تواجه تونس موجة استثنائية من حرارة الطقس، أدت إلى اندلاع عشرات الحرائق في مختلف أرجاء البلاد.
وقال المعهد الوطني للرصد الجوي إن تونس احتلت الصدارة إفريقيّاً في ترتيب المدن الأشد حرارة والخمس المدن الأسخن بأفريقيا كانت تونسية.
وبين المعهد أنه على الصعيد العالمي، احتلت ولاية باجة (شمال غرب) المركز الثالث في ترتيب المدن الأسخن بحرارة بلغت 48.9 درجة أمس الثلاثاء، وبذلك تتجاوز رقمها القياسي الجديد 48.8 المسجل أول من أمس الاثنين.
وسجلت مدينة بنزرت (شمال) 48،9 درجة وبذلك تجاوزت رقمها القياسي السابق 45،4 المسجل يوم 9 أغسطس 1999.
أما في تونس قرطاج، فقد تم تسجيل رقم جديد هو 47،5 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 46،8 المسجل يوم 1 أغسطس 1982.
وبلغت الحرارة القصوى بالمنستير (وسط شرق) 46،7 وبذلك يتم تجاوز الرقم السابق 40،6 المسجل يوم 5 أغسطس 2012، فيما تم تسجيل رقم جديد بزغوان حيث بلغت الحرارة 47،5 متجاوزة الرقم السابق 46،5 المسجل يوم 7 أغسطس 1970.
وأكد رئيس مصلحة التوقعات الجوية الخاصة بالإعلام بالمعهد الوطني للرصد الجوي محرز الغنوشي أن تونس تشهد تسجيل درجات حرارة قياسية لم تعرفها منذ 1982، وأرجع ذلك إلى وصول كتل هوائية صحراوية قادمة من الصحراء الإفريقية الكبرى والتشكل المرتفع للضغط الجوي الذي حال دون صعود الهواء الساخن إلى المستويات العليا للغلاف الجوي.
وتواصل تونس اليوم الأربعاء تسجيل أرقام قياسية جديدة في درجات الحرارة في كل من ولاية القيروان (وسط) وولايات (محافظات) الجنوب الغربي للبلاد، لكنها ستعرف بداية من بعد غد الجمعة انخفاضاً ملموساً، حيث ستتراجع الكتل الهوائية الصحراوية جنوباً وستفتح المجال أمام التيارات الهوائية البحرية.
وفي السياق ذاته، دعت وزارة الصحة التونسية عموم مواطنيها إلى التقيد بجملة من الإجراءات الوقائية اللازمة لمجابهة ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام وهي أساساً البقاء في المنزل وعدم الخروج في الأوقات التي تشتد فيها الحرارة ومراجعة الطبيب في صورة التعرض لضربة شمس.
من جهته، قال الناطق باسم الديوان الوطني للدفاع المدني في تونس معز تريعة إنه تم خلال الـ36 ساعة الأخيرة تسجيل 155 حريقاً، من بينها 12 حريقاً في الغابات. وأوضح تريعة أن 6 حرائق في الغابات لا تزال مندلعة إلى حد الآن في غابات بولايات بنزرت وجندوبة والكاف، شمالي البلاد.
وفي ولاية القصرين (وسط غرب) تم تسجيل خسائر مهمة في الغابات الجبلية حيث قُدرت المساحات التي أتلفتها النيران بـ1100 هكتار من غابات الصنوبر الحلبي والإكليل والعرعار والحلفاء، وتسببت حرائق الغابات في القصرين بانفجار 22 لغماً زرعتها الجماعات الإرهابية من دون وقوع أضرار بشرية، وهي 17 لغماً في جبل مغيلة و5 في جبل سمامة.
واندلعت منذ مساء أمس الثلاثاء، حرائق متزامنة في غابات مناطق عين دراهم وفرنانة وغار الدماء من ولاية جندوبة (شمال غرب) توسعت رقعتها بشكل كبير بسبب هبوب رياح، فيما تدخلت قوات الدفاع المدني لإجلاء السكان المحليين المهددين في مناطق النيران.
إلى ذلك، قالت الشركة التونسية للكهرباء والغاز إنه «على اثر تسجيل انقطاعات الكهرباء بعدد من مناطق البلاد تبعاً لموجة الحرارة القياسية وغير المسبوقة التي تعيشها تونس خلال هذه الأيام، بلغ إجمالي الطلب على الكهرباء ذروته مسجلاً رقماً قياسياً في حدود 4434 ميغاوات». وأوضحت أن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة بمختلف مناطق البلاد، قد تسبب في حدوث أضرار جسيمة ونشوب عديد الحرائق محاذية لشبكة الكهرباء على غرار الحريق المسجل في منزل جميل من ولاية بنزرت (شمال) قرب محطة تحويل ذات الجهد العالي مما اضطر الشركة لفصل بعض الخطوط لتأمين تدخل وحدات الحماية المدنية.
البيان