تصادف اليوم الذكرى الرابعة عشرة لتولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولاية العهد في إمارة دبي، بموجب المرسوم الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، في الأول من فبراير من عام 2008، وهو المرسوم نفسه الذي أعلن فيه عن تولي سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية منصب نائب حاكم الإمارة.

ولم يكن تكليف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بولاية العهد المنصب الأول لسموه في القيادة، ففي الثامن من شهر سبتمبر من عام 2006 أسند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لسمو الشيخ حمدان بن محمد منصب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وصار سموه يقود ويلهم فريق عمله في الحكومة المحلية لتحقيق رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة وجعلها واقعاً ملموساً، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً على صعيد المال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات، والوصول بها إلى مراكز متقدمة في سباق الريادة العالمية.

وفي ظل قيادة سموه للمجلس التنفيذي، أصدر المجلس العديد من القرارات المهمة، واعتمد كثيراً من السياسات والمبادرات التي سرّعت زخم النمو والتطور في دبي، وأشرف سموه على وضع وإرساء العديد من خطط التنمية المستدامة في إمارة دبي، التي أسهمت في الارتقاء بمستوى الحياة في الإمارة، وعززت مكانتها ضمن صدارة أبرز المدن الصاعدة في العالم.

وتنامت مسؤوليات سمو الشيخ حمدان بن محمد، حيث بات دوره أكثر شمولية لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال تولي مسؤولية أهم الملفات الرئيسة في الإمارة، متبنياً نهجاً شاملاً في التنمية.

النشأة

نشأ سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وترعرع في عهدٍ بدأت خلاله دولة الإمارات العربية المتحدة خطواتها البنّاءة على درب النمو والتطور، فعايش التحديات والنقلات النوعية التي شهدتها الدولة، واكتسب تجارب ثرية منذ سنوات طفولته وشبابه الأولى بقربه الدائم من مركز صناعة القرار.

ونهل سموه مهارات القيادة والإدارة الحكومية على أرض الواقع من مَعين والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث حرص سمو الشيخ حمدان بن محمد على الدوام على التواجد في مجلس والده ومرافقته في جولاته المختلفة، ما أكسب سمو الشيخ حمدان مهارات وقدرات نوعية جمة في فنون القيادة.

وترسخت لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مكانة رفيعة كقائدٍ يجمع بين القدرات القيادية الفريدة، وسمات التواضع والبساطة والكرم، ما أكسبه منزلة متميزة في قلوب المواطنين والمقيمين على حد سواء، حيث يحرص سموه على متابعة شؤون وقضايا الناس وهمومهم بالتواصل المباشر معهم، كما يحرص وبشكل دائم على الالتقاء بالمواطنين من دون أي حواجز أو قيود والعمل على متابعة شؤونهم وقضاياهم، مشكّلاً نموذجاً يُحتذى في القيادة، ومجسداً المعنى الحقيقي للقائد الذي يعزز روح الفريق الواحد.

وفيما يتميز سمو الشيخ حمدان بن محمد كقائد شغوف بفنون الإدارة والجودة، فإن سموه فارس لا يشق له غبار في مضامير سباقات الخيل، لا سيما في سباقات القدرة والتحمل، كما أن سموه شاعر ملهم متمكن في حضرة القصيدة ويشار له بالبنان، مواكب لعصره، وفي الوقت ذاته حريص على تراثه، وهويته الوطنية، وهو رياضي، وقائد بالفطرة، داعم قوي للفنون والثقافة.

الدراسة

تلقى سموه دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة راشد الخاصة في دبي، قبل التوجّه إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، حيث تخرج عام 2001 في أكاديمية «ساند هيرست» العسكرية الملكية، حيث إن الحياة العسكرية التي عاشها خلال دراسته في الأكاديمية جعلت الانضباط والالتزام سلوكاً معتاداً لديه، حيث يقول سموه عن ذلك: «ما يتعلمه المرء في الكليات العسكرية العريقة، مثل ساند هيرست، يتمحور حول قيم الانضباط والمسؤولية والالتزام، وهي قيم حيوية يحتاجها الإنسان في حياته العملية والخاصة إذا كانت تترتب عليه مسؤوليات كبيرة»، كما أسهمت الرياضات العديدة التي يمارسها سموه بانتظام، وعلى رأسها الفروسية، في تعزيز سمات الصبر والدأب التي يتمتع بها.

وإضافة إلى دراساته العسكرية، حصل سموه على عدد من الدورات التدريبية الاقتصادية المتخصصة في كلية لندن للاقتصاد وكلية دبي للإدارة الحكومية.

