انضمت دولة الإمارات بصفة عضو مراقب إلى المركز الدولي لشعاع السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط SESAME.
وبفضل هذه الخطوة سيتمكن العلماء والباحثون والجهات الصناعية في الإمارات من استخدام مختبرات المركز المتخصصة لتطوير الصناعات المحلية، وستتاح للعلماء في الدولة الفرصة للاستفادة من مختبر السنكروترون لإجراء أبحاث دقيقة ما يفتح آفاقاً جديدة للدولة في مسيرتها العلمية والصناعية..
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، رئيسة اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، أن انضمام دولة الإمارات لعضوية المركز الدولي “SESAME” يأتي ضمن التوجهات والرؤية الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات الرشيدة لدعم الصناعات المتقدمة والبحث العلمي، وإدراكاً لما لذلك من دور في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يأتي في صلب عمل اللجنة الوطنية التي تلعب دوراً حيوياً ومهماً في إبراز إنجازات الدولة وتعزيز مكانتها الريادية إقليمياً ودولياً، بما يتواءم مع توجهات الدولة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة..
وأشارت معاليها إلى أن هذا الإنجاز يعزز من رصيدنا العلمي والمعرفي، ويفتح آفاقاً جديدة أمام مؤسساتنا العلمية والصناعية، وكوادرنا الوطنية، لتقديم مزيد من الإبداع، عبر تطوير نماذج مبتكرة توائم التطورات المعاصرة، وتعزز من تنافسية الإمارات في مجال البحث العلمي.
من جهتها قالت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة : ” إن هذا الإنجاز يعد نتيجة لتضافر جهود مجلس علماء الإمارات واللجنة الوطنية لدولة الإمارات للتربية والثقافة والعلوم، وكلنا ثقة بأن هذه الخطوة ستسهم في تلبية احتياجات المجتمع العلمي في الإمارات ومساعدته على تعزيز علاقات التعاون العلمي على المستوى الإقليمي، إذ يخدم استخدام مرافق السنكروترون مشاريع البحث والتطوير الحالية والمستقبلية، في علوم المواد والطب والآثار والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات العلمية، وهو ما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بإنشاء صناعات عالية التقنية من خلال البحث والتطوير، وتكريس مكانة الدولة مركزاً للعلوم والتكنولوجيا وتبادل المعرفة، نظراً لأهمية دور العلم في التقريب بين الدول والأشخاص من خلفيات متنوعة، وهو التوجه الذي تتبناه الإمارات وركزت عليه عبر مبادئ الخمسين التي تمثل مرجعاً لمؤسسات الدولة في الخمسين عاماً المقبلة”.
ويتيح الانضمام إلى المركز التوسع في التعليم والتدريب في مجالات التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويساعد على بناء القدرات التكنولوجية ويعزز مساعي دولة الإمارات لإجراء البحوث وتطوير تكنولوجيا مستقبلية رائدة عالمياً، وتوجد الآن جهات عدة في الإمارات يمكنها الاستفادة من هذا المركز، ناهيك عن المؤسسات الأكاديمية والجامعات، إذ يمكن للباحثين في علوم المواد والهندسة الحيوية والتراث الثقافي، وغيرها من التخصصات في جامعة خليفة وجامعة نيويورك في أبوظبي وجامعة الإمارات.
على سبيل المثال، يمكن أن يجروا الآن أبحاثاً تتعلق باختصاصاتهم، ويمكن للجهات الصناعية في الإمارات الاستفادة من إمكانيات المركز، ومن بينها شركات قطاع البترول التي ستكون قادرة على إجراء تحليلات جيولوجية وتحليل عمليات ما بعد استخراج النفط وتحسين المواد المستخرجة، وبالتالي تعزيز صناعات التكنولوجيا المتقدمة ورفع مستوى المنتج المحلي وتحسين تنافسيته على الصعيد العالمي.
وفضلاً عن البحث العلمي المتقدم، تستخدم أشعة السنكروترون في مجموعة متنوعة من التطبيقات وفي العديد من الصناعات، بدءاً من الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية وحتى السيارات ومستحضرات التجميل، وتستخدم أيضاً في الفيزياء لدراسة اصطدام الجسيمات بذرات مواد مختلفة كالحديد والألمنيوم وقياس نتائج الاصطدام، وكذلك في التصوير الإلكتروني والطب لعلاج الأورام الخبيثة بالأشعة السيكلوترونية، وفي دراسة وفهم المخطوطات الأثرية.
لدى مركز “سيسامي” القدرة على استيعاب 24 تجربة تغطي مختلف التطبيقات، والمركز ليس مصمماً فقط لدراسة ناتج تصادم الذرات وتحليل الجزيئات للجسيمات الأولية كما يفعل مسرع “إل إتش سي” التابع لمركز “سيرن” /CERN/ الشهير في أوروبا، ولكن أيضاً لصناعة وإنشاء أقوى الميكروسكوبات، حيث يضم المركز مجهراً يعمل بواسطة مسرع للجزيئات يستخدم الحقلين الكهربائي والمغناطيسي للحفاظ على تسريع دوران الجزيئات في أماكنها. ويستطيع المجهر بواسطة توليد شعاع مكثف جداً من الضوء، رؤية التفاصيل فائقة الدقة من أمراض النباتات والخلايا السرطانية إلى المخطوطات القديمة.
يذكر أن “سيسامي” هو أول مركز إقليمي للتعاون في مجال الأبحاث الأساسية في الشرق الأوسط، ويقع مقره بالمملكة الأردنية الهاشمية، ويهدف للمساعدة على وقف هجرة العقول إلى بلدان الشمال وتعزيز التعاون العلمي العالمي، وعادة ما يزوره العلماء والطلاب لإجراء التجارب. ويعد المركز أحد أبرز الأمثلة على الدبلوماسية العلمية، وتأسس تحت رعاية اليونسكو قبل أن يُصبح منظمة حكومية دولية مستقلة عام 2004. ويضم حالياً 9 أعضاء، و18 دولة وجهة مراقبة، أصبحت الآن 19 بانضمام دولة الإمارات.
من جانب آخر، لقيت دولة الإمارات ترحيباً حاراً من قبل الدول الأعضاء في المجلس، خلال مشاركتها في الاجتماع الأول مع مجلس إدارة المركز بصفتها مراقباً، وذلك في الفترة من 1حتى 2 ديسمبر 2021.
البيان