عندما بدأ ليام هارفي يتعرض لنوبات قلق بسبب أزمة المناخ، قرر أن يجد طريقة لجعل الآخرين يهتمون بالبيئة بنفس قدر اهتمامه بها. لذا، عكف مصمم الألعاب المصاب بالتوحد على اختراع لعبة تقمص أدوار تهدف إلى إنقاذ الكوكب، أملاً في أن يواصل اللاعبون تلك المعركة في العالم الحقيقي.
يلتف اللاعبون حول الطاولة ويبدأون في لعب “إيكوبانك”، حيث يتقمصون أدوار شخصيات تعيش في عام 2044 الذي يشهد كوارث بيئية.
لكي تشترك في تلك اللعبة، كل ما تحتاج إليه هو كتاب يتضمن المسارات المختلفة التي يمكن أن تسير فيها أحداث اللعبة، وأوراق تتضمن تفاصيل كل شخصية، لكي تتمكن من معرفة ما لديك من طاقة ومهارات وأدوات. كما تحتاج إلى الكثير من أحجار النرد.
مصمم اللعبة هو ليام هارفي، من منطقة نانهيد في جنوب شرق لندن، وهو مصاب بالتوحد، وقد نشأ على التفكير بطريقة يطلق عليها “الانشقاق السياسي”. لم تعجبه الطريقة التي يدار بها العالم، بأعرافه “اللاعقلانية” وأفكاره التي يبدو أن الآخرين يتقبلونها بدون تدبر.
هذا الشعور مألوف لدى كثيرين ممن يعانون من التوحد: إذا كان هناك شيء غير منطقي في العالم، فيجب إصلاحه وتعديله.
أدى ذلك إلى اهتمام ليام بقضايا البيئة، وإلى شعوره بالإحباط بسبب غياب الإجراءات المنسقة لحماية الكوكب.
يشير ليام إلى حالة الطوارئ المناخية الحالية على أنها “لحظة حاسمة” في حياته، ويضيف بنبرة متشائمة، أنها ربما تكون السبب في “إنهائها”.
خيال اللاعب والقواعد هي الحدود الوحيدة لإيكوبانك، ولكن القصة قاتمة وبائسة، وربما كانت مألوفة بقدر كبير.
بعد إخفاق البشر في التحرك في بدايات القرن الحادي والعشرين، يتدهور المناخ بسرعة كبيرة، ويدخل الجنس البشري في دوامة الهلاك. وقد تجد نفسك تلعب دور قرصان إنترنت محبط، أو جندي بذراع آلية يشعر بالمرارة، أو عالم نباتات يجيد صناعة الجعة. كلهم أشخاص غير مندمجين في المجتمع، ولكنهم يحاربون من أجل بقاء البشرية.