أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل ، أهمية الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص في دعم الجهود العالمية لسد الفجوة وتحقيق التوازن بين الجنسين وضمان تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل في مختلف المجالات، وأن حكومة دولة الإمارات حريصة على تعزيز شراكاتها مع القطاع الخاص ورواد الأعمال حول العالم لدعم جهود تمكين المرأة، مشيرة إلى الدور المحوري الذي تلعبه شركات عالمية مثل “مايكروسوفت” لتمكين المرأة والنهوض بالمجتمعات حول العالم.
وقالت عهود الرومي في كلمة رئيسية ضمن مؤتمر المرأة في القيادة الذي نظمته شركة “مايكروسوفت” العالمية “عن بعد”، بعنوان “قمة يوم المرأة العالمي” احتفاءً بهذه المناسبة، إن عام 2021 يمثل مناسبة خاصة لدولة الإمارات التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها، كما أنه يحمل أهمية كبيرة في ظل الجهود الدولية لتحقيق التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19”.
وأضافت أن الجائحة عمقت الفجوة بين الجنسين وزادت حدتها رغم الدور الكبير الذي لعبته المرأة في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة، داعية إلى إعادة النظر في جهود تمكين المرأة عالميا، وبناء السياسات والاستراتيجيات الكفيلة بالحد من الفجوة بين الجنسين، من خلال دعم المهارات والقدرات وتعزيز المشاركة في الفرص التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة.
وأكدت أهمية تعزيز مهارات المستقبل وبناء قدرات المرأة ضمن آلية مستدامة تركز على تنمية المهارات الرقمية والتعلم المستمر للمهارات في مختلف المجالات، وأعربت عن فخرها بالخريجات الإماراتيات اللواتي يخضن تجربة التدريب في “مايكروسوفت”، ودعتهن إلى مزيد من العمل والجهد لاكتساب المهارات والخبرات الكفيلة بتعزيز مشاركتهن في بناء المستقبل.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تمكنت بفضل توجيهات ورؤى القيادة وإيمانها بمحورية دور المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع، من تحقيق الصدارة إقليمياً في مؤشرات التوازن والمساواة بين الجنسين، التي تضمنها تقرير الفجوة بين الجنسين 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكدة أن هذا الإنجاز تحقق بفضل جملة من المبادرات التي قادتها الحكومة والقطاع الخاص، لتمكين المرأة في مختلف المجالات.
وأكدت أهمية تعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال، مشيرة إلى أنه رغم التطور الكبير الذي شهده العالم خلال الخمسين عاماً الماضية، إلا أن الفجوة في التوازن بين الجنسين لا تزال قائمة، خصوصاً في فرص العمل ومستويات الدخل.
وقالت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل إن انعدام المساواة بين الجنسين يؤثر على الاقتصادات العالمية في عدة مجالات بينها تطوير المهارات وتوفر فرص العمل والتنافسية والجاهزية للمستقبل، وإن أحد أهم العوامل لتحقيق التوازن يتمثل في تكافؤ المهارات، مشيرة إلى أن أكثر قطاع شهد تزايد الفجوة بين الجنسين العام الماضي، تمثل بالمشاركة الاقتصادية وتوفر الفرص الذي انخفض 58 في المائة نتيجة لعوامل منها أتمتة الوظائف، وضعف حضور المرأة في الوظائف ذات الرواتب المرتفعة.
وسلطت الفعالية التي نظمتها “مايكروسوفت” بعنوان “قمة يوم المرأة العالمي”، الضوء على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنوع والشمول، وجاءت في إطار فعاليات يوم المرأة العالمي 2021، واحتفت بمساهمات النساء خلال العام الماضي، لا سيما في جهود الانتعاش والتعافي الاقتصادي.
شارك في الفعالية كل من سيلين بريمود نائبة رئيس المبيعات والتسويق والعمليات بشركة مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا، وسيد حشيش مدير عام مايكروسوفت الإمارات، وماريا كونسيكاو المديرة التنفيذية لمؤسسة ماريا كريستينا.
وقال سيد حشيش: إن تعزيز التنوع في مكان العمل عامل بالغ الأهمية في إثراء الأفكار، وتحقيق النجاح في المناخ التنافسي العالمي الذي تتحول فيه الاقتصادات إلى الرقمية بشكل متزايد، والأكيد أن الجميع سيستفيد من الازدهار الذي ينتج عن المساواة بين الجنسين، لذلك يجب دعم تمكين المرأة، والتأكد من أن النساء من جميع الأعمار وفي كل مكان يتخذن قراراتهن بأنفسهن.
وأضاف : “نحث النساء من جميع الأعمار، وفي كل مكان، على تشكيل مستقبلهن بأيديهن بما يتناسب مع تطلعاتهن ومواهبهن، وستواصل مايكروسوفت بالتأكيد التزامها بتمكين كل شخص ومؤسسة في الإمارات وخارجها لتحقيق المزيد من النجاحات”.
وأشار تحليل حديث طرحته شركة ماكينزي إلى أن وظائف النساء كانت أكثر عرضة للتخفيض خلال جائحة كوفيد-19، بمقدار 1,8 مرة مقارنة بوظائف الرجال، وأن النساء يشكلن 39في المائة من سوق العمل في العالم، كما يمثلن 54 في المائة من إجمالي الوظائف المفقودة اعتباراً من مايو 2020.
وأوضح أنه إلى جانب تخفيف الأثر الاقتصادي لخروج النساء من سوق العمل، سيحقق قادة الأعمال فائدة كبيرة من تعزيز المساواة بين الجنسين، التي تمثل ركيزة أساسية للنجاح المالي، مشيرا إلى احتمال أن تحقق الشركات الأكثر تنوعاً في فرق الإدارة التنفيذية أرباحاً أكبر من المتوسط أعلى بنسبة 25% من الشركات الأقل تنوعاً.
الجدير بالذكر، أن “مايكروسوفت” تعمل على تطوير مواهب النساء الشابات من خلال توفير المنح الدراسية وفرص التدريب واكتساب الخبرة العملية.. ويركز نهج التوظيف المؤسسي في الشركة على جذب المواهب المتنوعة وصقلها والاحتفاظ بها وتوفير التوجيه اللازم للمواهب من خلال مجتمعات التطوير المهني والشبكات المهنية.
وتشمل جهود مايكروسوفت لتحقيق التنوع والشمول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا برنامج “Digigirlz” ، الذي عمل على مدار 19 عاماً على تدريب فتيات المدارس الثانوية على المهارات التقنية، وقد وصل عدد المشارِكات في المبادرة إلى 54 ألف فتاة في 47 دولة.
وام