تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة، حكومة وشعباً، على مشاركة الأشقاء في المملكة العربية السعودية احتفالاتها باليوم الوطني السعودي، الذي يوافق الـ 23 سبتمبر، من كل عام، تأكيداً على روح الأخوة والصداقة والمحبة التي تجمع الشعبين الشقيقين، والتي باتت نموذجاً فريداً واستثنائياً على مستوى العلاقات الدولية وقوة الشراكة الاستراتيجية والتكامل الذي يجمع بين الدولتين على كافة الصعد، ونموذجاً للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة.
وفي هذا اليوم، تتزين المباني الأيقونية في الإمارات بألوان العلم السعودي ابتهاجاً بالمناسبة، ومنها برج خليفة وبرواز دبي وبرج العرب وكابيتال جيت، وبرج أدنوك وإستاد هزاع، وسوق أبوظبي العالمي، ومركز المارينا، وجسر الشيخ زايد، وقصر الإمارات، وغيرها، إلى جانب إضاءة لوحات الطرق الإلكترونية، لتجسد قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتبرز التطابق في الرؤى والأهداف، والتناغم الواضح فيما بينهما.
وتقوم علاقة دولة الإمارات بالمملكة العربية السعودية على وحدة الدم وحسن الجوار والاهتمام المتبادل بين قيادتي الدولتين والشعبين الشقيقين بتحقيق الرخاء للمنطقة عموماً، فهذا النموذج من الشراكة البناءة والعلاقة الإيجابية بُني على أسس راسخة وثقة متبادلة، وحرص على أمن واستقرار وتقدم ورخاء الدولتين والمنطقة عموماً.
تكامل الرؤى
وتشكل العلاقات الأخوية بين الإمارات والسعودية نموذجاً مشرقاً، في ظل الانسجام التام وتكامل الرؤى تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وقد قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الإستراتيجية بينها والمملكة في كافة المجالات والميادين، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية الكاملة فيما بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكد أن «تعاوننا مع المملكة العربية السعودية راسخ، وتنسيقنا مستمر، وعلاقتنا في أفضل أحوالها بحمد الله، ولدينا رؤية مشتركة وهي لخير الشعبين، ولدينا عزيمة قوية يقودها خير قائدين»، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «الشراكة بين الإمارات والسعودية قوية ومستمرة، لما فيه خير البلدين والمنطقة».
وقد تعددت مسارات هذه العلاقات التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع أخيه الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، والتي شملت جميع المجالات والقطاعات، منها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
وانتقلت هذه العلاقات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة. وتؤمن دولة الإمارات بأن متانة العلاقات التي تجمعها مع الشقيقة الكبرى السعودية، تمثل العمق التاريخي وصمام الأمان للبلدين الشقيقين والوطن العربي الكبير، فهما نموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة.
مجلس تنسيقي
وأخذت العلاقات بين الإمارات والسعودية، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أبعاداً جديدة في الفترة الأخيرة، وتوجت بتوقيع اتفاقية إنشاء «مجلس التنسيق الإماراتي السعودي»، وهو حلم لم يكن بعيد المنال، فعلاقة البلدين القوية، تجعل من الطبيعي وجود وإنشاء مثل هذا المجلس الذي ستكون فائدته ونفعه ليس على البلدين الشقيقين فقط، وإنما على دول مجلس التعاون الخليجي وشعوب المنطقة العربية.
وفي يونيو من عام 2016 عقد مجلس التنسيق الإماراتي – السعودي اجتماعه الأول في جدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء.
وجرى التأكيد على أن المجلس يمثل رافداً للعمل العربي المشترك، حيث يهدف إلى وضع رؤية مشتركة بين البلدين لتعميق العلاقات المتميزة بينهما بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين الشقيقين وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وبناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الإمارات والسعودية لإعداد أجيال مواطنة ذات كفاءة عالية.
وكان قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الخاص بتشكيل لجنة للتعاون والتنسيق المشترك بين الإمارات والسعودية في 5 ديسمبر 2017، بما يشمل كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، خطوة تمهيدية بالغة الأهمية في توسيع آفاق ومستويات التعاون بين البلدين، بما يحقق مصالحهما التنموية المشتركة، وتتخطى آثاره الإيجابية مختلف دول منطقة الخليج والدول العربية.
جامعات
وفي مجال التعليم، بلغ عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الإماراتية أكثر من 3000 طالب، يدرس أغلبهم في تخصصات الطب والعلوم الطبية والصحية، والتخصصات العلمية مثل الهندسة والكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها، وكذلك التخصصات الإدارية والمالية بمختلف مسمياتها، إضافة إلى القانون. وتقدم أغلب الجامعات في الإمارات مقاعد منح مخصصة للطلاب السعوديين، وهناك أكثر من 500 طالب سعودي من أصحاب الهمم يتلقون تعليمهم السلوكي والدمج في المراكز والمدارس المتخصصة بالإمارات.
البيان