أكد الدكتور عبدالوهاب زايد، الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، أن دولة الإمارات أصبحت واحدة من أكبر مراكز إعادة تصدير التمور في العالم، وتعمل على تلبية احتياجات الأسواق كافة، سواء السعرية، أو أسواق الجودة، من خلال توفير بدائل مختلفة تضمن التفوق للإمارات في مجال التمور.
وأوضح أن الإمارات أدت دوراً بارزاً في دعم النمو الكبير والمتنامي في زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم، إذ أسهمت مع باقي الدول العربية في إنتاج ما يزيد على 75% من إجمالي كميات الإنتاج العالمي البالغة 8.5 ملايين طن. وذكر أنه استناداً إلى دراسة بحثية صدرت أخيراً عن الأمانة العامة للجائزة أن الهند أكبر مستورد في العالم من ناحية الكميات في عام 2020 بكمية بلغت 363 ألف طن تليها الإمارات بكمية واردات 130 ألف طن، وفي المركز الثالث المملكة المغربية بكمية بلغت 76 ألف طن، وجمهورية النيجر في المركز الرابع بكمية 61 ألف طن، وإندونيسيا في المركز الخامس بكمية 52 ألف طن.
ووفق آخر إحصاء للمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء فقد بلغت المساحات المزروعة من النخيل في عام 2020، 387.245 دونماً وبلغت كمية الإنتاج 351.462 طناً، وتأتي التمور بالمرتبة الـ11 للسلع الإماراتية الأكثر تصديراً في 2020.
وتنتج أشجار النخيل في الإمارات أكثر من 73 نوعاً من أجود الأنواع عالمياً، فمنها ما يتسم بالمبكرة بالنضج مثل النغال وتعرف بالمتقدم، ويتبعها الخشكار، ثم اليردي، ثم خصاب أبيض وخصاب أحمر، وهناك أنواع أخرى تسمى المتأخر، أي التي تتأخر في النضج ومن أهمها عين بكر والخنيزي والفرض والبرحي والخلاص الذي يعد من أجود أنواع الرطب.
وتصل صادرات التمور إلى 1.7 مليار درهم وترتقي الدولة إلى المركز الرابع، كما توجد فرصة لنمو الصادرات بقيمة 660 مليون درهم إضافية.
عمود فقري
وعن الدور الريادي لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمور والابتكار الزراعي، في دعم المساعي الوطنية للتوسع في زراعة أشجار النخيل في خمسة عشر عاماً، أشار الأمين العام إلى أن الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي سعت منذ تأسيسها عام 2007 إلى تلبية رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز موقعها الريادي في خدمة وتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، من خلال بناء شراكات إقليمية ودولية فاعلة، إذ حرصت الأمانة العامة للجائزة على تلبية رؤية القيادة الرشيدة وتعزيز موقعها الريادي في دعم وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والاهتمام بها وبأنواعها المختلفة وأصنافها المتعددة.
مخزن للكربون
وفي ما يتعلق بالدور الريادي للنخلة عاملاً مهماً في التقليل من أضرار الاحتباس الحراري، وخلق التوازن البيئي، أكد زايد أنه وبغض النظر عن فوائد الأشجار بشكل عام في تنظيف الهواء من الغبار والملوثات، وامتصاص (CO2) المتسبب الرئيس في التغير المناخي، وزيادة (O2) في الجو من خلال عملية التمثيل الضوئي، والتقليل من أضرار الاحتباس الحراري وخلق التوازن البيئي، وبالتالي التقليل من الآثار الضارة للوقود الأحفوري، إلا أن شجرة النخيل وعلى وجه الخصوص، تعد أكثر مهارة في عزل ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، إذ تقوم بتخزين كمية أكبر من الكربون ضمن الكتلة الخشبية للشجرة وتقدر كمية ثاني أوكسيد الكربون التي تخزنها شجرة نخيل تمر عمرها لا يقل عن 10 سنوات بـ120 كلغ (CO2) بالسنة، من هنا تأتي أهمية زراعة شجرة نخيل التمر بصفتها مفتاحاً لخلق عالم أكثر استدامة، وبهذه المناسبة فالأمانة العامة للجائزة أصدرت تقريراً دولياً عن هذا الموضوع بعنوان (تجسير الحدود) تم تدشينه في قمة العمل المناخي بغلاسكو نوفمبر 2021 ضمن جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، ويركز الكتاب على كيف يمكن للتعاون الإقليمي الحيوي تحويل صناعة نخيل التمر إلى نموذج ناجح للاقتصاد الدائري.
ابتكارات تحتفي بالإرث
وأكد الأمين العام أنه بالنظر إلى الأهمية العلمية للتطبيقات التقنية في حياتنا المهنية سواء في مجال الذكاء الاصطناعي أو إنترنت الأشياء، تنافس في فئة الابتكارات الزراعية في الجائزة أكثر من 332 مشاركاً من مختلف دول العالم قدموا الكثير من الابتكارات التي تخدم القطاع الزراعي بشكل عام وقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور من عام 2017، ومنها تصميم مكائن وأجهزة النخيل والتمور، وتصميم وبناء آلة إلكترونية ذكية لتلقيح النخيل باستخدام إنترنت الأشياء، وإنتاج مصائد إلكترونية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، وتقنية الكشف المبكر عن وجود سوسة النخيل الحمراء بتطبيق الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وابتكار نظام الري المسامي تحت سطح الأرض لري النخيل وصنع الورق من سعف النخيل وغيرها الكثير.
تجارب متميزة
وعلى المستوى المحلي أفرزت جائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر بالإمارات عدداً من التجارب المتميزة في الابتكار الزراعي ضمن قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور وأبرزها الفوز الأخير لأحد المزارعين بالجائزة عن فئة (المزارع المبتكر) إذ كان ابتكر نظام ري عضوياً حقق من خلاله قصة نجاح، وهذا هو دور الجائزة في تحفيز المزارع والمنتج عبر إتاحة الفرصة للتنافس في الجائزة وفق أفضل الممارسات الدولية.
البيان