تمتلك الإمارات مرافق رياضية بمواصفات عالمية في مختلف الرياضات نجحت في أن تجعلها منصة دولية لاستضافة وتنظيم أكبر الأحداث الدولية .. وكانت تلك المرافق من أهم الأسباب التي قادت قطاع الرياضة في الدولة إلى التطور والنمو ليسير جنبا إلى جنب مع باقي قطاعات الدولة، على مدار الأعوام الخمسين الماضية منذ قيام إعلان دولة الإتحاد في الثاني من ديسمبر من العام 1971.
والمؤكد أن الحرص على تأسيس المرافق الرياضية وفقا لأعلى معايير الجودة وتنوعها يعكس مدى قناعة القيادة الرشيدة بأهمية قطاع الرياضة، ودوره المؤثر في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات، خصوصا أن تلك المرافق تم استثمارها بشكل مثالي في استضافة الكثير من الأحداث القارية والعالمية، بأعلى مستوى من الاحترافية في التنظيم والإدارة، باعتراف المنظمات الرياضية العالمية وأبرزها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والأولمبياد الخاص الدولي،والاتحادات الدولية للجودو والجوجيتسو والمبارزة والكاراتيه والرجبي ورفع الأثقال والراليات وسباقات الفورمولا 1، والفروسية والسباق، فضلا عن كل الاتحادات القارية.
وبالحديث عن المرافق الرياضية التي تمتلكها الإمارات فإن مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي تحتل مكانة مرموقة بين تلك المرافق ..
وتزامن الافتتاح الرسمي لها مع استضافة كأس الخليج السادسة لكرة القدم لأول مرة عام 1982، وتبلغ مساحتها الكلية 12 مليون قدم وتضم ملعبا رئيسيا لكرة القدم يتسع لـ43 ألف متفرج، وصالة للتزلج على الجليد تبلغ مساحتها 6 آلاف متر، ومقرا فرعيا للهيئة العامة للرياضة، وآخر لاتحاد كرة القدم، والهيئات الإدارية الخاصة بالمدينة الرياضية، ومجمع ملاعب للتنس الأرضي يشمل ملعبا رئيسيا يتسع لـ 5000 متفرج، و4 ملاعب تنس للتدريب حوله، وأكثر من 6 ملاعب تدريب كرة قدم، وصالة خليفة الدولية للبولينج، بالإضافة إلى صالة جوجيتسو أرينا متعددة الأغراض.
وتملك الإمارات أكثر من 16 ملعباً لكرة القدم بمواصفات مطابقة لمعايير الاتحاد الدولي “فيفا” أهلتها لاستضافة العديد من الأحداث الكبرى منها كأس العالم للشباب، ومونديال الأندية، وكأس العالم للناشئين، وبطولة أمم آسيا عامي 1996 و 2019، ومن أبرز تلك الملاعب استاد مدينة زايد الرياضية، واستاد محمد بن زايد، واستاد هزاع بن زايد، واستاد آل نهيان، واستاد الشامخة، واستاد خليفة بن زايد، وكلها في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى استاد آل مكتوم، واستاد راشد، واستاد زعبيل، واستاد مكتوم بن راشد، واستاد العوير، واستاد حمدان بن راشد في إمارة دبي، إلى جانب استادات الشارقة وعجمان وخورفكان ورأس الخيمة والفجيرة.
وبالحديث تفصيلا عن القيمة المعمارية والفنية لبعض هذه الاستادات فإن استاد محمد بن زايد في أبوظبي يعد بدوره معلماً معمارياً مميزاً في دولة الإمارات والمنطقة بأسرها، بسبب تصميمه الفريد وطوابقه المتعددة، والتصميم الذكي لمدرجات المشجعين، والذي يضمن لهم مشاهدة المباريات من أقرب زاوية رؤية ممكنة، تبلغ سعته الاستيعابية 42 ألف متفرج، تم افتتاحه عام 1980، وتطويره على مرحلتين عامي 2006، و 2009.
فيما يعتبر استاد هزاع بن زايد الذي افتتح عام 2014، والمقام على مساحة 45 ألف قدم مربع، واحداً من أكثر المشروعات الرياضية تطوراً بمنطقة الشرق الأوسط وتبلغ سعته الاستيعابية 25 ألف مقعد موزعة على 7 مستويات، منها 3000 مقعد مميز، ليصبح واحداً من أكبر الملاعب الدولية التي تحتوي على نسبة مقاعد عالية للدرجة المتميزة، ويُصنف كأحد أكثر الملاعب تطوراً في المنطقة، وحصل على جائزة أفضل ملعب في العالم لعام 2014 من بين 31 ملعبا في مختلف القارات.
أما استاد آل مكتوم بدبي فقد أعيد افتتاحه عام 2019 بحلة عالمية بتكلفة 200 مليون درهم، ليتحول إلى تحفة معمارية رائعة مجهزة بأحدث تقنيات الأمن والإضاءة، وجرى بناؤه وفقاً لمواصفات الملاعب الأوروبية.
وكشفت بلدية دبي أن استاد آل مكتوم بنادي النصر، يندرج ضمن أفضل 6 مرافق رياضية بالعالم على قائمة جائزة فرساي العالمية 2020 .. وهو مجهز بـ 26 موقع كاميرا تتيح تصوير لقطات اللعب من 26 زاوية مختلفة، وبأكثر من 300 كاميرا لضمان الأمن والسلامة.
وبعيدا عن ملاعب كرة القدم تعتبر حلبة مرسى ياس في أبوظبي، واحدة من أهم حلبات الفورمولا 1، المتقدمة تكنولوجياً في العالم، وموطنا عالميا لرياضة السيارات في الشرق الأوسط.