نهج القائد

ويتميز سموه بحضور كبير في مختلف مواقع العمل الوطني، كقائد شاب شغوف بفنون الإدارة والجودة والتميّز، حيث يشرف على قيادة ملفات عديدة تسهم في تعزيز تنافسية دبي عالمياً وقوة اقتصاد الإمارة وتوجهاتها المستقبلية، ويقود منظومة تطوير العمل الحكومي ومشروع تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وإلى مركز للاقتصاد العالمي الجديد.

ولعب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم دوراً بارزاً وأكثر شمولية في تحقيق رؤية والده التنموية والمستدامة، وكان سموه وراء وضع وإرساء العديد من خطط التنمية المستدامة في دبي، من أبرزها: خطة دبي 2021، واستراتيجية دبي للابتكار، ومبادرة دبي المدينة الأذكى عالمياً.

بناء الكفاءات

ويؤمن سموه بقدرات الشباب باعتبارهم عماد الحاضر، وبناة المستقبل، لذا يركز على تأهيل الشباب الإماراتي وتطوير قدراته، وتوفير البيئة المناسبة التي تحفزهم على الإبداع والابتكار، لإطلاق كامل إمكاناتهم واستثمار طاقاتهم وقدراتهم في تطوير منظومة العمل الحكومي، وقيادة مسيرة الريادة في المستقبل، ويقول سموه: «تُشكل شريحة الشباب ركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجتمعات، وفيما نسعى إلى استشراف المستقبل، وضعنا الاستثمار في الشباب وتأهيلهم وتمكينهم ضمن صدارة أولوياتنا، لضمان استدامة مسيرة التطوير والبناء».

كما يقود سموه فريق العمل الحكومي في دبي لتطوير منظومة العمل الحكومي، وتكون دبي نموذجاً للعمل الحكومي المتفرد.

ريادة

يحرص سموه من خلال ترؤسه المجلس التنفيذي لإمارة دبي، على إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات، إلى جعل حكومة دبي رائدة عالمياً في العمل الحكومي والعمل على خلق أثر إيجابي على المجتمع في إمارة دبي. وبناءً على توجيهات سموه تم تعميم نموذج دبي للخدمات الحكومية على كافة الخدمات التي تقدمها حكومة دبي، وقد حققت هذه المبادرة منذ تدشين نموذج دبي للخدمات الحكومية في 2010 نتائج سباقة.

وأطلق سموه برنامج حمدان بن محمد للخدمات الحكومية في عام 2013، ليكون حجر الأساس لتطبيق مبادرة الحكومة الذكية في دبي والمسار الأساسي لتحويل حكومة دبي من حكومة متميزة إلى حكومة مستقبلية تحقق الرقم واحد وفق تطلعات القيادة، كما أطلق سموه مبادرة «بناة المدينة».

وفي عام 2017 في ملتقى حمدان، أطلق سموه مبادرة «بناة المدينة الشباب»، حيث تتمحور هذه المبادرة حول إشراك هذه الفئة المهمة من الشباب من طلاب جامعات ومدارس ومؤسسات تعليمية مختلفة على مستوى الإمارة، في تصميم الخدمات الحكومية، وتهدف المبادرة إلى إشراك الشباب في اقتراح خدمات حكومية جديدة وإعادة تصميم الخدمات الحكومية الحالية، وتقييم الخدمات الحكومية الرقمية.

وفي 2020 أطلق سموه رؤية جديدة للخدمات الحكومية من خلال «خدمات 360»، وهي أجندة عمل جديدة في إمارة دبي وإطار متكامل وموحد لمضاعفة ومتابعة جهود التحسين والوصول للقمة والحفاظ عليها.

وبهدف تحويل دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم، أطلق سموه مبادرة «مجتمعي… مكان للجميع»، لدعم وتعزيز جهود الإمارة في مجال تمكين أصحاب الهمم وتعظيم مشاركتهم ودمجهم في المجتمع.

محطات نوعية

وشكلت مبادرات وتوجيهات وقرارات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال عام 2021، محطات نوعية، أسهمت في تعزيز مستقبل نهضة دبي، ووضع الإمارة في قاطرة التميز العالمي، ترجمة لرؤية وتطلعات القيادة الرشيدة، وجعلها واقعاً ملموساً، ولتحقيق السعادة لجميع سكان وزائري دبي، من خلال الإشراف على وضع خطط التنمية الاستراتيجية الشاملة، ومتابعة تنفيذها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للإمارة، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً على صعيد المال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات، والوصول بدبي إلى مراكز متقدمة في سباق الريادة العالمية، ما أسهم في الارتقاء بمستوى الحياة في الإمارة، وتعزيز مكانتها ضمن صدارة أبرز المدن العالمية.

