انطلقت السبت الماضي «أيام قرطاج السينمائية»، أما تظاهرة «أيام قرطاج المسرحية»، فمن المنتظر أن تنتظم في شهر ديسمبر المقبل لتحتضن مسرحيات عربية من المحيط إلى الخليج. ولطالما تزامن هذان المهرجانان لإحياء فن المسرح وفن السينما في تونس منذ عقود من الزمن، لكن الفنان المسرحي الكبير فتحي العكاري، اختار يوم افتتاح مهرجان السينما ليعلن عن عزمه الانتحار يوم افتتاح مهرجان المسرح.
مفارقة عجيبة، أن يقرر فنّان، يُفترض أن ينشر ثقافة الحياة، إنهاء حياته يوم الاحتفال بمهرجان المسرح في بلاده. لمن لا يعرفه، الدكتور فتحي العكّاري يعد من أهم المسرحيين في تونس، إضافة إلى تدريسه في الجامعة لطلبة المهن المسرحية والدرامية منذ عقود.
ظهر فتحي العكاري في الفيديو وهو يلف حبلاً حول رقبته مهدداً بالانتحار شنقاً وفي العلن، قائلاً «سأنتحر في اليوم الأول في أيام قرطاج المسرحيّة»، موجهاً عبارات قاسية بسبب رفض لجنة الدعم تمويل إحدى مسرحيّاته، قائلا: «هذه فضيحة وزارة الثقافة. أتساءل عن المعايير التي تختار على أساسها لجنة الدعم المسرحيّات التي تموّلها»، علماً أن وزارة الثقافة في تونس دأبت منذ إنشائها على تمويل الأعمال المسرحيّة عن طريق لجنة الدعم بعد أن تنظر في محتواها، كسياسة الدولة التونسية لدعم فن المسرح.
«البيان» اتصلت بالممثل المسرحي فتحي العكاري الذي قال إن مشروعه المسرحي «مقاطع» الذي يشتغل عليه منذ أكثر من سنة لم يحصل على الدعم، للمرّة الأولى منذ 50 سنة مما حز في نفسه. حدّثنا ضيفنا بمرارة عن ما اعتبره تجاهلاً من الوزارة له، معتبراً أنه يفترض أن تقدر وزارة الثقافة الشخصيات الاعتبارية في البلاد، متهماً إياها بالمحسوبية، كما دعا إلى مراجعة منظومة الدعم مراجعة جذرية. العكاري عبّر لـ«البيان» عن أمله في أن تحل المشكلة قريباً وأن ترى مسرحيّة «مقاطع» النور في «أيام قرطاج المسرحيّة».
البيان