أكد أخصائي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور عادل سعيد سجواني، أن «أعراض الإصابة بفيروس (كورونا) المستجد طرأت عليها تغييرات بفعل التحورات الجديدة»، لافتاً إلى أنه «في السابق كان المصاب يشعر بارتفاع في الحرارة، والسعال، وضيق في التنفس، لكن مع المتحور دلتا ظهرت أعراض جديدة، أبرزها سيلان الأنف أو الزكام، والعطس، بجانب الصداع الشديد، أو المفاجىء، حتى مع الحاصلين على التطعيم»، داعيا من يشعر بالصداع إلى إجراء فحص PCR.
وأوضح السجواني أن فيروس «كورونا» أثبت للعالم ضرورة استشراف المستقبل في القطاع الطبي، وأن يكون البحث العلمي الأولوية القصوى لكل دول العالم، مشيراً إلى أن «الفيروس يتسم بقدرة فائقة على التحوّر، شأنه شأن فيروسات الإنفلونزا».
وقال لـ«الإمارات اليوم» إن ظهور المتحور الجديد لـ«كورونا»، المعروف باسم «دلتا»، كان أمراً متوقعاً، نتيجة قلة الإقبال على اللقاح في بعض الدول، مثل الهند، التي سجلت أول ظهور لهذا المتحور الشرس، بعد تكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان غير المحصّن أو المطعّم، لاسيما أن «دلتا» له قدرة على التهرّب من الجهاز المناعي للجسم، كما يتسم بسرعة فائقة في الانتقال من إنسان إلى آخر.
وأضاف السجواني: «في السابق، كان الإنسان يحتاج إلى مخالطة المصاب لعدد من الدقائق لتنتقل إليه العدوى، لكن مع (دلتا) لا يحتاج الأمر إلى أكثر من 10 ثوانٍ، وهو أمر أربك العالم، خصوصاً أن هذا المتحوّر بات تقريباً هو السائد عالمياً بعد رصده في نحو 95 دولة، ولكن، على الرغم من شراسته وسرعة انتشاره، إلّا أن اللقاحات المضادة للفيروس لاتزال قادرة على التعامل معه بنسب جيدة، والأهم من ذلك أن اللقاحات تحمي من الإصابات الشديدة به، وتحوّلها إلى إصابات خفيفة».
وقال إن «الكلام هنا عن الصداع المفاجئ، أو الجديد، لا الصداع المزمن، فليس كل صداع يكون عرضاً لـ(كورونا)، لكن بات من المعروف طبياً أن (كورونا) قد يسبب صداعاً، ونظراً لسرعة انتشار الفيروس، يجب الحرص على أن يكون الفحص ضرورياً حتى لا يتسبب المصاب في نقل العدوى إلى غيره من دون أن يدري، حتى بين الحاصلين على اللقاح».
وأكد ضرورة تطعيم الأطفال، والمرأة الحامل «لأن اللقاحات تحمي المطعمين من مضاعفات الإصابة بالفيروس»، مشدداً على أنه «لا دراسة علمية حتى اليوم تثبت أن المتحور (دلتا) أشدّ فتكاً من المتحورات السابقة، لكن سرعة انتشار هذا المتحور زادت معدلات الإصابة به، ومعها ارتفعت معدلات الوفيات».
وبحسب وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن قابلية انتشار متحور «كورونا» الجديد، المعروف باسم «دلتا»، ارتفعت بنحو 40 – 60%، ما يضاعف من خطر دخول المستشفى بعد الإصابة به، مقارنة بالمتحول السابق «ألفا»، خصوصاً عند المصابين الذين يعانون حالات صحية أخرى.
وتضم السلالات المتحورة للفيروس مجموعة من الطفرات الجينية، حيث تم تسجيل عدد كبير من التحورات لفيروس «سارس كوف2» المسبب لمرض «كوفيد19»، معظمها لم يسبب تغييراً في خصائص الفيروس ولا يشكّل خطورة، لكن هناك عدداً قليلاً من المتحورات المرصودة تسبب في تغير بعض خصائص الفيروس، مثل زيادة سرعة الانتقال، أو تغير شدة المرض المرتبط به، أو تأثر أداء اللقاحات أو الأدوية العلاجية أو أدوات التشخيص.
ومن خلال متابعة أنظمة الرصد الوطني، لوحظ أن أكثر السلالات السائدة في الدولة حالياً هي السلالات «ألفا» و«بيتا» و«دلتا»، وهي سلالات متحورة، رصدت في كثير من دول العالم، الأمر الذي يدعونا جميعاً للتكاتف، وتوحيد الجهود، والمسارعة بأخذ التطعيمات.
وذكرت الوزارة أنه بناءً على نظام التقصي الجيني للسلالات في الدولة، فإن السلالة الأكثر شيوعاً هي سلالة «بيتا»، تلتها «دلتا»، وأخيراً سلالة «ألفا» بنسبة 11.3%.
الإمارات اليوم