تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من الفنون الشعبية المتنوعة والفريدة، والتي تجمع بينها قصص وجمالايت الثقافة والتقاليد والحكايات الإماارتية المتميزة.

وعملياً، تشكّل الفنون الشعبية جزءاً من ثقافة وتاريخ دولة الإمارات العريقين مثرية بذا هوية المكان وأهله خصوصاً وأنها تحفظ مفردات كثيرة شائقة من مكون التراث المحلي، إلا أن علاقة هذه الفنون بالشباب يبدو أنها تحتاج إلى بذل كبير الجهود، في ظل عصر العولمة والرقمنة، لتعزيزها وتوثيقها أكثر، ذلك كونها ركيزة أساسية في مكون الهوية والثقافة المحلية.

«البيان» حاولت أن ترصد مدى اهتمام الشباب بالفنون الشعبية، من خلال الاستطلاع الأسبوعي، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: هل تحظى الفنون الشعبية باهتمام الشباب؟

وأكدت نتائج الاستطلاع أن الاهتمام بالفنون الشعبية من قبل الشباب ليس بالمستوى المطلوب جراء تأثيرات التواصل الاجتماعي وأساليب حياة وانماط العصر الحديث، إذ رأى 65% من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان الإلكتروني»، أن الفنون الشعبية لم تعد تحظى باهتمام الشباب، بينما أكد 35% غير ذلك. كما جاءت نتائج التصويت على منصة «البيان» على «تويتر» متشابهة، حيث اتفق 61.9% على أن الفنون الشعبية لا تلقى أي اهتمام من الشباب، بينما رأى 38.1% عكس ذلك تماماً.

مسؤولية مجتمعية

وتعليقاً على هذه النتائج، قال الدكتور سعيد مبارك الحداد مدير فرع معهد الشارقة للتراث في كلباء لـ«البيان»: «قبل ما يقارب 15 عاماً كان هناك إقبال كبير من الشباب على ممارسة الفنون الشعبية، لكن اليوم لم يعد يتقبل البعض منهم مثل هذا النوع من الفنون، وأدى عزوفهم عن ممارسة مثل هذه الفنون إلى اندثار الكثير منها. وأشار الحداد إلى أن التقصير في هذه المسألة تقصير مجتمعي في الدرجة الأولى، فالمجتمع المحيط لا يشجع على ممارسة مثل هذه الفنون، بل ونرى البعض ينصح بالابتعاد عنها. كما أن المجتمع لم يعد ينظر للإرث على أنه تراث أو جزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية ويتوجب الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة. وحسب ما قاله الحداد فإن حفظ التراث بأنواعه، واجب ومسؤولية مجتمعية تقع على كاهل كل فرد، جنباً إلى جنب المؤسسات المعنية. وأكد الحداد على أهمية ترسيخ الموروث الشعبي في ذاكرة الأجيال، ووجه الحداد كلمة إلى الشباب قائلاً فيها: هذا إرثكم وعندما تتعلمون قيمكم وعاداتكم فهذا ليس خطأً بل جزء منكم ومن تاريخكم، وعليكم أن تنظروا إلى الفنون الشعبية وغيرها من الموروث التراثي على أنه جزء من هويتنا علينا التشبث به.

بدوره، أشار سلطان خلفان مدير جمعية أم القيوين للفنون الشعبية إلى أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يوصينا دائماً بالحفاظ على الفنون الشعبية والتشبث بها وشدد في كثير من المناسبات على حفظها من الاندثار.

وتابع خلفان: لا يزال هناك شريحة كبيرة من الشباب مهتمة بالفنون الشعبية، وقبل سنوات كان هناك ورش عمل ومنها ورشة «الأجيال» التي كانت تعلم الشباب الفنون الشعبية وحظيت في تلك الفترة بإقبال كبير من هذه الفئة.

وحسب رأي خلفان فمن الضروري عودة مثل هذه الورش لتعلم الأجيال جميع أنواع الفنون الشعبية، لتتوارثها الأجيال القادمة.

وأكد خلفان أن الفنون الشعبية موروث سابق تتبعه الأجيال. وهي بحر شاسع متعدد المقامات، فكل نوع منها له دلالات تراثية.

 

 

البيان