تشهد تكنولوجيا إنترنت الأشياء حاليا ازدهارا قويا. ويقول الخبراء إن العام الماضي فقط شهد إنفاق أكثر من 15 مليار يورو (5ر16 مليار دولار)  على ربط الأجهزة التي تستخدم في الحياة اليومية بشبكة الإنترنت أو ببعضها البعض في إطار تكنولوجيا إنترنت الأشياء.

وتغطي تكنولوجيا إنترنت الأشياء نطاقا واسعا للغاية من الأجهزة بدءا من سلاسل الكلاب وحتى الدراجات البخارية المتصلة بالإنترنت وأنظمة التدفئة المنزلية وصناديق القمامة العامة التي ترسل إشارة عند امتلائها وحاجتها إلى التفريغ. وتعتمد خدمات تكنولوجيا الأشياء حاليا على شبكات الاتصالات المركزية مما يحد من انتشارها.

لكن الفترة الأخيرة شهدت ظهور موفري خدمات جديدة لا يعتمدون على شبكات الاتصالات المركزية  مثل شبكات “فايف جي”، وإنما يستخدمون برتوكول “شبكة الموجات طويلة المدى” التي يتم الحصول على رخص استخدامها مجانا  ويمكن استخدامها لتغطية منطقة بمساحة عدة كيلومترات مربعة.

ومن الشركات التي بدأت استخدام الطريقة الجديدة في مجال إنترنت الأشياء شركة هيليوم  سيستمز الأمريكية التي أسسها شوان فانينج، الذي أسس قبل سنوات خدمة البث المجاني للموسيقى نابستار وهددت شركات الإنتاج الموسيقي بخسائر باهظة.

وكما كان الحال في خدمة نابستار، فإن شبكة هيليوم  لا تعتمد على البنية المركزية للشبكات.  وإنما تعتمد على قوة الكتل غير المركزية.
 

ولا تعتمد أغلب نقاط الربط (هوت سبوت) في شبكة هيليوم على شركات شريكة وإنما على أجهزة أفراد، حيث يحصل كل فرد يسمح باستخدام أجهزة الاتصال الخاصة به كنقطة ربط في شبكة هيليوم على عائد مالي في صورة العملة الرقمية المشفرة “إتش.إن.تي” والتي يمكن تحويلها إلى عملة حقيقية سواء دولار أو يورو. ويبلغ سعر عملة إتش.إن.تي الواحدة حاليا حوالي 20 يورو (22 دولار).

كما تحصل شركات الاتصالات التي تقدم خدماتها لشبكة هيليوم على مقابل في صورة عملات رقمية، إلى جانب حصولها على جزء من عائدات شبكة هيليوم التي يدفعها العملاء التجاريين  مقابل نقل البيانات الخاصة بهم.

يذكر أن العملة الرقمية إتش.إن.تي لا تحتاج إلى أجهزة تستهلك كميات ضخمة من الطاقة كما هو الحال في تعدين العملة الرقمية الأشهر بيتكوين.

وتتكون شبكة هيليوم حاليا من أكثر من 650 ألف نقطة ربط  في حوالي 47 ألف مدينة في 164 دولة. وجذبت الشبكة الجديدة اهتمام الكثير من المستثمرين المشهورين.

وتقول شركة هيليوم سيستمز أن “شبكة الموجات طويلة المدى” أقل تكلفة  في نقل البيانات من شبكات اتصالات الهاتف المحمول التقليدية. كما تتيح تكنولوجيا “شبكة الموجات طويلة المدى” المزيد من الإمكانيات بالنسبة لربط الأجهزة والأدوات المختلفة بخدمة إنترنت الأشياء.

البيان