واعتمد سموه، خلال اجتماع المجلس التنفيذي لإمارة دبي العام الماضي، مشروع تطوير الخطة الاستراتيجية لإمارة دبي 2030، لتكون بمثابة البوصلة التي توجه مسيرة الإمارة نحو المستقبل بخطى واثقة، تعتمد في جوهرها على الإبداع والحلول المبتكرة، استلهاماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمكانة المنشودة للإمارة في المستقبل.

حكومة لا ورقية

وأعلن سمو ولي عهد دبي العام الماضي، تحقيق الإمارة إنجازاً نوعياً، يضاف إلى إنجازاتها العالمية، ويعد من أهمها، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وتنفيذاً للهدف الاستراتيجي الذي حدّده سموه قبل 4 سنوات، بنجاح حكومة دبي، في التحوّل إلى حكومة لا ورقية بالكامل، لتصبح بذلك الأولى من نوعها على مستوى العالم أجمع.

ويشرف ويتابع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، العديد من الملفات الاستراتيجية في إمارة دبي، بتكليف والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كلفه سموه بالإشراف على تنفيذ بنود وثيقة الخمسين، التي تتضمن تسعة بنود تضم جوانب من رؤيته لمدينة دبي المستقبل والحياة التي يتمناها لكل من يعيش في مجتمعه، ويحرص سموه على المتابعة الحثيثة لضمان التطبيق الأمثل لبنود الوثيقة على نحو يتماشى مع غاياتها الطموحة، ويطلع سموه على نتائج الإنجاز المتحقق في البرامج المنطوية تحت بنود وثيقة الخمسين التسعة، والتوجيه بتنفيذ بنود الوثيقة لتحقيق الأهداف المرسومة فيها، ويحث سموه دائماً على المزيد من الجهد والإبداع في طريقة التفكير، بهدف تحقيق نقلات نوعية في مسيرة الإمارة، والوصول إلى دبي التي يطمح إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي عبر عنها في بنود الوثيقة التسعة. كما يحرص سموه على المتابعة الميدانية لعمليات التطوير في إمارة دبي لمختلف المشاريع.

ينظر الشباب إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بوصفه ملهماً وقدوة لهم، ومثالاً يقتدى به في القيادة وحب الوطن، كما أنه أسهم في صنع مستقبل دبي بما يتلاءم مع رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وحظي بشهرة واسعة كقائد شاب يمتلك طموحاً لا حدود له ورؤية مستقبلية استثنائية وأفكاراً مبتكرة.. هذه السمات جعلت من سموه محط أنظار الشباب في مختلف أنحاء المنطقة والعالم.

تخطيط حضري

أصدر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم قرار المجلس رقم «18» لسنة 2021، بتشكيل اللجنة العليا للتخطيط الحضري في إمارة دبي، وتختص اللجنة بالإشراف العام على قطاع التخطيط الحضري في دبي، بما في ذلك الإشراف على تنفيذ الخطة الحضرية للإمارة، وضمان مواءمة خطط الجهات الحكومية في دبي مع هذه الخطة، بالإضافة إلى ضمان تكامل الأدوار بين الجهات ذات الصلة بالخطة الحضرية.

وبهدف توحيد الجهود المبذولة في دبي، لتنفيذ خطة التحول الرقمي وفق الأولويات المعتمدة، أصدر سموه قرار المجلس التنفيذي رقم «33» لسنة 2021، بشأن تشكيل «لجنة قيادة التحول الرقمي لإمارة دبي»، ونص القرار على تشكيل «لجنة قيادة التحول الرقمي لإمارة دبي»، برئاسة مدير عام هيئة دبي الرقمية.

تواصل اجتماعي

يولي سمو ولي عهد دبي اهتماماً كبيراً بالتفاعل مع الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى سموه فيها نافذة مؤثرة للتفاعل المباشر مع المواطنين والمقيمين ومتابعي سموه في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وإشراكهم في أهم المواقف، والتعرف إلى أفكارهم وآرائهم بصورة فورية، وتقريب المسافات معهم، وهو أمر نشأ وتربى عليه في مدرسة والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تقديراً لقيمة التواصل مع الناس كأحد أهم العناصر الداعمة لنجاح القائد في تأدية رسالته.

وتحظى منصات سموه على مواقع التواصل الاجتماعي بشعبية كبيرة، حيث يتابعه الملايين من مختلف أنحاء العالم، عبر «تويتر» و«إنستغرام» و«فيسبوك».

البيان