كشفت هيئة الصحة في دبي عن تقنية جديدة، تطبّق للمرة الأولى في الشرق الأوسط، لعلاج وتسكين الألم خلال أربع دقائق بتقنية الذكاء الاصطناعي، من دون استخدام دواء. وأكدت الهيئة خلال مشاركتها في فعاليات معرض الصحة العربي 2022، أنها بدأت في استخدام التقنية الجديدة في مستشفى راشد لتسكين وعلاج الآلام المزمنة خلال التردد الحراري.
وأوضحت أن التقنية الجديدة تسهم في اختفاء الألم خلال فترة قصيرة، وتجنب تناول المسكنات التي قد تكون لها آثار جانبية ومخاطر صحية عند استخدامها على المدى الطويل، كما تسهم في علاج العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك الآلام المزمنة في الرقبة والظهر والعمود الفقري، والتهاب المفاصل في العمود الفقري أو الحوض الخلفي، والكتف والركبة، وعلاج آلام جذور الأعصاب المركزية وآلام الأعصاب الطرفية، كما تتيح التقنية الجديدة للأطباء إمكانية الوصول الدقيق إلى مكان الإصابة أو الألم، وإمكانية علاج مناطق عدة في وقت واحد.
وأفاد استشاري التخدير وطب الآلام في مستشفى راشد، الدكتور صلاح العلي، بأن التقنية الجديدة تعتمد على توليد ذبذبات كهرومغناطيسية، لتوليد طاقة حرارية حول الأعصاب المتهيّجة المُسببة للألم، تعمل على تهدئة إشارات الألم حتى تختفي تدريجياً، حيث تقوم موجات التردد الحراري المُرسلة من الجهاز بتهدئة وتثبيت جدار العصب المصاب تارة، أو كيّ العصب المُسبب للألم وتعطيله تارة أخرى، مشيراً إلى أن تحديد مكان العصب المراد استهدافه يتم بدقة من خلال المجس، وبعدها يتم عمل المعالجة للعصب ضمن منطقة صغيرة تراوح مساحتها بين 2- 4 مم، حيث يتم تحديد مكان الإصابة عن طريق استخدام جهاز الأشعة المرئية السينية أو جهاز السونار.
وقال إن فكرة التردد الحراري تعتمد على مرور تيار عالي التردد من خلال مجس معزول بالكامل، باستثناء الجزء الأول منه، وعند مرور تيار التردد الحراري يحدث زيادة في درجة حرارة الأنسجة المحيطة، حيث يتم التحكم في درجه الحرارة عن طريق جهاز التردد الحراري.
ولفت إلى أن عملية تسكين الألم تبدأ بعد نحو أربع دقائق من استخدام الجهاز، ويعالج آلام الديسك، والمفاصل، والصداع، وأية آلام مرتبطة بالجهاز العصبي، وتصل نسبة تسكين الآلام في بعض الأحيان إلى 100%، مشيراً إلى أن التقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي.
من جهته، استعرض مدير الشؤون الطبية في مستشفى راشد، الدكتور منصور نظري، الفوائد المتعددة لاستخدام هذه التقنية التي تسهم بشكل كبير في الحد من المضاعفات السلبية للحالة المرضية، وخفض أو اختفاء نسبة الألم عند المريض، وتقليل فترة إقامة المريض داخل المستشفى، وهو الأمر الذي يسهم في تقليل الكلفة المالية على المريض والمستشفى بشكل عام، مشيراً إلى استفادة أكثر من 100 حالة من هذه التقنية حتى الآن.
نتائج متميزة
قال رئيس قسم التخدير في مستشفى راشد، الدكتور هاني فوزي، إن التقنية الجديدة التي يتم استخدامها تحت التخدير الموضعي وباستخدام جهاز الأشعة التداخلية، تساعد الطبيب على تجنب أو تأخير العملية الجراحية التي قد تحمل العديد من المخاطر، وتتطلب فترة طويلة للتعافي. وأشار إلى مأمونية هذه التقنية، ونتائجها المتميزة، حيث تراوح مدة الجلسة العلاجية بين خمس دقائق ونصف ساعة، حسب الحالة المرضية، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى بعدها بساعة أو ساعتين على الأكثر، والعودة السريعة إلى العمل، وممارسة الأنشطة الطبيعية الأخرى.
الامارات اليوم