثر من 40% من وفيات «كورونا» في الدولة كانوا مرضى بهذا الداء.
ويتمثل أهمّ الإجراءات في المراقبة المستمرة لمستوى السكر في الدم، وضبطه بالأدوية، والعمل عن بعد للفئات الأكثر عرضة لمخاطر المرض، والالتزام بنمط حياة صحي يعزز عمل الجهاز المناعي.
وتفصيلاً، أكد استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري، الدكتور عبدالرزاق مدني، «عدم وجود دليل علمي قاطع على أن مرضى السكري أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بـ(كوفيد-19)، لكن المشكلة تكمن في المضاعفات التي قد توجد عند هذه الفئة من المرضى في حال الإصابة بالفيروس، فقد ترتفع نسبة السكر في الدم، أو تنخفض، وقد يتعرض المصاب للجفاف بسبب القيء والإسهال المصاحب للمرض، إضافة إلى المضاعفات المتعلقة بالفيروس ذاته».
وتابع: «تتزايد وتيرة المضاعفات الخطرة، مثل الجلطات القلبية، والفشل التنفسي، بما يفسر ارتفاع نسبة الوفيات لدى مرضى السكري المصابين بالفيروس، علماً بأن الإحصاءات الرسمية تفيد بأن أكثر من 40% من وفيات (كورونا) في الدولة من المصابين بداء السكري»، لافتاً إلى ضرورة اهتمام مرضى السكر بالغذاء المتوازن، والنظافة الشخصية، وممارسة الرياضة في المنزل، ومراقبة مستوى السكر في الدم باستمرار، وتناول أدوية الضغط والقلب، إن وجدت، والتوقف عن التدخين.
كما طالب مريض السكري بالبقاء في المنزل، وعدم الخروج إلا للضرورة، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والالتزام بارتداء القفازات والكمامة الطبية، وعدم الاختلاط أو لمس أيّ شيء، وغسل اليدين بشكل جيد، وتجنب لمس الوجه.
وذكر أنه في حال أصيب شخص بـ«كورونا» فعليه أولاً فحص نسبة السكر، بما لا يقل عن خمس مرات يومياً، للتأكد من أنه في المستوى الطبيعي، وفي حال انخفض السكر إلى مستوى أقل من 70 مليغراماً، فعليه الإسراع بتناول بعض المشروبات المحلاة، أو كمية بسيطة من العسل، لرفع نسبة السكر، أما إذا كان مستوى السكر أكثر من 300 مليغرام، فعليه التأكد من عدم إصابته بالفيروس، وشرب كمية كبيرة من السوائل.
وأكد ضرورة التنسيق مع جهة العمل، ليكون عمل مريض السكري عن بعد، لتحاشي الاختلاط، وإخطار الطبيب المعالج بأيّ تغيرات تطرأ على صحته، أو ظهور صعوبة في التنفس أو آلام في البطن، أو ارتفاع نسبة السكر عن المعدلات المحددة، وعدم التمكن من إنزاله.
وشددت استشاري الغدد الصماء والسكري، الدكتورة نوال المطوع، على ضرورة المتابعة المنزلية المستمرة لمستوى السكر في الدم، وتسجيل القراءات ومراقبتها بشكل دقيق، والالتزام بتناول الطعام الصحي، والحصول على رعاية صحية منزلية بشكل خاص، لتقوية الجهاز المناعي في مواجهة المرض.
وقالت إن «من المرجح أن يعاني المرضى المصابون بالسكري من النوع الثاني مضاعفات خطرة، في حال حدوث إصابة بفيروس كورونا، ودخول عدد كبير منهم وحدات العناية المركزة، وطول مدة الإقامة، إضافة إلى احتمالية حدوث الوفاة»، مشيرة إلى وجود معطيات محدودة تقيّم مخاطر المرض الشديد، والوفاة، لدى مرضى السكري من النوع الأول.
وتابعت أن عدوى «كوفيد-19» تؤدي إلى ظهور أعراض شديدة لمرضى السكري، منها الحامض الكيتوني السكري، وحالة فرط سكر الدم، ومقاومة الأنسولين الشديدة.
ودعت المرضى إلى تجنب الارتفاع الشديد للسكر، وتجنب نقصه.
وأكدت أن الأنسولين هو العلاج المفضّل لارتفاع السكر في الدم لدى المرضى الذين يعانون «كوفيد-19» في الحالات المعتدلة والشديدة، موضحة أن حاجة مرضى السكري من النوع الثاني للعلاج بالأنسولين قد تكون مؤقتة، فيما يحتاج مرضى السكري من النوع الأول له في جميع الأوقات، سواء أكانوا يأكلون أم لا، للوقاية من الحامض الكيتوني.
وأكد استشاري أمراض السكري والغدد الصماء، الدكتور محمد حسنين، أن على مرضى السكري الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وذكر أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تعد من العوامل المحفزة لحدوث التهابات تنفسية ورئوية، الأمر الذي قد يدفع المريض إلى تناول أدوية الكورتيزون، التي تسبب بدورها مشكلات لمريض السكري، مشدداً على ضرورة ضبط معدلات السكر في الدم باستمرار، ومراقبتها، منعاً لدخول المريض مرحلة الخطورة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالصحة العامة لمريض السكري، من خلال اتباع نمط حياة صحي، ونظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والأملاح، والابتعاد عن العادات التي تؤثر سلباً في الجهاز المناعي.
البيان