أوضح الدكتور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، ومدير الأورام والسرطان في معهد برجيل ومدير مركز برجيل لأبحاث السرطان في أبوظبي، أن سرطان القولون والمستقيم مرض يصيب كبار السن فوق 60 عاماً، ولكن في دولة الإمارات هناك 20% يصابون به تحت سن 40 عاماً ‏حسب دراسة قام بها في أكتوبر الماضي، الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من البحث.

وقال الشامسي لـ«البيان»: «يُعرَّف سرطان القولون والمستقيم الذي يبدأ مبكرًا (EOCRC) على أنه سرطان، يتم تشخيصه في عمر أقل من 50 عامًا، ولا يوجد إجماع بين الدراسات إذا كان سرطان القولون والمستقيم الذي يبدأ مبكرًا متشابهاً أو إذا كانت له سمات جزيئية وسريرية ووبائية مميزة مقارنة ببداية سرطان القولون والمستقيم عند المصابين فوق سن 50 عاما.

وتابع: الذي أريد التنويه إليه أن سرطان القولون يتميز عادة بمرحلة متقدمة عند التشخيص، وفي كثير من الأحيان يكون من النوع الشرس، إلا أن سوء التشخيص يكون بسبب عدم توقع الممارسين الصحيين بأن المريض يعاني من سرطان في هذه السن المبكرة.

وأضاف: «أريد أن ألفت إلى أنه في الإمارات وطبقاً لتحليل البيانات المتوفرة من سجل الأمراض الوطني هناك أدلة على أن أكثر من 41 % من مرضى سرطان القولون في الدولة هم أشخاص تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وأكثر من 22 % من حالات سرطان القولون هم مرضى تقل أعمارهم عن 40 عامًا، لذا فإن بدء الفحص مبكرًا لاسيما في سن 45 عاماً هي توصية «مؤهلة» من جمعية السرطان الأمريكية، ومع ذلك لا توجد توصيات دولية للبدء قبل سن 45 عامًا، أما في الإمارات فإن التوصيات هي بأن يبدأ الفحص في سن الأربعين، ويرجع ذلك إلى البيانات السابقة التي تظهر أن أكثر من 41 % من مرضى سرطان القولون في الدولة هم أشخاص تقل أعمارهم عن 50 عامًا، ولا توجد حاليًا بيانات منشورة تتعلق بنتائج الفحص المبكر للشباب في الإمارات.

ولفت الشامسي إلى أن سرطان القولون يختلف عن سرطان المستقيم من ناحية تشخيص الأعراض وطريقة العلاج، حيث تتمثل أعراض سرطان المستقيم في العادة بالألم والنزيف الشرجي، أما سرطان القولون قد يستمر في النمو لسنوات طويلة وينتشر في الكبد قبل ظهور أي أعراض، في حين تتمثل أعراض كلا المرضين بالإسهال، والإمساك أو أي تغيير في عمل الأمعاء، ونزف من المستقيم، وفقر الدم دون سبب، انسداد الأمعاء الغليظة، وآلام البطن، وانخفاض الوزن دون سبب واضح.

ونوه إلى أن أسباب ‏سرطان القولون والمستقيم قد تكون وراثية بنسبة 5 % من الحالات، كما أن هناك عوامل كثيرة أخرى تسبب هذا النوع من الأورام يتمثل في زيادة الوزن، والتدخين، وقلة الرياضة والحركة، والتقدم في العمر، وأيضاً التغذية التي تتضمن الكثير من اللحوم وخاصة اللحوم المعلبة.

وأشار إلى أن الإنسان يستطيع وقاية نفسه من مرض ‏سرطان القولون والمستقيم بالمحافظة على الوزن المثالي وممارسة الرياضة، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والأسماك والتقليل من اللحوم الحمراء، والالتزام بالفحص المبكر لسرطان القولون، وذلك عن طريق المنظار كل 10 أعوام للبالغين من العمر 40 عاماً أو أكثر، أو عن طريق عمل فحص البراز، لذا ينبغي ضرورة الحديث مع الطبيب المختص إذا كان هناك تاريخ عائلي حول المرض لتحديد العمر الذي يجب أن يبدأ به الفحص المبكر لسرطان القولون.

البيان