يتوقع الخبراء سقوط الصاروخ الصيني الذي خرج عن السيطرة خلال الأيام القليلة القادمة، والذي يبلغ طوله 33 مترا وقطره 5 أمتار ووزنه 21 طنا تقريبا، وهو يدور حول الأرض بمتوسط سرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.
وتشير تنبؤات وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن موعد سقوط الصاروخ الصيني سيكون يوم السبت 8 مايو عند الساعة 22:11 بتوقيت غرينتش بهامش خطأ +/- 21 ساعة، في حين تشير توقعات برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي في أبو ظبي إلى أن الموعد المتوقع هو يوم الأحد 9 مايو عند الساعة 5:17 بتوقيت غرينتش بهامش خطأ +/-21 ساعة.
وقال المهندس محمد شوكت عودة المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية بمركز الفلك الدولي في أبو ظبي أن الصاروخ الفضائي(Long March 5) من طــــراز (CZ-5B) تم اطلاقه يوم 29 أبريل 2021، حاملا معه القطعة الرئيسية لمحطة الفضاء الصينية (Tianhe)،
وكان إطلاق هذا الصاروخ أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لإكمال المحطة، ويتكون الصاروخ من أربعة معززات دفع نفاث كبيرة ومن مرحلة رئيسية واحدة فقط، وقد كان من المزمع إعادة هذه المرحلة الرئيسية من الصاروخ بشكل متحكم به، إلا أن الصين فقدت التحكم بها وستعود وتسقط على الأرض سقوطا حرا، وهي تدور حاليا حول الأرض مرة كل 89 دقيقة.
يشار إلى أن الصاروخ الصيني قد نجح في مهمته بوضع القطعة الرئيسية من محطة الفضاء الصينية في مدارها إلا أنه فشل في إعادة نفسه نحو الأرض بشكل متحكم.
وأضاف المهندس عوده:«حيث أن هذه القطعة تدور حول الأرض وهي قطعة صناعية، فبحسب التعريف العملي الاصطلاحي فإنها تسمى الآن قمرا صناعيا، وهي من نوع الحطام الفضائي، وخلافا لما هو شائع بشكل مبالغ به، فإن موضوع سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض موضوع عادي ومتكرر بشكل أسبوعي تقريبا، إلا أن ما يميز هذه السقوط أنه أولا لقطعة أكبر من المعدل المعتاد، وثانيا أن النية كانت لإعادته بشكل متحكم به إلا أنه في النهاية أصبح سقوطا حرا شأنه شأن باقي السقوطات التي تحدث بشكل مستمر.
ويشير عوده إلى سيناريو سقوط الأقمار الصناعية صوب الأرض على ارتفاع 120 كم حيث يعاني القمر الصناعي من احتكاك شديد مع الغلاف الجوي فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك، وعلى ارتفاع 78 كم ينفجر القمر الصناعي بسبب شدة الضغط والحرارة ويبقى مشتعلا حتى ارتفاع حوالي 40-50 كم، وخلال هذه الرحلة من 120كم وحتى 40 كم ويشاهد في السماء كجرم لامع جدا ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة، بعد ذلك تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطا حرا ولا تمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بالأرض، وعادة فإنه لا يصل إلى الأرض إلا 10 إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية، ولكن بسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرا على المكان الذي سيسقط عليه حصرا، وحيث أن الماء يشكل 71% من مساحة الأرض، فإن نسبة سقوطه في البحر هي 71% أيضا.
وقال المهندس عوده أنه لا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام، إذ أن عملية التنبؤ هذه يشوبها العديد من عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ انها تتغير بتغير النشاط الشمسي، وعلى الرغم من ذلك تكون هناك توقعات مبدئية ويذكر معها هامش الخطأ، ومن أشهر الجهات التي تصدر توقعاتها هي وحدة المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومنها أيضا برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي.
البيان