ودَّعت الإمارات أحد رجالها المحبين المجتهدين، المغفور له عيسى عبدالله محمد بو حميد، الذي عاصر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وشغل عدداً من المناصب في مجموعة من المؤسسات الحكومية التي شكلت نواة القطاع الخدمي وبناء مسيرة التنمية في إمارة دبي.
وعمل بو حميد منذ سن صغيرة في الشرطة والبلدية، شاغلاً عدداً من الوظائف التي ساهمت في وضع أساسات نظام الخدمات الحكومية في الإمارة في بواكيره الأولى.
وولد بو حميد، وهو والد وزيرة تنمية المجتمع حصة عيسى بو حميد، عام 1938، حيث نشأ في منطقة البطين بالقرب من بيت البدور، وفقاً لروايته في مقابلة له مع تلفزيون دبي، والتي قال فيها إن منزل عائلته كان يقع مكان سوق الذهب القديم في الديرة.
عاش بو حميد معظم حياته مع والده وأخوته أكثر من والدته التي فارقت الحياة في سن مبكرة، مؤكداً أن والده الذي كان يعمل في شراء وبيع القماش، كان أميناً وصادقاً، يعتد بشهادته حين يقع خلاف بين طرفين في السوق، لدرجة أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وصف كلمته بأنها تعادل 12 شاهداً.
وتعلم بو حميد في المدرسة الأحمدية، فتمكن من الحساب والفقه، بالإضافة إلى تعلم القرآن، وتعلم في المدرسة على يد مجموعة من الأساتذة الإماراتيين من أمثال الشيخ محمد نور بن سيف المهيري والشيخ أحمد الشيباني.
التحق بو حميد بشرطة دبي حين كان في الـ 17 عاماً من عمره، ليتدرج في مناصب عدة لمدة أربع سنوات، تسلم خلالها مهام العمل في الرقابة على عمليات الدخول والخروج للقادمين إلى دبي عبر المنافذ البحرية، حين كانت البواخر تأتي من الهند وباكستان وتنقل بضائع إلى البحرين والكويت، وتدرب خلال عمله في الشرطة على مهام التفتيش قطاع الهجرة والجوازات.
واستمر عمل بو حميد في الشرطة إلى أن صدر أمر من المغفور له الشيخ راشد بن سعيد بنقله عام 1961 إلى بلدية دبي ليعمل في دائرة المياه، ويبدأ من مجموعة أخرى من زملائه في تنفيذ أول مشروع تمديد مياه في الإمارة عبر حفر 30 بئراً في العوير وتوصيلها بتسعة خطوط بمنطقة رأس الخور التي أنشئ فيها مركز لتوزيع المياه كان يأتيه الناس بصهاريج (تناكر) ينقلون فيها المياه إلى بيوتهم.
وحسب رواية بو حميد (رحمه الله)، فقد عمل أيضاً في إنشاء عدد من مراكز توزيع المياه في كل من بر دبي وديرة، وفي عمليات توصيل شبكات المياه إلى البيوت.
واستمر بو حميد في عمله في دائرة المياه لمدة 30 عاماً، حتى كبر أولاده، وتعلموا في أحسن الجامعات ونالوا شهادات عليا، وتبوأوا مناصب ومسؤوليات مهمة، ليستقيل عندها من العمل الوظيفي، ويتفرغ للعمل في قطاع العقارات.
الإمارات اليوم