تنفس الجزائريون الصعداء، سواء الذين هم داخل الوطن، أو المغتربين في الخارج، خاصة بعد القرارات الأخيرة التي رسمت أولى خطوات العودة إلى الحياة الطبيعية في البلاد، بعدما رفعت الحكومة الجزائرية الحجر عن كافة الولايات (المحافظات)، بالتزامن مع تزايد وتيرة الرحلات الجوية مع الخارج، سواء من حيث عددها، أو من حيث الوجهات، وهو الأمر الذي استحسنه المغتربون، الذين حرموا من الدخول إلى وطنهم لأزيد من عام ونصف العام، جراء الإجراءات الذي اتخذتها السلطات، من أجل مواجهة فيروس «كورونا» (كوفيد 19).
وفي حين تتجه الأمور نحو العودة التدريجية للحياة الطبيعية، رسمت الحكومة صورة قاتمة عن التلقيح في الجزائر، حينما تحدثت عن عزوف الجزائريين عن التطعيم، بعدما شهد إقبالاً كبيراً، حينما كانت تسجل البلاد أرقاماً قياسية، سواء من حيث عدد الإصابات أو الوفيات، وهو ما ينذر بالعودة إلى المربع الأول، لا سيما شبح الغلق، الذي كتم على أنفاس المغتربين، رغم أنهم خارج دائرة «الاتهام» بنقل العدوى إلى البلاد، وهو أكدته الإحصاءات الرسمية.
وأقرت الحكومة الجزائرية، على لسان وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، بأن نسبة كبيرة من الجزائريين، عزفوا عن أخذ اللقاح، مؤكداً أن أكثر من 13 مليون جرعة مخزنة، لم تستعمل بعد، وهو ما دفع بالوزارة إلى تجميد استيراد اللقاح من الخارج.
وقال بن بوزيد، إن الموجات الثلاث لفيروس «كورونا»، مكنت قطاع الصحة من رسم استراتيجية وخطة فعّالة لمواجهة الموجة الرابعة، في حال حدوثها. وأكد الوزير خلال إشرافه على فعاليات اليوم الدراسي الخاص، بتقييم الوضع الوبائي، أنه «تم رسم معالم استراتيجية أكثر نجاعة وفعالية، عن تلك التي واجهنا بها الموجات الثلاث الأخيرة»، مشيراً إلى أن ذلك سيسمح للقطاع، بإعداد الخطة التي ستبنى عليها كل الأنشطة، في حال تم تسجيل موجة رابعة.
وعبّر وزير الصحة الجزائري، عن استيائه من حالة التراخي، المسجلة أخيراً، في عمليات التلقيح ضد «كورونا» (كوفيد 19)، والتي عرفت، حسبه، تراجعاً، رغم أن الحكومة وفرت كميات معتبرة من اللقاح، وبكل أنواعه، مشيراً إلى وجود 13 مليون جرعة متوفرة، بينما لا يتقدم إلى مراكز التلقيح سوى 20 ألف شخص يومياً فقط.. واعتبر الجواز الصحي، الحل الأمثل، لحماية الجزائريين من العدوى، من دون إجبارهم على التلقيح.
وأعلن الوزير، بالمناسبة، عن وقف عملية التزود باللقاحات الجديدة المضادة لكورونا، بسبب العزوف عن التلقيح من جهة، وخشية تعرض الكميات الجديدة للتلف، مستغرباً عزوف الكثير من الجزائريين عن اللقاح، رغم ما يهدّد العالم، جرّاء انتشار فيروس «كورونا».
وفي السياق ذاته، قال عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس «كورونا»، إلياس رحال، إنّ السلطات الجزائرية متخوّفة من حدوث موجة رابعة، خاصة مع نقص الإقبال على التلقيح، حيث لم يتم إلى الآن تلقيح سوى 11 مليون جزائري (30 في المئة)، وهو معدل غير كافٍ، ويجب الوصول إلى النسبة المطلوبة في أسرع وقت ممكن، وفق قوله. وفي الاتجاه ذاته، يذهب مدير الوقاية وعضو لجنة التلقيح ضد «كوفيد 19» في وهران، يوسف بخاري، إلى أن الفيروس التاجي، لا يزال منتشراً بين الجزائريين، ولم ينحسر بالكامل، قائلاً: «نحن لم نقضِ على الوباء، وهناك عدة حالات حرجة، وأخرى خطيرة، تتدفق باستمرار على مصالح علاج «كورونا» في الولاية، أو في باقي مصحات الوطن»، وبالتالي، فالوصول إلى حالة وبائية جد مستقرة، تمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية، يتطلب حسبه تلقيح الجزائريين غير الملقحين بعد، قبل وقوع متحورات فيروسية جديدة، قد تعيد الوضع إلى المربع الأول.
البيان