تعاني الكثير من الدول كابوس الحرائق التي أتت على الغابات وخلّفت أوضاعاً إنسانية استثنائية تمظهرت في فرار الآلاف بحثاً عن مناطق آمنة، وفيما تتسارع وتيرة الإجلاء في مناطق أخرى، تعمل دول على احتواء الحرائق المستعرة، وفرّ آلاف السكان والسائحين إلى أماكن آمنة في ظل استمرار انتشار حرائق الغابات جنوبي فرنسا. وأعلنت السلطات في مدينة تولون صباح امس، أنه لم تتم السيطرة على الحرائق بعد، ويكافح حوالي 900 فرد من رجال إطفاء الحرائق، تدعمهم عشر طائرات إطفاء وثلاث مروحيات.
وتم إغلاق العديد من الطرق في المناطق النائية من خليج سان تروبيه. وأتت النيران على نحو خمسة آلاف هكتار من الأراضي، فيما تمّ إخلاء 12 معسكراً في المنطقة كإجراء احترازي، فضلاً عن العديد من المنازل. وشددت السلطات على أنه لا يمكن لأحد العودة إلى سكنه بعد، وذكرت إذاعة بلو الفرنسية، أنّ 19 شخصاً أصيبوا بالإعياء جراء استنشاق الدخان، كما أصيب ثلاثة آخرون بجروح طفيفة، في إشارة إلى تقييم أولي أجرته السلطات.
وفيما سبقت الحرائق موجة حارة وجفاف شديد وتسببت الرياح القوية في تأجيج النيران، امتدت الحرائق منذ اندلاعها لمسافة 22 كيلومتراً في المنطقة.
إلى ذلك، تسارعت وتيرة إجلاء المناطق المجتمعية الواقعة في غرب أثينا، امس، بينما خرجت فرق من قوات الإطفاء اليونانية والدولية لمحاولة السيطرة على الحريق المشتعل هناك. وظل الحريق الذي اندلع أول من أمس الاثنين في منطقة فيليا غرب أثينا، مستمراً، على الرغم من الجهود التي بذلها المئات من رجال الإطفاء من أجل إخماده.
وتم إخلاء خمس مناطق مجتمعية أخرى بسبب اقتراب النيران، التي انتشرت على مساحة كبيرة من المناطق السكنية، ما تسبب في احتراق غابات الصنوبر البكر الكثيفة والتي يتعذر الوصول إليها على جبل باتيرا.
وأفادت فرق الإطفاء، بأن هناك نحو 330 فرداً و115 سيارة في موقع الحريق، للعمل ضمن جهود الإطفاء. وجرى في الساعات الأولى من صباح امس، استئناف جهود مكافحة الحرائق جواً، من خلال الاستعانة بمجموعة تضم ست مروحيات وخمس طائرات.
في الأثناء، استأنفت ثماني طائرات إطفاء ومروحية عملياتها، امس، لاحتواء حريق الغابات المستعر غرب القدس لليوم الثالث على التوالي. وقالت فرقة الإطفاء إنه لم يُسمح بعد لسكان ثلاث قرى بالعودة إلى منازلهم. وذكرت السلطات الإسرائيلية، أنّها طلبت من عدة دول مساعدتها في مكافحة النيران، ووعدت اليونان بتقديم الدعم.
وقالت الشرطة، إن آلاف الأشخاص اضطروا لمغادرة منازلهم بعد اندلاع حريق الغابات. واشتعلت النيران في العديد من المنازل بقرى مختلفة، فيما أدت الحرائق إلى تضرّر نحو 2000 هكتار من الغابات.
البيان