نعى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أبناء الواجب، مقدم مدرب طيار خميس سعيد الهولي، وملازم طيار ناصر محمد الراشدي، وطبيب مدني شاهد فاروق غلام، وممرض مدني جويل قيوي ساكارا مينتو، الذين وافتهم المنية، أمس، إثر تعرضهم لحادث سقوط طائرة الإسعاف أثناء تأدية الواجب.

تدوين

ودون سموه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، رحل عنا في حادثة سقوط طائرة إسعاف، مقدم مدرب طيار خميس سعيد الهولي، ملازم طيار ناصر محمد الراشدي، طبيب مدني شاهد فاروق غلام، ممرض مدني جويل قيوي ساكارا مينتو، كانوا في طريقهم لأداء مهامهم الإنسانية لحماية الأرواح، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته».

وكانت القيادة العامة لشرطة أبوظبي نعت أبناء الواجب المغفور لهم، وتقدمت بأحر التعازي والمواساة لأسرهم ومعارفهم وزملاء العمل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون».

فخر

إلى ذلك، عبرت أسر أبطال الواجب عن فخرهم بعطائهم وتأديتهم لواجبهم الإنساني، وأكدوا لـ«البيان» أن مسيرة عملهم وسام إنساني رفيع المستوى، مشيرين إلى استعدادهم لخدمة الوطن والتضحية في سبيله بأرواحهم.

وعبر إخوة بطل الواجب المقدم مدرب طيار خميس سعيد الهولي عن مشاعر الفخر، مشيدين بمواقفه الإنسانية ومسارعته لمساعدة كل من يقصده أو يحتاج إليه.

ومما يذكره إخوته السبعة، الذين تواصلت «البيان» معهم، أن آخر شيء تمناه الفقيد قبل وفاته بثماني ساعات، هو حسن الخاتمة، وهو ما كان بالفعل، حيث كان يتواصل مع صديق له قبل الحادث، وأرسل له برسالة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، يدعو الله فيها أن يرزقه وأن يحسن خاتمته، وأن لا يميته إلا وهو على خير.

وأضاف شقيقه عبدالله أنه كان بمثابة الأب للجميع، وخير سند وعون لوالدتهم، التي أرسل لها قبل وفاته بيوم مبلغاً من المال، ليعيلها وتقضي به حوائجها، مثلما كان يقضي حوائج الآخرين من إخوته وأبنائه وأقاربه، عندما كان يشعر بحاجة أي منهم للمال أو أي نوع آخر من المساعدة.

خدمة

أما شقيقه أحمد فقال: «نحن أشقاء الفقيد وأبناؤنا كلنا في خدمة بلدنا وقيادتنا وشعبنا، ومستعدون للتضحية بأرواحنا، من أجل نيل المكانة المشرفة، التي سبقنا إليها الفقيد وبقية زملائه، وما يصبرنا على فراق أخينا خميس أنه توفي وهو يؤدي واجبه بكل شجاعة وإقدام، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول».

أما ولده البكر عبدالله فترحم على والده، وسأل الله له الرحمة، وقال إن وفاة والده وهو على رأس عمله طياراً، بمثابة مصدر فخر واعتزاز له ولشقيقه وشقيقاته.

وقال عبدالله: «كنت فخوراً بأبي عندما كان حياً بيننا، وها أنا اليوم أفتخر به وهو تحت التراب، بعد حياة مليئة بالتضحيات والولاء والانتماء، وبعد حسن خاتمة كان يتمناها ويطلبها دائماً، وأنا وشقيقي الثاني على استعداد دائم لخدمة بلدنا وقيادتنا وشعبنا والدفاع عن المنجزات والمكتسبات حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا».

وسام

كما أكد ذوو الشاب ملازم طيار ناصر محمد الراشدي اعتزازهم بوسام الفخر، الذي ناله ابنهم بعد أن وافته المنية أثناء أدائه لواجبه أمام الوطن.

وقالت أسرة الراشدي لـ«البيان»: عُرف الملازم ناصر بين أهله ومعارفه بأخلاقه العالية وتعامله الطيب، ويشهد الجميع على تفانيه في العمل ومواقفه النبيلة والمشرفة، لتبقى وفاته أثناء أداء الواجب وسام فخر وشرف، تعتز به أسرته وذووه وزملاؤه وأصدقاؤه.

شغف

وفي هذا الإطار، قال حمدان الراشدي، شقيق بطل الواجب: «تلقينا خبر وفاة ناصر، رحمه الله، ببالغ الحزن والأسى، لكن الذي خفف عنا مصابنا بلا شك هو وفاته أثناء تلبيته لنداء الواجب، فقد كان ناصر محباً لعمله، شغوفاً به، حريصاً على أداء جميع المهام والمسؤوليات الموكلة إليه بلا كلل أو ملل، ودائم الجد والمثابرة».

وأضاف: «أخي ناصر من مواليد عام 1999، وهو خريج كلية خليفة الجوية، وقد أكمل عامين في عمله، وهو متزوج ولم يرزق بأطفال، وعُرف عنه، رحمه الله، ثباته في مواجهة تحديات الحياة بنفس قوية، وثقة عالية، ولا يستسلم للصعوبات، حيث كان يؤمن تماماً بأن التحديات تصقل النفس وتقويها وتعطيها مناعة ضد عقبات الحياة، وباعتبارنا أسرة للفقيد فلا نملك إلا الصبر الجميل، والإيمان بقضاء الله وقدره».

دعم

من جهتها، قالت إيمان شاهد فاروق، ابنة الطبيب المدني الراحل شاهد فاروق غلام «باكستاني الجنسية والبالغ من العمر 58 سنة» أن والدها عمل في شرطة أبوظبي لمدة 17 عاماً طبيباً مدنياً، أدى من خلالها واجبه الإنساني دون كلل أو ملل.

حيث أسهم في تقديم الدعم الطبي في الإسعاف الجوي، وخدمة المرضى والحالات الطارئة طوال هذه السنوات، مضيفة: «نحن فخورون بما قدمه والدي، وهي بصمة فخر لنا، لا سيما أنه عمل في وطن يقدر المواطن والمقيم على حد سواء، وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته».

وقالت قريبة الممرض المدني جويل قيوي ساكارا «فلبيني الجنسية» والبالغ من العمر 39 عاماً، إنه عمل في طيران شرطة أبوظبي ممرضاً مدنياً لمدة 15 عاماً، وكان محباً للعمل، ولم يتوانَ يوماً في تأدية واجبه على أكمل وجه، مضيفة: «كان عطوفاً ومعطاء، ورحيله يعني لنا الكثير، ونعتز بما قدمه لهذا الوطن، وأن آخر لحظاته كانت في سبيل تقديم خدمة إنسانية سامية»، وأشارت إلى أنه سيتم نقل جثمانه ليوارى الثرى في بلده الأم.

ولاء

أكد ذوو ملازم طيار ناصر محمد الراشدي أن وفاته أثناء تلبيته نداء الواجب إنما هي خير دليل على ولائه وانتمائه للدولة، وتنفيذه لتوجيهات القيادة الرشيدة، معتبرين وفاته أثناء أدائه الواجب وساماً بارزاً، يضعونه بعزة وافتخار على صدورهم، مُنوهين بأن ناصر الراشدي، رحمه الله، كان شاباً محط احترام وتقدير من الجميع، ومحباً لفعل الخير، وشغوفاً بالعمل الإنساني، كما كان مخلصاً يجد نفسه دائماً في خدمة الدولة، ولا يتردد لحظة في تلبية نداء الواجب، وهكذا هم أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

البيان