أبوظبي فى 6 مايو / وام / برعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش وتزامنا مع الذكرى الرابعة لتأسيسه يعقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة مؤتمره الدولي يومي الثامن والتاسع من شهر مايو الجاري بمشاركة وفود من أكثر من 150 دولة من جميع مناطق العالم لمناقشة وبحث موضوع “الوحدة الإسلامية ..المفهوم، الفرص والتحديات” وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وفي كلمة له بمناسبة الإعلان عن انطلاق المؤتمر قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس إن قضية “الوحدة الإسلامية” تعد من أهم القضايا التي هيمنت على العقل المسلم منذ بدايات القرن الماضي، مشيرا إلى أن قضية الوحدة الإسلامية في العصر الحديث بدأت كقضية فكرية مع حركات الاستقلال عن الاستعمار الغربي، وأثارت خيالات الكتاب والمثقفين والمفكرين. ومع دخول العالم الاسلامي في مرحلة ما بعد الاستعمار وما صاحبها من تغيرات جوهرية في مكوناته السياسية والاجتماعية والفكرية، ومع ظهور الاحزاب السياسية التي تتخذ من الاسلام ايديولوجية للوصول الى السلطة، لم يعد مفهوم الوحدة الإسلامية بذلك الوضوح والجلاء؛ الذي كان عند السابقين، وهو أنها وحدة معنوية دينية تجمع بين الأفراد والمجتمعات، ولا تحول دون انتمائهم لدول وأوطان مختلفة متنوعة متعددة، حيث يكون التعاون والتبادل لتحقيق مصالح الإنسان المسلم والارتقاء بمعيشته.

وأضاف النعيمي أن الوحدة الإسلامية صنعت حضارة رائدة ساهمت في دفع ركب الإنسانية خطوات كبيرة الى الأمام، وصاغت وحدة اجتماعية حضارية للأمة تضم أنساقاً ثقافية متنوعة ومتعددة؛ ولكنها تنتظم في سياق حضارة كبيرة واحدة تحدد معالمها إسهامات عظيمة قدمتها للبشرية في العلوم والفنون والآداب والفلسفة والعمارة والفلك والرياضيات والطب والموسيقى…الخ.

مؤكدا أن هذه الوحدة الحضارية التي امتدت لقرون عدة من الزمان، وكانت تتمدد بصورة دائمة لتحتضن شعوبا وثقافات، وتتبنى علومها وفنونها، قدمت للعالم أمة التعددية والتعايش واستيعاب الآخر، والحوار المستمر مع المخالف لها دينيا الذي يتوج بالتبادل الثقافي أخذا وعطاءً، وبالاندماج والتبني والاستيعاب للثقافات، والمجتمعات، والتقاليد، والأعراف.

وأوضح انه انطلاقا من هذه الحقائق التاريخية البعيدة والقريبة، وسعيا نحو تحقيق التأصيل التاريخي العميق، والواسع والمتشعب ينعقد المؤتمر الدولي للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بعنوان “الوحدة الإسلامية: المفهوم، الفرص والتحديات”، خلال الفترة من 8 إلى 9 مايو 2022، ليناقش حقيقة الوحدة الإسلامية التاريخية وتجلياتها في مختلف مجالات الحياة، ودورها في بناء حضارة إنسانية كانت هي أساس الحضارة العالمية الحديثة ورافدها الأصيل بكل العلوم والفنون، وكذلك يناقش المؤتمر الظروف التاريخية التي أدت الى الانحراف في فهم قضية الوحدة الإسلامية، وتحويلها الى شعار سياسي قاد الى السير في عكس المسار التاريخي الذي لعبته حقيقة الوحدة الإسلامية.

وذكرانه من أجل الوصول الى جوهر حقيقة الوحدة الإسلامية في صورتها التاريخية البناءة، وفي صورها المستقبلية التي سوف تنهض بالمجتمعات المسلمة سوف يناقش المؤتمر في حدود 100 ورقة علمية وكلمات رئيسة ومحاضرة جميع الموضوعات المتعلقة بالوحدة الإسلامية سواء أصولها في القرآن والسنة والفقه وإسهاماتها في تطوير وتقدم العلوم الدينية والإنسانية والطبيعية والفنون والآداب، أو في مساهمات الوحدة الإسلامية في تنمية وتطوير المجتمعات المسلمة والقضاء على الفقر فيها والنهوض بالتعليم والبحث العلمي، أو في مواجهة التحديات التي تعاني منها مجتمعات المسلمين سواء التطرف والعنف، أو التعصب والتحزب والطائفية. من خلال 105 متحدثين يمثلون جميع الدول التي يوجد بها مسلمون، ويحتلون مختلف المراكز الدينية والسياسية والعلمية من رؤساء دول ووزراء ومفتين وعلماء ورؤساء جامعات وعمداء وأساتذة جامعات خبراء ومفكرون وباحثون وفنانون.

وام