رغم تراجع موجة فيروس «كورونا» وتأثيراتها على المستوى العالمي، لا تزال سوريا في قلب مصيدة الجائحة، التي تضرب بقوة، وسط غياب مقوّمات الخدمة الصحية والالتزام بالإجراءات الإحترازية. وأدى ارتفاع الإصابات في محافظة اللاذقية، إلى مخاوف حقيقية من انهيار القطاع الصحي، بعد وصول استيعاب المستشفيات إلى الحد الأقصى، ما دعا القطاع الطبي لتوزيع المصابين على مستشفيات في المحافظات المجاورة.
وعزى ناشطون، الانتشار الواسع للفيروس، إلى تدني مستوى الخدمات، ونقص الأدوية في المستشفيات الحكومية، فضلاً عن غياب إجراءات الأمن والسلامة، ما أدى لتفاقم الفوضى الطبية، وزيادة الإصابات، وسط حالة من الذعر، بسبب غياب الأدوية والفيتامينات. ووفق مصادر طبية محلية، فإنّ نسبة الإصابة تقدر بـ 200 حالة وأكثر منذ أسبوع واحد فقط، الأمر الذي يفوق قدرة المستشفيات المحلية على استيعاب هذه الإصابات. وتركّزت الإصابات على فئة الشباب، لا سيّما طلاب المدارس، التي غابت فيها إجراءات السلامة الطبية، بسبب نقص الإمكانات، فضلاً عن عدم الالتزام بالكمامات، وسط تحذيرات من كارثة طبية، حال استمرار تفشي الفيروس بهذه الوتيرة.
إجراءات
وأكّدت مصادر طبية في القطاع الحكومي، أنه، ورغم تفشي الفيروس وسط الشباب، إلّا أنّ كبار السن يظلون الأكثر عرضة للخطر، بسبب تدني مستوى المناعة، ما يزيد الأعباء على القطاع الصحي المنهار، في وقت تحاول فيه منظمة الصحة العالمية، تزويد سوريا بالاحتياجات اللازمة لمواجهة الفيروس. وفي شمال شرقي سوريا، أغلقت الإدارة الذاتية، المحال التجارية والأسواق والقطاعات الرسمية، بسبب تزايد الإصابات بالفيروس خلال الأسبوعين الماضيين، في ظل تراجع المستوى الطبي والخدمات في تلك المناطق، التي تعاني من نقص المستشفيات والمعدات الطبية والأدوية.
مخاوف
وفي مناطق شمال غربي سوريا، في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، بلغت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بالفيروس في شمال غربي سوريا، خلال الذروة الحالية، التي بدأت في الأسبوع الأول من أغسطس الماضي 667 حالة، فيما زادت أعداد المصابين على 49 ألف إصابة خلال شهرين.
البيان