يستعرض جناح جمهورية التشيك بمعرض إكسبو 2020 دبي، أكبر منحوتة بلورية بوهيمية مصقولة في العالم، للنحات العالمي فلاستيميل بيرانيك.
والتي اسمها «فينوس»، كونها تعد امتداداً طبيعياً لفن النحت، ولعراقة صناعة البلور والكريستال المصقول يدوياً، منذ أكثر من أربعة قرون في المنطقة التاريخية لبوهيميا، حيث تعود أقدم الحفريات الأثرية لمواقع صناعة الزجاج في المنطقة، إلى حوالي عام 1250، إلى جانب كبسولة الزمن للمنحوتات الكريستالية لقاع البحر، تغلفها الشعاب المرجانية.
ووفقاً لماريك لاندا مؤسس شركة «كريستال كافيار» المتخصصة في إنتاج المصنوعات الزجاجية والمنحوتات الفريدة، قال إن أعمال فلاستيميل بيرانيك، تحظى بشعبية كبيرة، نظراً لتقنياتها الاستثنائية، وفكرتها التي تحوي الكثير من التأثيرات الفنية والبصرية، وتعد فينوس اليوم، من أهم المنحوتات البلورية من الزجاج المنصهر، التي أنتجها فلاستيميل بيرانيك.
مؤكداً أنهم فخورون بأن استوديوهاتهم الخاصة، شهدت إنجاز هذا العمل، الذي يزن 243 كيلو غراماً، ويبلغ قطرة 88 سنتيمتراً، والذي اعتبرته موسعة الأرقام القياسية التشيكية، أكبر عمل منحوت بلوري بوهميي مصقول في العالم.
كبسولة الزمن
وحول أهم الابتكارات التي تعرض للمرة الأولى في العالم، بجناح جمهورية التشيك في دبي، يقول ماريك، الذي قضى سبع سنوات كمهندس في مجال صناعة ثريات الكريستال لليخوت الخاصة: «نمتلك اليوم أنا وزوجتي، ميكائيلا، عبر مؤسستنا، أكثر من 700 قطعة فنية.
والتي ربما تكون أكبر مجموعة منحوتات كريستالية في أوروبا، بفضل خبرتنا، أصبحنا مستشارين فنيين في مجال فنون المنحوتات الكريستال، وقدمنا أكثر من 70 نحاتاً إلى العالم، ومن دبي، نطلق اليوم المنحوتات الكريستالية المغمورة تحت الماء، وهي أيضاً من أعمال الفنان والنحات فلاستيميل بيرانيك، والتي تغلفها الشعب المرجانية، وهي جزء من مشروعنا، ورؤيتنا لمستقبل الاستدامة في البحار والمحيطات.
حيث سيتم تثبيت المنحوتات في قاع البحر، وزرعها بواسطة الشعاب المرجانية الحقيقية، في نهاية المطاف، ستنمو تلك الشعاب بشكل مفرط، لتغطي المنحوتات، وتبقى محفوظة ككبسولة زمنية، يمكن أن تبقى سليمة لآلاف السنين».
الكريستال البوهيمي
وفي ما يتعلق بحرفية نحت وصناعة البلور والكريستال في جمهورية التشيك عبر التاريخ، يقول ماريك: «في الواقع، التشيك تألقوا في إنتاج ما درج على تسميته بـ «الكريستال البوهيمي»، منذ العصور الوسطى، وهم حتى اليوم، مثل سكان مدينة البندقية في إيطاليا، يعتزون جداً بتفوقهم الباهر في هذا الفن، ولأن موجات ورياح التغيير تفرض حضورها كل حقبة زمنية.
فقد تغيرت الأساليب الكلاسيكية في فنيات الكريستال منذ بدايات القرن الماضي، بتأثير من الحركة التكعيبية والفن الطليعي، وخلال عقد العشرينيات، أخذ التشيك يتعاملون مع الزجاج كمادة فنية.
ويبتكرون قطعاً فنية كريستالية، جربوا فيها أنماط المدرسة التكعيبية في هذا المجال، ومدرسة «الأرت ديكو» في الحركة التأثيرية الفنية، وبسبب العديد من الأحداث والتيارات السياسية وقتذاك في تشيكوسلوفاكيا، فر الحرفيون والفنانون إلى العاصمة براغ، في قلب بوهيميا، ومن هنا، انطلق الإبداع الحرفي للنحت البوهيمي إلى العالم».
صقل يدوي
ويضيف ماريك: «الفنانون التشيك، يستخدمون آلات دقيقة جداً للحفر اليدوي على الكريستال، تصنع حافتها الحادة من الماس القاطع لزجاج الكريستال المفرط في النقاء، فبرعوا في التشكيل والحفر، والتلبيس والصقل والتلوين، وارتقوا بهذه الصناعة المخملية، وحققوا فيها خطوات مدهشة، وتعتبر عملية القطع بالحافة الحادة الماسية، وعملية النحت والقطع والنقش، أهم مراحل صناعة الكريستال.
وقد يستغرق الأمر نحو ثلاثة أسابيع، لإخراج تحفة فنية كريستالية، الأمر الذي يفسر ارتفاع سعره العالمي، ومع ذلك، تختلف الأسعار حسب الحجم ودرجة النقاء، وكمية النقش والنوعية، فالكريستال البوهيمي اليدوي، هو الأغلى على الإطلاق، يليه الكريستال البلجيكي عالي الجودة والنقاء أيضاً».
البيان