أعلنت “دبي القابضة” عن شراكتها مع ائتلاف يضم “دوبال القابضة” و”إيتوشو” و”هيتاشي زوسن إنوفا” ومجموعة “بيسيكس” ومجموعة “تِك جروب” لإنشاء إحدى أكبر محطات العالم لتحويل النّفايات إلى طاقة. وتبلغ تكلفة المشروع نحو 4 مليارات درهم، وسيتولى ائتلاف الشركات بناءه وتشغيله مع بلدية دبي بموجب حق امتياز لمدة 35 عاماً. وتمثِّل هذه الشراكة التاريخية بين القطاعين العام والخاص أحد أضخم وأبرز الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجدّدة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وسيمتلك المشروع المُسمّى بمركز دبي لمعالجة النفايات في منطقة الورسان القُدرة على معالجة 5,666 طناً من النفايات البلدية الصلبة التي تُنتِجها الإمارة يومياً، وسيُحوَّل نحو 1,900,000 طنٍّ من النّفايات سنوياً إلى طاقة متجددة ستُغذي شبكة الكهرباء المحلية بنحو 200 ميغاواط من الطّاقة النظيفة. ومن المُتوقَّع أن تعالج هذه المنشأة ما يصل إلى 45% من حجم النفايات البلدية الحالي في دبي، مما يقلل إلى حد كبير من كمية النّفايات البلدية التي تذهب إلى المكبّات. وجاري العمل حالياً على استكمال أعمال البناء في هذا المشروع الرائد.

ودعماً لأهداف الأمم المتحدة للتّنمية المستدامة، ستساهم المحطة أيضاً في تحقيق الخطط التي حدّدتها بلدية دبي بتقليل كمية النفايات الصلبة التي تُنقَل إلى المكبّات وتطوير مصادر بديلة لتوليد الطاقة بجانب المساهمة في خلق منظومة مستدامة وصديقة للبيئة في مجال إدارة النفايات على مستوى الإمارة، ودعم تحقيق الأهداف المُدرجة في استراتيجية دبي للطّاقة النظيفة 2050.

وقد أعطى صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، إشارة البدء بتنفيذ المشروع الذي سيتم تطويره وفقاً للمعايير البيئية الدولية وبطاقة استيعابية تبلغ حوالي ألف شاحنة محمّلة يومياً، علماً بأن أعمال الأساسات وتجهيز الموقع تسير بخطىً سريعة ووفق الجدول الزمني المحدد.

وسيتم تمويل المشروع بدعم من تسهيلات قروض بقيمة إجمالية تبلغ 900 مليون دولار أمريكي تم إبرامها مع “بنك اليابان للتعاون الدولي – جي بك” ومؤسسات مالية أخرى تشمل “بنك سوسيته جنرال ” و”بنك كيه إف دبليو آيبيكس” و”بنك ستاندرد تشارترد” و”مؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية” و”بنك ميزوهو ليميتد” و”بنك سيمنز” و”بنك كريدي أجريكول”. كما ستوفر “شركة نيبون لتأمين الصادرات والاستثمار” تغطية تأمينية لجزء من القرض المقدَّم من المؤسّسات المالية المذكورة.

وفي هذه المناسبة، قال خالد المالك، العضو المنتدب لدى دبي القابضة: “بتوجيهات قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الطموحة والفذّة بتبني الابتكار والتميز نهجاً وأسلوبَ حياة وفِكر وعَمل، أصبح اسم دبي على مر السنوات مقترناً بالإنجازات المبهرة والمؤشرات العالمية البارزة وتحطيم الأرقام القياسية. واليوم، يُشرفنا أن نحقق إنجازاً جديداً للإمارة ونحرز خطوة مهمة على طريق بناء مستقبل مشرق وأكثر استدامة للأجيال القادمة. ويأتي هذا الاستثمار الضخم من مجموعة من الشركات التي شكلت ائتلافاً معاً إلى جانب اتفاقيتنا مع بلدية دبي دليلاً إضافياً على الثقة الدولية في قوة ومرونة سوق الإمارات، وتميُّز دبي ومكانتها الريادية وقدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر رغم كل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة”.

وأضاف المالك: “من خلال شراكتنا مع هذا الائتلاف القوي المكون من مستثمرين استراتيجيين وماليين، نمضي قُدماً في تنفيذ التزامنا بدعم استراتيجية النّمو والتنويع الاقتصادي في الإمارة بشكل مستمر. وانطلاقاً من موقعنا كشركة وطنية تتحلى بحس عالٍ من المسؤولية، نلتزم في دبي القابضة بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتّنمية المستدامة ونحرص دوماً على أن كل ما نعمل هو لغدٍ أفضل”.

