أوضح المهندس عدنان الريس، مدير برنامج المريخ 2117 ومدير أول لإدارة الاستشعار عن بُعد في مركز محمد بن راشد للفضاء، لـ«البيان»، أن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد» تستغرق «يوماً قمرياً واحداً»، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض، لافتاً إلى أنهم يتطلعون لزيادة مدة المهمة ليوم قمري آخر بحسب مستجدات وتطورات المهمة ومواجهة التحديات التي تغلف هذا الجرم السماوي.
تحديات مهمة
وبين أن مشروع استكشاف القمر ليس سهلاً على الإطلاق وينطوي على كثير من التحديات، إلا أن كل مخاطرة تعد بالنسبة لهم فرصة جديدة للتعلم، معتبراً أن تطوير المعارف المحلية عبر مشاريع عملية هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهم، وأنهم قادرون على تحويل التحديات لفرص، مضيفاً أن الهبوط على سطح القمر يعتبر من أصعب مهمات استكشاف الفضاء بسبب الدقة التي تتطلبها إنجاح العملية، حيث تبلغ نسبة النجاح فيها 45% فقط.
ولفت الريس إلى بيئة القمر القاسية، حيث يواجه المستكشف الإماراتي «راشد» العديد من التحديات المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، خاصة أنه يتصف ببيئة أقسى من بيئة المريخ، وتصل درجة الحرارة فيها إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، فضلاً عن ذلك تبرز خصائص التربة القمرية الصعبة، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية وغيرها من العوامل التي قد تشكل تحديات أمام مهمة المستكشف.
وتم تصميم وتطوير «المستكشف راشد» بما يؤهله لمواجهة هذه التحديات البيئية التي يتسم بها الجرم السماوي، ويُعد القمر منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة. وسوف يختبر المستكشف تقنيات جديدة على سطح القمر كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات.
ويتميز المستكشف الإماراتي بمواصفات تقنية عالية الجودة والكفاءة، حيث سيتم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وسيضم أربع كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري.
البيان