تعيش الإمارات اليوم، لحظات مفصلية في التعامل مع جائحة «كورونا»، التي شغلت العالم بأسره، وأربكت الحياة في مختلف مناحيها وأنشطتها، ولا تزال كثير من دول العالم ترزح تحت وطأة الجائحة، وتعاني من آثارها، وهي تتطلع إلى اليوم الذي تحسم فيه هذه المعركة، التي كلفت البشرية الكثير من الخسائر البشرية والمادية، التي سيبقى العالم يتذكرها لعقود طويلة، والتي لم تقوَ على احتمالها الاقتصادات الكبرى، فما بالك بالاقتصادات الناشئة، لكن بفضل حكمة القيادة ووعيها، وبعد نظرها، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استطاعت الإمارات، أن تحد من الجائحة، وتحاصر آثارها، وتسجل هذا النجاح في مواجهتها، حتى وصلنا اليوم إلى أقل من مئة إصابة يومياً، فبالأمس تم تسجيل أقل من 99 حالة للمرة الأولى منذ 31 مارس 2020، وهو رقم دال، يجب التوقف عنده، ودراسة معانيه وسياقاته.
مسار صحيح
فمن يسترجع الماضي قليلاً، يكتشف على الفور، أننا كنا منذ البداية نسير في الاتجاه الصحيح، ففي الوقت الذي كانت فيه الأزمة في ذروتها، لم تتوانَ الدولة عن اللجوء للإجراءات الاحترازية، وتأجيل بعض الأنشطة الاقتصادية، التي من شأنها مفاقمة الأزمة، والاستعاضة عن ذلك بالعمل عن بعد، والدراسة عن بعد، وهي تجربة ثرية بكل المقاييس، استطاعت الإمارات من خلالها عبور الأزمة، وتسجيل نقاط إيجابية مضيئة فيها، واليوم، تتوج هذه النجاحات بالتئام أكثر من 192 دولة على أرض الإمارات، في معرض «إكسبو 2020 دبي»، وهو الأهم في تاريخ المعارض، هذا الحدث المبهر، الذي جاء في ظروف استثنائية، وحقق كل هذه النجاحات، رغم ظروف الأزمة الضاغطة، ولا يزال على موعد مع المزيد، عبر تدفق الزوار من مختلف أرجاء العالم، في لقاء تتزاوج فيه الثقافات على أرض الإمارات، ليس في «إكسبو 2020 دبي» فحسب، بل باستمرار الأنشطة والفعاليات، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها.
احتفالات
احتفلنا بالأمس بـ «إكسبو 2020»، وها نحن نحتفل بحدث آخر، هو معرض جيتكس، ولن تتوقف هذه الأنشطة والفعاليات، بل ستزداد وتتوسع، مع تراجع الوباء، بفضل عمليات التطعيم الواسعة، التي قامت بها الإمارات، حتى وصل مجموع الجرعات التي تم تقديمها، حسب إحصاءات وزارة الصحة ووقاية المجتمع (20,701,898) جرعة، ومعدل توزيع اللقاحات (209.31) جرعات لكل 100 شخص. وبنسبة 96.23 % لمتلقي الجرعة الأولى، ونسبة 86.21 % لمتلقي جرعتين، من إجمالي السكان في الدولة.
نتائج مبشرة
كل تلك المقدمات، هي ما أدت إلى هذه النتائج المبشرة، فالدولة لم تتوقف عن إجراء الفحوصات المبكرة، للكشف عن الإصابات، وتوفير اللقاحات، وتقديم أرقى الخدمات الصحية للمصابين، عبر المستشفيات في مختلف أرجاء الدولة، وتوفير الفحص المجاني للحد من الإصابات ومعالجة المصابين، من دون أن تنسى الأطباء والممرضين، الذين وقفوا في وجه الجائحة في أحلك الظروف، فوفرت لهم ولعوائلهم ما يطمحون، مقدرة لهم بعدهم عن أسرهم، وتضحيتهم بأوقاتهم، ومجازفتهم بحياتهم، حين كان الوباء يرعب العالم بأسره.
رؤية
لقد استطاعت الإمارات تحقيق هذه الإنجازات، برؤيتها وانفتاحها على مختلف دول العالم، فقد تعاونت منذ بداية الجائحة، مع الصين في صناعة اللقاحات، بل وتم إنتاج هذه اللقاحات محلياً، ما سهل عمليات التطعيم في الدولة، ولم يتوقف هذا التعاون على الصين وحدها، بل تعداه إلى كل مختلف دول العالم، حتى يشعر المواطن والمقيم على أرض الدولة بأنه في أيدٍ أمينة.
ومع ذلك، لا بد من التذكير أن هذا الإنجاز الذي تحقق، يجب ألا ينسينا أننا مطالبون بمواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والاستجابة للتعليمات الحكومية للبناء على هذا الإنجاز، حتى نعبر هذه الأزمة، ونخلفها وراء ظهورنا، وليس ذلك ببعيد.
البيان