من جانبه، قال داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: “بفضل دعم وتوجيهات ومتابعة صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، فإن أعمال إنشاء مركز دبي لمعالجة النفايات تمضي على قدم وساق ووفق الجدول الزّمني المحدد. وإنّ أهم المحاور الاستراتيجية في هذا المشروع تتمثل في تعزيز المحافظة على البيئة، وخفض الانبعاثات الكربونية، والحد من إرسال النفايات إلى المكبّات، وإعادة استثمار الأراضي، وإنجاز استراتيجية دبي للتحوّل نحو الطاقة النظيفة”.

وأضاف: “تعمل بلدية دبي على إنشاء بيئة جذّابة للاستثمار في الكثير من مشاريعنا لإعطاء دافع قوي للاقتصاد المتنوع التي تتميز به دبي”.

ويتولى تنفيذ المشروع كل من مجموعة “بيسكس الشرق الأوسط” و”هيتاشي زوسن إنوفا”. وخلال ذروة العمليات سيعمل في المشروع فريقٌ مؤلف من 2,500 عامل ونحو 16 رافعة بُرجية بما فيها مجموعة من أكبر الرافعات البُرجية في العالم لتركيب المعدّات داخل المنشأة.

من جانبه، قال أحمد حمد بن فهد، المدير التنفيذي بالإنابة لشركة دوبال القابضة: “يشكل الاستثمار في المشاريع الخضراء والمستدامة أحد المجالات التي تحظى باهتمامنا الكبير ويسعدنا العمل مع مجموعة واسعة من الخبراء لتنفيذ وإنجاز أحد أكبر المشاريع في العالم لتحويل النفايات إلى طاقة ضمن موقع واحد. ومن خلال هذا المشروع، تؤكّد دبي مكانتها الرائدة كنموذج يحتذى به في إنجاز المشاريع المتفردة، وأنا على ثقة من أنها ستقدم مصدر إلهام للمنطقة بأكملها لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تعود بالفائدة على الأجيال القادمة”.

وقال شينيتشي أبورايا، الرئيس التنفيذي لعمليات المشروع، من قسم الشؤون البحرية والفضاء في شركة “إيتوشو: “نفخر بالمشاركة في هذا المشروع الحيوي. وكوننا نركّز على جوانب البيئة والمجتمع والحوكمة ونسعى لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبالاستفادة من محفظة مشاريعنا المشابهة للمحطة، تتطلّع ’إيتوشو‘ إلى اغتنام هذه الفرصة وتعزيز مساهمتها في تحقيق هذه الأهداف عبر الحد من التأثيرات الضارة على البيئة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجدّدة”.

وصرّح برونو فريدريك بودوان، الرئيس التنفيذي لشركة “هيتاشي زوسن إنوفا قائلاً: “تُعتبر تكنولوجيا توليد الطاقة من النفايات أكثر وسيلة آمنة وفعّالة لمعالجة النفايات البلدية الصلبة بشكل مستدام. ويسرّنا أن تختار بلدية دبي التكنولوجيا التي تتيحها شركتنا، وأن نحظى بشرف المساهمة فعليّاً في استراتيجية الاستدامة التي تعتمدها الإمارة طوال فترة الامتياز. وعدا عن كون هذه المحطة لتحويل النفايات إلى طاقة أمراً جديداً في إمارة دبي، فإننا نرى في المشروع فرصةً لدخول ’هيتاشي زوسن إنوفا‘ إلى سوقٍ جديدة وإضافة تجارب جديدة لفرق عملها إذ نتطلّع للمشاركة في المزيد من المشاريع في الشرق الأوسط وتوظيف خبراتنا العريقة في المنطقة”.

وقال بيير سيرونفال، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “بيسكس”: “تشارك ’بيسكس الشرق الأوسط‘ في المشروع عبر ثلاث طرق تتمثل في الاستثمار في المحطة، وإنشائها، وتشغيلها لمدة 35 عاماً. وقد بدأنا للتو بأعمال إنشاء مرافق هذا المشروع الرائد عالمياً، ونتطلّع لتسليمها ثم إدارتها بالتعاون مع شركة ’هيتاشي زوسن إنوفا‘. وتؤكد دبي من خلال إنشاء محطة تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة في منطقة الورسان، دورها الريادي في مجالي الاستدامة وحماية البيئة. ونشكر جميع الشركاء المساهمين بتطوير المشروع لثقتهم، ومثابرتهم، وتعاونهم الكبير”.

وقال شيراز حسن، الرئيس التنفيذي لمجموعة “تِك جروب”: “متحمسون لدورنا في هذا المشروع الرائد لتحويل النّفايات الصلبة إلى طاقة نظيفة لا سيّما وأنه أحد أكبر المشاريع من نوعه في العالم. كما يشكل المشروع شهادة قوية على التزام دبي ببناء مستقبل أقل تلوّثاً وأكثر استدامة. وبالاستناد إلى مزيج الخبرات والمعارف والقيمة المتميزة التي سيقدمها جميع شركائنا، نتطلع بتفاؤل وثقة إلى إنجاز المشروع بنجاح وتحقيقه الأهداف المنشودة منه”.

البيان