وتوالت تطورات حلبة مرسى ياس بعد تدشين أول سباق فورمولاـ 1 في عام 2009، لتقدم مجموعة مذهلة من التجارب المميزة داخل وخارج مسار الحلبة، وتصبح وجهة بارزة للمعالم الرياضية في الدولة وأبوظبي.
وتتميز الحلبة بكونها المكان الوحيد لرياضة السيارات في العالم الذي يوفر مدرجات مغطاة ومظللة في كل منشآتها، ومنطقة الصيانة الفريدة من نوعها التي تمر جزئياً أسفل المسار، ومجموعة من الفنادق المميزة ذات الخمس نجوم.
وتعتبر “جائزة الاتحاد الكبرى للفورمولا 1” تجربة مثيرة واستثنائية للمشاهدين والسائقين أنفسهم عبر عنها الكثير من نجوم العالم وأبرزهم لويس هاميلتون وقيليبي ماسا ومايكل شوماخر.
وتضم حلبة مرسى ياس أيضا واحدة من أكبر الصالات الرياضية متعددة الأغراض وهي صالة الاتحاد التي تم افتتاحها رسميا عام 2020 وتبلغ سعة مدرجاتها القانونية 18 ألف متفرج.
أما مدينة “ميدان” بدبي فهي تضم، أكبر مضمار سباقات خيل في العالم، تم افتتاحه في مارس 2010، ويطلق عليه تحفة المضامير العالمية، ويستضيف سنوياً منافسات كأس دبي العالمي الذي يعتبر الأغلى من نوعه على مستوى العالم بالنظر للجوائز المالية الضخمة التي يقدمها.
ويعتبر الفندق والمضمار أيقونة معمارية متفردة عالمياً فهو يضم أكبر مبنى متصل على وجه الأرض بطول يبلغ أكثر من 1.5 ميل مع مدرجات تتسع لـ82 ألف متفرج إضافة إلى ميدان سباق يتضمن خطاً مستقيماً بطول 6.1 كيلومتر و فندق خمس نجوم يضم 285 جناحاً وغرفة، ومتحفاً للخيول وقاعات للمعارض وملاعب للجولف والتنس وغيرها، ما يجعله مضمار السباق الأكثر تكاملاً عالمياً.
ويأتي “مجمع حمدان الرياضي” الذي تم افتتاحه يوم 10 أكتوبر 2010 بدبي، ليمثل أيقونة مهمة وقيمة مضافة للمرافق الرياضية بالدولة واستضاف العديد من البطولات المحلية والدولية الأخرى خلال السنوات العشر الماضية، بلغ عددها 94 فعالية دولية و238 حدثاً محلياً، و18 فعالية غير رياضية، ووصل عدد البطولات المائية الدولية التي أقيمت في المجمع إلى 59 فاعلية وبلغت نسبة الزيادة في عدد الفعاليات خلال السنوات الخمس الأخيرة 41%، فيما شهد عام 2019 وحده استضافة 65 فعالية، 13 منها دولية و52 محلية.
ويستضيف المجمع منافسات أكثر من 10 رياضات أولمبية أخرى، ويتسع لأكثر من 15 ألف متفرج جلوس ويحتوي على ثلاثة مسابح رئيسية، ونال 3 شهادات أيزو في نظام الإدارة والسلامة والصحة المهنية، ونظام الإدارة البيئية.
وإلى جانب ما سبق تحتل مدينة دبي الرياضية مكانة مميزة بين مرافقنا الرياضية لأنها مدينة متكاملة، تم افتتاحها عام 2004، وتطورت بصورة تدريجية مع مرور الوقت، لتشغل مساحة 50 مليون قدم مربع، وتضم فنادق ومرافق رياضية متنوعة، بالإضافة لمجلس الكريكيت الدولي، وملعب كريكيت أيضاً، وملاعب رياضية أخرى للرجبي والهوكي، ويتسع ملعب الكريكيت لـ25 ألف متفرج، فيما يتسع ملعب المدينة الرئيسي لـ60 ألف متفرج، وملعب إندور أرينا 20 ألف متفرج، بخلاف ملعب الجولف المجهز بـ18 حفرة.
وتتوفر في المدينة صالة الألعاب الرياضية، ومسبح بحجمه الأولمبي كما تشمل القرية الرياضية مجموعة من المرافق الترفيهية المطلة على ملاعب كرة القدم.
وبالحديث عن المرافق الرياضية العالمية بالدولة فلا يمكن أن ننسى مضمار دبي للدراجات الهوائية الذي تم افتتاحه عام 2013 بمنطقة سيح السلم وشارع القدرة، وفق أعلى المعايير العالمية بالنسبة للأمان والسلامة في المسارات ويشكل إضافة مهمة للمنشآت الرياضية في دبي، ويضم مسارين الأول بطول 49 كم، والثاني بطول 10 كم، وهو مجهز بالعلامات واللوحات الإرشادية للاستخدام النهاري و الليلي وفق أحدث المواصفات العالمية.
ويعتبر “مجمع زايد” بالفجيرة من ضمن المنشآت الرياضية الحديثة في الدولة، تم وضع حجر الأساس له في أكتوبر 2014، ويتم افتتاحه على مراحل، ويعد موقعه مثالياً لإقامة أكبر الأحداث الرياضية، وتبلغ مساحة الأرض كاملة 178.300 متر مربع وتتسع المدرجات لـ 2500 متفرج، ومقصورة لكبار الشخصيات والكثير من الصالات والمطاعم.
وام