انتخب النواب الباكستانيون شهباز شريف، رئيساً جديداً للوزراء، بعدما أطيح بسلفه عمران خان، الذي استقال من مقعده في الجمعية الوطنية، إلى جانب معظم أعضاء حزبه قبيل التصويت، وأُقيل خان، نجم الكريكت السابق، أول من أمس، بعد تصويت بحجب الثقة عنه، ممهّداً الطريق لتحالف من المعارضة، يواجه التحديات نفسها التي كلّفت سلفه منصبه.
وكان شريف، زعيم حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية» (وسط)، المرشح الوحيد، بعدما سحب وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي، الموالي لخان، ترشيحه، واستقال من مقعده في المجلس. وقال شريف وسط تصفيق النواب «إنه انتصار للنزاهة، هزم الشر».
وكان أعضاء حزب «حركة إنصاف»، التي ينتمي إليها خان، يشغلون 155 مقعداً في المجلس المكوّن من 342 مقعداً، قبل الاستقالات الجماعية. وانتُخب شريف بـ 174 صوتاً، وستكون مهمة شريف الأولى، تشكيل حكومة تعتمد بشكل كبير على «حزب الشعب الباكستاني» (يسار وسط)، وبشكل أقل على «جمعية علماء الإسلام» المحافظة.
خصومة
وشهباز شريف، هو الشقيق الأصغر لنواز شريف، رئيس الوزراء الذي تولى المنصب ثلاث مرّات، وواجه شهباز إجراءات مرتبطة بالكسب غير المشروع، وعام 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد، حوالي عشرين عقاراً تعود إليه وإلى نجله حمزة، واتهمتهما بتبييض أموال، وأوقف واعتقل في سبتمبر 2020، وبعد ستة أشهر، أفرج عنه بكفالة، بانتظار محاكمة ما زالت معلقة.
وورث شريف، البالغ 70 عاماً، مع شقيقه، شركة التعدين العائلية، فيما كان رجل أعمال شاباً، قبل انتخابه لأول مرة في جمعية ولاية البنجاب عام 1988.
وعرف كمسؤول صارم، أبقى الموظفين في حالة تأهب دائمة، بقيامه بزيارات مباغتة إلى المكاتب الحكومية، وغالباً ما يذكر أبيات قصائد ثورية في خطاباته، وخلال تجمعاته العامة.
نقل المعركة
لم يسبق لرئيس وزراء باكستاني أن أكمل ولايته، لكن خان كان أول رئيس وزراء يخسر المنصب بتصويت لسحب الثقة، في عملية لم يتقبلها، وبذل كل ما في وسعه للبقاء في السلطة، بعدما خسر غالبيته البرلمانية، بما في ذلك حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات، لكن المحكمة العليا، اعتبرت جميع خطواته غير قانونية، وأمرت المجلس بعقد جلسة جديدة، والتصويت على سحب الثقة منه.
لكن خان أصر على أنه كان ضحية مؤامرة «لتغيير النظام»، حاكتها واشنطن، وتوعّد بنقل المعركة إلى الشارع، على أمل الضغط لإجراء انتخابات مبكرة.
وتعهّد شريف بفتح تحقيق في اتهامات خان. وقال في أول خطاب له كرئيس للوزراء «إذا تم تقديم أي دليل، مهما كان صغيراً ضدنا، فسأستقيل فوراً».
البيان